كانت آخرعبارة قالها وهو يغادر المنزل: «أحرقوا الرضيع.. قبل أن يعود في المساء محمولا على الأعناق، بعد قتله برصاص جيش الاحتلال»، هذه العبارة كانت لأم الشاب الفلسطيني «محمد المصري»، والتي لخصت قصة استشهاد نجلها على يد جنود الاحتلال عندما احتج على حرق الرضيع «علي دوابشة»، على يد مستوطنين بالضفة الغربية.
«مشاهد حرق مستوطنين يهود للطفل علي دوابشة، في الضفة الغربية، دفعته لمواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي وحيدا وأعزلا، بالقرب من السياج الفاصل بين قطاع غزة، والكيان الصهيوني، مما أدى لاستشهاده مساء الجمعة»، هكذا أضافت الأم.
وأوضحت الأم، لوكالة الاناضول للأنباء التركية الرسمية، بعد أن أعياها البكاء: «غادر محمد (17 عاما) المنزل عصر أمس الجمعة، غاضباً بعد أخبار مقتل الرضيع في الضفة، حيث توجه إلى الحدود الفاصلة بين القطاع وإسرائيل، وغرس راية تستخدمها حركة حماس كشعار لها، وحاول تخريب بعض كاميرات المراقبة الإسرائيلية، لترد قوات الاحتلال عليه بإطلاق النار المباشر» .
وتختلط المشاعر في نفس والدته، ففي الوقت الذي تشعر فيه بالحزن الشديد، لفراق ولدها، إلا أنها تشعر بالفخر لمحاولته «الثأر» لمقتل «دوابشة»، حسب قولها.
وتابعت: «ذهب آخر العنقود (أصغر أولادها) وذهبت معه روح هذه الدار».
ابن عمه «أحمد»، أكد رواية والدة «محمد»، وقال إن الأخير، شعر بالغضب الشديد بعد متابعته لحادث حرق «دوابشة»، وتوجه بشكل عفوي وغير مدروس نحو الحدود للتنفيس عن مشاعره.
وأضاف: «محمد كان يعلم أن هذا التصرف، سيتسبب في مقتله، لأن إسرائيل لا تتهاون تجاه كل من يقترب من الحدود، لكنه لم يكترث، بفعل شحنة الغضب التي كانت تتملكه».
وأحرق مستوطنون إسرائيليون، فجر الجمعة، منزل عائلة «دوابشة» في قرية دوما، جنوبي مدينة نابلس بالضفة الغربية، فيما كانت الأسرة داخله، ما أسفر عن استشهاد الرضيع «علي» ، وإصابة شقيقه (4 سنوات)، ووالديه بحروق خطيرة.
ولقي الحادث إدانات عربية ودولية واسعة، وقالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية في مقال تحليلي يفسر السر وراء إقدام مستوطنين يهود، على هذا الفعل، إن علينا العودة إلى فتاوى الحاخامات المتطرفين.
الصحيفة أوضحت في المقال، الذي نشرته اليوم السبت، أن السياسيين الإسرائيليين أدانوا في مجملهم حرق الرضيع الفلسطيني «دوابشة» حتى الموت، «لكن لا يمكن أن نتوقع شيئا من الحاخامات المتطرفين الذي دأبوا لسنوات على التحريض على هذا العنف».