قال موقع «ميدل إيست آي» أن أقوال الفرنسي «زكريا موسوي» المسجون في الولايات المتحدة والمنتمي للقاعدة والمتهم بالمشاركة في التحضير لاعتداءات 11 سبتمبر/أيلول، خلال جلسة استماع أمس الأربعاء، والتي كشف فيها أن أمراء سعوديين رفيعي المستوي مولوا تنظيم القاعدة، سبب حرجا للسعودية ما دعا السفارة السعودية في واشنطن إلى نفي هذه الاتهامات.

واتهم «زكريا موسوي»، الذي يمضي عقوبة السجن المؤبد في سجن في كولورادو الواقعة غرب الولايات المتحدة، على خلفية مشاركته في التحضير لاعتداءات 11 سبتمبر، أول أمس الثلاثاء أمراء سعوديين نافذين بتمويل تنظيم القاعدة والمشاركة في التحضير لهجوم على الأراضي الأمريكية.

وأكد «موسوي» أن أموال السعوديين الأثرياء كانت «أساسية» بالنسبة إلى القاعدة أواخر التسعينات، لافتا إلى أن هذا المال كان يستخدم في شراء بنادق كلاشنيكوف ومعدات عسكرية ومواد غذائية وأيضا في دفع رواتب عناصر القاعدة.

وأضاف أن الأمير «تركي الفيصل» (رئيس الاستخبارات الأسبق)، والأمير «بندر بن سلطان» (رئيس سابق للاستخبارات)، والأمير «الوليد بن طلال» (الملياردير المعروف) قد ظهرت أسماؤهم على قوائم المتبرعين لتنظيم القاعدة، إضافة إلي العديد من الشخصيات الدينية البارزة في المملكة العربية السعودية.

وقال عضو تنظيم القاعدة السابق أنه التقى الملك الجديد «سلمان» أيضا، وأعضاء آخرين من العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية وسلمهم رسائل من «أسامة بن لادن»، وادعى أيضا أنه قد التقى مع مسؤول من السفارة السعودية بواشنطن في أفغانستان وناقش معه «هجوم بصواريخ ستينغر» على طائرة الرئاسة الأمريكية.

وكتب السيناتور السابق «شون كارتر»، الذي أدار قسما من جلسة استجواب «موسوي»، حول هذا قائلا أن الأخير كان على اتصال بمسئول ديني في السفارة السعودية في واشنطن «في شأن جهود القاعدة لشن هجوم إرهابي على الأراضي الأمريكية».

وفي هذه الشهادة التي سجلتها محكمة في نيويورك، أورد «موسوي» أن زعيم القاعدة السابق «أسامة بن لادن» طلب منه إعداد قاعدة معلومات حول كل من يمولون التنظيم الإرهابي، وأشار خصوصا في هذا السياق إلى الأمير «تركي الفيصل»، الرئيس السابق للاستخبارات السعودية، وإلى الأمير «بندر بن سلطان»، السفير السعودي السابق في واشنطن.

وتحدث «موسوي» عن دفع مبالغ تتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين دولار، مؤكدا أن «معظم المسئولين الكبار القريبين من أسامة بن لادن كانوا يتحدرون من عائلات كبيرة في السعودية».

وقال «موسوي» أيضا في شهادته أنه ساعد في التخطيط لهجوم باستخدام قنبلة تزن  750 كيلوجراماً لاستخدامها ضد السفارة الأمريكية في لندن، وانه كان يتطلع أيضا لاستخدام طائرات رش المحاصيل في تنفيذ هجمات..

وكان السيناتور السابق لفلوريدا «كارتر»، أحد المدافعين عن الإفراج عن 28 صفحة من تقرير للكونجرس صدر في 9/11 يزعم تورط حكومات أجنبية في الهجمات علي الولايات المتحدة.

نفي سعودي

ومن بين الشهود الذين أدلوا بأقوالهم أمام المحكمة السناتور السابق «بوب غراهام» الذي أكد «ثقته بوجود صلة مباشرة بين بعض إرهابيي 11 سبتمبر وحكومة السعودية»، وهو الأمر الذي نفته السفارة السعودية في بيان لها.

حيث سارعت السفارة السعودية في واشنطن إلى نفي هذه الاتهامات مؤكدة في بيان أن «لا دليل يثبت مزاعم موسوي»، وأن «أقواله لا تتمتع بأي صدقية وهو مجرم مختل قدمت أدلة على أنه كان غير سوي عقليا من المحامين الخاصين به».

وكان محامو «الموسوي» قد شككوا في أنه غير قادر علي التركيز، ولكن القاضي «ليوني بينكيما» قال أنه «مقتنع تماما أن موسوي مدرك لما يقول»، قائلا: «كان انطباعي أنه كان سليم العقل تماما».

وشدد بيان السفارة على أن «اعتداءات 11 سبتمبر خضعت لتحقيق هو الأكثر دقة في التاريخ وأظهرت خلاصتها أنه لا ضلوع للحكومة السعودية أو لمسئولين سعوديين فيها».

وجاءت أقوال «موسوي» ضمن جلسة استماع في إطار التحقيق حول شكوى ضد السعودية تقدم بها في نيويورك أسر لضحايا اعتداءات 11 سبتمبر، والتي أقر «موسوي» بأنه أعد لهذه الاعتداءات الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة، وهو يمضي عقوبته في سجن سوبرماكس بولاية كولورادو.

وهذه القضية مرفوعة منذ عام 2002 من قبل الباقين على قيد الحياة من ضحايا هجمات 9 سبتمبر، ولكن تم عرقلتها عام 2005 بدعوي أن المملكة العربية السعودية تتمتع بـ«الحصانة السيادية»، ولكن المحكمة العليا نقض هذا القرار في وقت لاحق ورفضت طلب الحكومة السعودية رد الدعوى.