بدأت إيران أمس الخميس مناورات عسكرية ضخمة قرب مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك بمشاركة مختلف القوات، البرية والبحرية والجوية على مدار 6 أيام، وتجري المناورات على مساحة مليوني كيلومتر مربع وتنطلق من مضيق هرمز وتمتد إلى جنوب خليج عدن.

وقال قائد القوات البحرية الإيراني «حبيب الله سياري» لوكالة «تسنيم» الإيرانية، إنه سيتم استعراض قوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في  مناورات «محمد رسول الله» المشتركة فى الأرض والبحر والسماء، موضحا أن سلاح البحر سيستخدم فيها أنواع تجهيزاته وأسلحته لإبراز قوة إيران الإسلامية في المياه. 

وأوضح «سياري» أن أنواع البارجات والمدمرات والغواصات والصواريخ والطائرات والطائرات العمودية وباقي تجهيزات سلاح البحر ستشارك في المناورات، بهدف ارتقاء القدرة القتالية لهذا السلاح في القطاعات المختلفة.

وأعلن قائد القوة البرية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية العميد «أحمد رضا بوردستان»، في تصريح لوكالة أنباء «فارس» الإيرانية أن القوة البرية ستجرى في المناورة التي انطلقت الخميس تمرينا على إنقاذ رهائن من يد الإرهابيين، على حد قوله، مضيفا: «بما أن بلادنا تواجه تهديدات يمكن أن تنطلق من البحر، وبما أن القوة البرية تتولى مسؤولية الدفاع عن حدود البلاد، سواء في البر أو البحر، فإنها تشارك في هذه المناورة لتمرين الدفاع عن الساحل». 

وأضاف «بوردستان» أنه سيتم في المناورة اختبار أسلحة مضادة للدروع ومنها صواريخ «دهلاوية» و«توفان»، موضحا أن صاروخ «توفان» يعد سلاحا دقيقا بمدى أربعة كيلومترات، ويطلق من البر ومن المروحيات.

وأشار «بوردستان» إلى استخدام البندقية القناصة «شاهر»، وأنه تم تطوير هذا السلاح ليصبح مداه ثلاثة كيلومترات وبعيار 14.5 مليمتر، ما يجعله واحدًا من أهم الأسلحة في هذا المجال، وقال: إن سلاح «محرم» ذا السبطانات الست ومنظومة نشر الألغام، يعدان من الأسلحة الأخرى التي ستستخدم في هذه المناورة من قبل وحدات القوة البرية، مشيرا إلي دخول القوة البرية في المجال الصاروخي، وقال: إن صواريخ «نازعات» تم تطويرها من ناحية المدى والدقة وقوة التدمير، وتعتبر بمثابة اليد الطولى للقوة البرية في ساحة القتال لاستهداف خطوط العدو الخلفية. بحسب قوله.

كما أشار قائد وحدة الطائرات من دون طيار التابعة للقوة البرية للجيش الإيراني العقيد «رضا خاكي»، لذات الوكالة، أن هذه الوحدة تمتلك طائرات من دون طيار انتحارية قادرة على تدمير الأهداف الواقعة على بعد 250 كيلومترا.

وأكد نائب قائد القوة البرية التابعة للجيش الإيراني «كيومرث حيدري» أن القوة ستختبر انجازات عسكرية جديدة. مثل استخدام المروحية الوطنية وأنواع الصواريخ المضادة للدروع والمنظومات الدفاعية، کما ستستعرض القوة البرية قدراتها في الحرب الإلكترونية في هذه المناورة.

وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم القوة الجوية للجيش الإيراني العميد الطيار «حسين جيت فروض» بأن تسعة أنواع من طائرات القوة الجوية ستشارك في المناورة.

يُذكر أن إيران كشفت في وقت سابق أنها ستعرض قدراتها الباليستية خلال هذه المناورات مع إطلاق صواريخ من مختلف الأنواع، واستخدام نماذج عدة من الطائرات بدون طيار. وتعد هي المرة الأولى التي تعلن فيها إيران عن إجراء مناورات بعيدة إلى هذه المسافة.

ودعت إيران السفن الأجنبية إلى مغادرة المنطقة تجنبا لأي حادث محتمل، نافية في الوقت ذاته تهديد هذه المناورات العسكرية الكبرى للقوات الأجنبية، في إشارة إلى الأسطول الخامس الأمريكي المتواجد في المنطقة.

وترجع المناورات البحرية الأخيرة لإيران إلى مايو/آيار 2013، ومنذ انتخاب الرئيس حسن روحاني في حزيران/ يونيو 2013 لم تجر إيران أي مناورات عسكرية واسعة.