ذكرت مصادر رسمية أن الأردن اعتقل يوم أمس الخميس نائب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في البلاد «زكي بنى ارشيد»، وذلك لانتقاده تحرك الإمارات العربية المتحدة لإدراج الاخوان ومنظمات إسلامية أخرى حول العالم على لائحة المنظمات الارهابية التي أصدرتها مؤخرا.
وقالت المصادر إن «بنى ارشيد» اعتقل عقب اجتماع عقد في ساعة متأخرة من الليل بمقر الجماعة في عمان ليكون ذلك أول اعتقال لشخصية كبيرة بالمعارضة في الأردن منذ سنوات.
وأضافت المصادر أن المدعي العام لمحكمة أمن الدولة أمر باعتقاله بتهم «تعكير صفو العلاقات مع دولة عربية شقيقة» بعد أن كتب مقالا يهاجم فيه دور الإمارات في حملة إقليمية على الإسلام السياسي.
وفي مقال نشرته عدة مواقع الكترونية وظهر على مواقع التواصل الاجتماعي قال «بني ارشيد» أن «حكومة الإمارات هي الراعي الأول للإرهاب وتفتقد لشرعية البقاء أو الاستمرار». ونشر المقال بعد فترة قصيرة من تصنيف الإمارات رسميا للاخوان وعدة تنظيمات إسلامية أخري يوم السبت على انها جماعة ارهابية.
وقال «بني ارشيد» في المقال «تقوم القيادة المتنفذة في الامارات بدور الشرطي الأمريكي في المنطقة وباقذر الادوار الوظيفية خدمة للمشروع الصهيوني الماسوني وتقف خلف كل أعمال التخريب والتدمير لمشروع الأمة...وان الاجندة الاماراتية تتناقض مع أهداف الامة العربية».
وجماعة الاخوان في الأردن هي أكبر حزب للمعارضة السياسية في البلاد ويعمل بشكل قانوني منذ عشرات السنين ويحظى بتأييد شعبي كبير في المراكز الحضرية الكبرى.
من جابنها، طالبت جماعة الاخوان في الأردن بالافراج الفوري عن «بني ارشيد»، وأضافت في بيان «نستنكر هذا الاعتقال غير المبرر وبهذه الطريقة البوليسية للرموز الوطنية والإسلامية».
وخلافا للحملة الصارمة التي يواجهها الاخوان في مصر ودول الخليج فإن السلطات الأردنية تسمح بوجود الجماعة، لكن الأردن اعتقل عددا من اعضائها في الأشهر الماضية لانتقادهم علانية حكومة عمان لعدم اتخاذ اجراءات اقوى لتوبيخ إسرائيل بعد حربها على غزة.
والاخوان في الأردن هم أكثر المعارضين علانية داخل المعارضة الرئيسية للسلام مع إسرائيل ولسياسات المملكة الموالية للغرب. ويطالب الاخوان هناك باجراء اصلاحات سياسية شاملة دون الدعوة للإطاحة بالنظام الملكي للبلاد.