«الثني»: اخترنا الأردن لتأهيل جيش طبرق لتأثره بالعقيدة العسكرية البريطانية

الثلاثاء 10 مارس 2015 09:03 ص

قال رئيس حكومة طبرق «عبد الله الثني»، إن خطة إعادة هيكلة الجيش الليبي بالتنسيق مع الجيش الأردني، ستشهد عدة مراحل، أولاها إعادة تشكيل الوحدات والكتائب العسكرية، ومن ثم تدريب القوات الليبية، فيما اعتبر أن تشكيل قوة عربية مشتركة لمحاربة «الإرهاب» قد تكون بديلا عن الانخراط في تحالفات دولية.

وأوضح «الثني» في لقاء مع موقع CNN بالعربية من العاصمة الأردنية عمان، على هامش زيارته الأولى للمملكة: «إن اختيار ليبيا للأردن لإعادة بناء الجيش، يأتي انطلاقا من الثوابت المشتركة وكفاءة الجيش العربي الأردني»، إضافة إلى تأثره «بالعقيدة العسكرية البريطانية في نشأته».

وبين «الثني»، أن العمل بين الأردن وليبيا في هذا الشأن، قد بدأ فعليا منذ نحو خمسة أشهر، بالتنسيق مع هيئة الأركان المشتركة الأردنية، وأضاف: «إذا كان هناك انسجام وثوابت و عقيدة واحدة فسيكون بناء الجيش أفضل، هناك لجنة مشكلة من قبل رئاسة هيئة الأركان بدأت في عملية كيفية إعادة هيكلة الجيش الليبي (جيش طبرق)، هذا الموضوع قديم ولكننا مستمرون فيه، والأيام القادمة ستثبت ذلك، وهناك لجان متواجدة في الأردن للتنسيق في هذا الموضوع».

وأكد «الثني» على أن مرحلة إعادة هيكلة الوحدات والكتائب والألوية في جيش طبرق سيعقبها تدريب القوات الليبية ورفع «كفاءتها» على حد تعبيره، لافتا إلى أن الجدول الزمني لتنفيذ الخطة مرهون فيها، مشيرا: «لا نريد أن نستبق الأحداث قبل أن توضع الخطة، وهي خطة متكاملة سيظهر كم ستستغرق العملية من الوقت لاحقا».

وفي سياق مباحثات تشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة الإرهاب والتطرف مع العاهل الأردني الذي التقاه «الثني» خلال زيارته، قال إن ليبيا تتطلع إلى تشكيل هذه القوة لتكون بديلا مستقبلا عن «التحالفات الغربية والدولية»، معبرا عن رفضه «للتدخل الأجنبي العسكري في ليبيا».

وتابع قائلا: «نحن دائما بالحقيقة نعّول على إخوتنا العرب خاصة الدول الداعمة لليبيا كالمملكة الأردنية الهاشمية والسعودية والإمارات ومصر، هذه دول تقف بقوة معنا في قضيتنا، ولديها موقف وواضح من الإرهاب، والارهاب أصبح ظاهرة عالمية لا يقف عند حدود».

وذكّر «الثني»، بأن ليبيا طلبت من جامعة الدولة العربية منذ أشهر تفعيل اتفاقية الدفاع العربية المشتركة، معتبرا أن تفعيلها من شأنه إلى جانب تشكيل القوة العربية ولو بدأت «فرادى» بمشاركة دولتين، سيجعل بمقدور الدول المشاركة التأثير وحماية بلدانها دون تدخلات خارجية، على غرار قوات «درع الجزيرة» في منطقة الخليج العربي.

ورجح «الثني»، أن تشكيل القوة سيطرح على جدول أعمال الجامعة في اجتماعها المقبل، وبحث الكيفية التي سيتم بموجبها إنشاء هذه القوة، وأردف قائلا: «لماذا لا تكون لدينا قوة على رأسها مصر ويتم تشكيل تحالف، هناك كثير من النقاط المشتركة بين دول العالم العربي، العرب كلهم مستهدفون»، وقال:«ولو بدأنا بتحالف فرادى دولتين ستنضم بقية الدول عندما ترى أن هذه القوة فاعلة ولها تأثير وتغيير والعالم بعدها سيحسب لنا ألف حساب، الغرب يقف معنا عندما تكون   مصالحه مهددة، الغرب لا يعنيهم أن يموت مائة عربي أو مائتي عربي لأنهم لا يغيرون في الخارطة الأوروبية».

وبالعودة إلى موقف بلاده من التدخل الغربي عسكريا في ليبيا، علق بالقول: «بكل تأكيد نحن ضد أي تدخل غربي وهو مرفوض، ونحن جربناهم في 2011، نعم لقد ساهم الغرب بالفعل من خلال حلف شمال الاطلسي في إسقاط النظام بكل تأكيد، ولكن إسقاط النظام مرحلة، وهذه مرحلة مكملة، هم أسقطوا النظام ولم يسهموا في بناء الدولة، وبناء الدولة أهم، بل أصبحت هناك فوضى عارمة والفوضى تحتاج إلى بناء دولة وبناء كوادر وبناء مؤسسات بناء أجهزة بناء شرطة بناء جيش هذا كله لم يساهموا فيه».

ورأى «الثني»، أن الأمور ازدادت تعقيدا منذ إسقاط النظام الليبي السابق، لما فرض على ليبيا من عقوبات دولية تحظر التسلح، وقال: «أصبحت ليبيا في وضع حرج جدا، هناك الدواعش وليبيا أصبحت منزوعة القوة وسلاح منتشر وأجهزة أمنية هزيلة».

وفي سياق متصل، قال الثني إن مشكلة الفصائل المسلحة في ليبيا لا تقتصر على المقاتلين الأجانب، متحفظا على تأكيد ان أعداد المسلحين الإجمالي في ليبيا بات يفوق مائتي ألف بحسب تقديرات غير رسمية، وقال: «كل من يحمل السلاح يشكل خطرا على استقرار المواطن وأمن الدولة، ويصبح مطلوبا، فإما عليه تسليم السلاح أو القبض عليه أو مواجهته، نعم هناك أعداد كبيرة لا نقول مائتي ألف لكن بالآلاف».

وعبر «الثني» عن أسفه لقتل الطيار الأردني «معاذ الكساسبة» على يد تنظيم «الدولة الإسلامية»، وقال «ما حصل دل على بربرية وهمجية غير مسبوقة في التاريخ»، فيما عبر عن تأييده لما أكد عليه العاهل الأردني الملك «عبدالله الثاني» مؤخرا بشان محاربة الإرهاب، وقال: «نحن أمام حرب على الاسلام والمسلمين بكل تأكيد وعلى العرب بالذات أن يعدوا أنفسهم ليواجهوا أنفسهم، يجب أن نتحالف جميعا ونشكل قوة لقتال العدو أينما وجد حتى لا يستفرد فينا».

وأشاد «الثني» بالدعم الإنساني والطبي الأردني للشعب الليبي، بما في ذلك نقل 45 جريحا من ليبيا للعلاج في المملكة، في أعقاب «تفجيرات مدينة القبة» شرق ليبيا التي تبناها تنظيم الدولة الشهر الماضي، وأسفرت عن مقتل العشرات.

وكان «الثني» قد كشف في تصريحات صحفية سابقة، عن تقديم الأردن لتصور كامل لإعادة هيكلة مختلف القطاعات في ليبيا وفي مقدمتها العسكرية منذ عام 2012، كما كشف عن اتفاق مؤخرًا بين حكومة طبرق والأردن لتدريب الجيش الليبي في طبرق لخوض المعارك المسلحة ضد قوات فجر ليبيا التابعة لرئاسة الأركان في حكومة طرابلس.

ويتنازع في ليبيا حكومتان، إحداهما يقودها «الثني» ومقرها في طبرق، وتحظى باعتراف دولي وتستند إلى شرعية البرلمان المنحل، والأخرى في طرابلس ويقودها «عمر الحاسي»، وتسيطر القوات الموالية لها على معظم مساحات البلاد وتحظى بدعم المؤتمر الوطني العام.

 

  كلمات مفتاحية

ليبيا الدولة الإسلامية عبدالله الثني طبرق الأردن

«الثني»: اتفاق مع الأردن لإعادة هيكلة جيش طبرق

دعوات إنشاء «مجلس عسكري» في ليبيا تتسبب في صراع «حفتر» و«الثني»

«الثني» يزور السعودية ويلتقي «مقرن» و«الفيصل»

احتجاجات رجال أمن ليبيين تمنع «الثني» من السفر إلى تونس

ليبيا: أنباء غير مؤكدة عن إقالة «الثني» واعتقاله بعد منعه من السفر لتونس

تحولات «دراماتيكية» تخنق الدور الأردني

«حفتر» يصل الأردن في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه

العاهل الأردني يستقبل «حفتر» ويؤكد: ندعم مساعي ليبيا في استعادة أمنها والتصدي للإرهاب

«الثني»: تركيا تدعم الإرهاب في ليبيا بأموال قطرية

نجاة رئيس حكومة طبرق الليبية «عبدالله الثني» من محاولة اغتيال

ليبيا: «الثني» يتقدم باستقالته على الهواء .. ومتحدث باسم حكومة طبرق ينفي

حكومة طبرق تحظر دخول اليمنيين والإيرانيين والباكستانيين إلى ليبيا