اتهم الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» بعض الدول الخليجية بتغذية لهيب الصراع في ليبيا، ودعا هذه الدول لأن تساعد في خفضه الآن.
وحث «أوباما» دول الخليج على المساعدة في تهدئة الوضع السياسي الفوضوي في ليبيا، وأكد أن أي عمل عسكري خارجي لن يكون كافيا للمساعدة في تخفيف التوترات في هذا البلد الذي تمزقه الحرب، مشيرا إلى أنه لا يمكن إنهاء الأزمة في ليبيا بـبضع ضربات بطائرات من دون طيار أو عمليات عسكرية قليلة.
جاءت تصريحات «أوباما» في مؤتمر صحفي بعد لقائه مع رئيس الوزراء الإيطالي «ماتيو رينزي» في البيت الأبيض أمس الجمعة.
وأضاف أن هناك حاجة لحل سياسي في ليبيا، الغنية بالنفط المطلة على البحر المتوسط، وقال «أوباما»: «سيتعين علينا أن نشجع بعض الدول داخل الخليج التي أعتقد أن لها نفوذا على الفصائل المختلفة داخل ليبيا حتى تصبح أكثر تعاونا».
وأضاف «في بعض الحالات شاهدناها تؤجج نيران الصراع العسكري بدلا من محاولة تهدئتها»، كما أشار «أوباما» إلى إن مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق ينشطون أيضا في ليبيا.
ودخلت ليبيا في حالة فوضى منذ عام 2011 بعد مقتل الزعيم الليبي السابق «معمر القذافي» بعد تدخل قوات الناتو في البلاد.
وأدى الصراع على السلطة والقتال العنيف بين الأطراف المختلفة إلى توسع تنظيم «الدولة الاسلامية»، ولاتزال مفاوضات السلام بين الأطراف المختلفة بعيدة عن التوصل إلى حل للأزمة في البلاد.
ومن المقرر أن يجتمع «أوباما» مع زعماء الدول الأعضاء في «مجلس التعاون الخليجي» في واشنطن يومي 13 و14 من مايو/أيار المقبل لبحث عدد من الأزمات في الشرق الأوسط.
يذكر أن الولايات المتحدة تقود تحالفا يضم أكثر من 60 دولة، حسب قولها، بهدف التخلص من التنظيم في العراق وسوريا.
وقال «أوباما»: «نحن ننظر باستمرار إلى الأماكن التي قد تأتي منها المخاطر الإرهابية وليبيا بالطبع منطقة تبعث على القلق الشديد».
وقارن ذلك بالوضع في الصومال حيث نفذت واشنطن هجمات بطائرات بدون طيار ضد متشددين يشتبه أنهم ينتمون لتنظيم «القاعدة».
وتابع «أوباما» أن الولايات المتحدة وإيطاليا وحلفاءهما يجب أن يوحدوا جهودهم لمكافحة الإرهاب من خلال السعي لحل سياسي، مضيفا: «الحل في نهاية الأمر هو أن تكون هناك حكومة قادرة على السيطرة على حدودها والعمل معنا، هذا سيستغرق بعض الوقت».
من جهته قال رئيس الوزراء الإيطالي «رينزي» إنه يجب وقف الحرب الأهلية في ليبيا لو أريد وقف تدفق آلاف المهاجرين عبر البحر المتوسط إلى أوروبا، ونصح بأن وقف الحرب وتحقيق السلام هما في أيدي الليبيين أنفسهم.
يشار إلى أن رئيس وزراء حكومة طبرق المعينة من قبل البرلمان المنحل «عبدالله الثني»، قد وجه أصابع الاتهام إلى تركيا وقطر قائلا «إن تركيا تدعم الإرهاب في ليبيا بأموال قطرية»، مشيرا إلى أن بعض الدول تسعى إلى فرض التيار الإسلامي المتطرف على ليبيا، على حد قوله.
وقال «الثني» في مقابلة أجرتها معه قناة «روسيا اليوم» الأربعاء الماضي إن بلاده لجأت إلى روسيا بعدما تخلى عنها داعموها في أشد أوقات الحاجة.
وأضاف أن ليبيا طلبت من روسيا دعمها في رفع حظر التسليح الدولي المفروض على ليبيا، مشددا على أن فرض حظر على تسليح الحكومة الليبية جاء بسبب تدخل عدد من الدول على رأسها بريطانيا.
وصرح «الثني» بأن ليبيا تعمل على تعزيز الاتفاقيات المبرمة مع موسكو وإعادة تفعيلها وبرمجتها بما يتماشى ومصلحة البلدين أخذا في عين الاعتبار الأوضاع الراهنة.
وبشأن الأموال المجمدة بقرار من «مجلس الأمن الدولي» والتي تخص نظام «القدافي» أفاد «الثني» بأن ليبيا لم تسترجعها حتى الآن، قائلا «نتمنى ألا تعود الأموال في هذه الظروف حتى يستغلها الشعب الليبي بعد استقرار الأوضاع».
