شنت مجلة «بيزنس إنسايدر» هجوما حادا على الاتفاق النووي التي توصلت إليها طهران مع الولايات المتحدة والقوى الكبرى في يوليو/تموز الماضي.
واعتبرت المجلة في مقال نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الإثنين، أنه بينما اختارت إدارة الرئيس الأمريكي، «باراك أوباما»، «الوهم» عندما وافقت على هذه الصفقة حيث اعتقدت أن طهران ستستغل عوائدها في برامج تنموية تعود بفوائد على الشعب الإيراني، اختار المرشد الإيراني الأعلى، «علي خامنئي»، عوائد الصفقة في إبرام عقود ضخمة للتسلح من روسيا.
الباحث في «معهد المشروع الأمريكي» البحثي، «مايكل روبين»، استهل مقاله، بالقول: «عندما بدأت المفاوضات حول خطة العمل المشتركة (الاتفاق النووي)، صدرت بيانات في حينها تقول إن الاقتصاد الإيراني انكمش بنسبة 5.4٪».
وأضاف مستنكرا: «بدلا من استغلال هذا الأمر للفوز بصفقة رابحة مع إيران، سعى الرئيس باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري إلى إغداق إيران بالحوافز».
وتابع: «ومع دخول استثمارات جديدة للسوق الإيراني بلغت قيمتها أكثر من 100 مليار دولار (حتى قبل أن تمتثل بشكل كامل لشروط الاتفاق)، بدأت السلطات الإيرانية موجة تسوق ضخمة تركز بشكل خاص على الجانب العسكري».
وأكد «روبين» أن موجة التسوق الإيرانية على التسلح «لم يكن ينبغي أن تكون أمرا مفاجئا» لإدارة «أوباما».
ومبررا وجهة نظره، قال: «بينما جادل أوباما بأن الجمهورية الإسلامية ستستخدم عوائد الاتفاق المالية لصالح شعبها، فإن التاريخ الحديث له قول أخر في هذا الصدد؛ إذ أنه عند أغرق الاتحاد الأوروبي إيران بالعملة الصعبة بين عامي 2000 و2005 (في حينها ارتفعت أسعار النفط بشكل حاد)، استثمرت الأخيرة الجزء الأكبر من هذا العوائد في برامج عسكرية ونووية سرية».
وتابع منتقدا سلوك إدارة «أوباما» في إدارة الصفقة مع إيران، قائلا: «بينما أبلغ أوباما وكيري أعضاء الكونغرس بأن رفض إدارة (الرئيس الأمريكي السابق جورج) بوش (الابن) للاتفاق مع إيران قاد طهران إلى مضاعفة برنامج الطرد المركزي، فالحقيقة هي أن الأموال التي تحصلت عليها إيران في هذا الوقت، جراء السذاجة الغربية، تفسر بشكل أفضل النمو الذي حصل في برامج التسلح السرية لإيران».
واعتبر الباحث أن الولايات المتحدة «تكرر نفس الخطأ مرتين»، مدلدلا على ذلك بصفقات التسلح الإيرانية الضخمة من روسيا التي أعلنت عنها وسائل الإعلام الإيرانية والروسية منذ يوم الاثنين الماضي فقط.
وأورد عددا من العناوين الصحفية عن هذه الصفقات، ومنها: «فارس: محادثات بين إيران وموسكو لشراء سوخوي سوبرجت 100»، «فارس: موسكو وطهران يتوصلان لاتفاق مبدئي بشأن تصنيع مشترك لمروحية»، «إنترفاكس: روسيا تتجه لبيع طهران أنظمة صواريخ إس - 300»، «إنترفاكس: روسيا تعتزم تدريب خبراء إيرانيين على نظام الدفاع الجوي أنتى-2500».
واختتم الباحث الأمريكي مقاله بحكمة غربية قائلا: «عندما خُير المرشد الأعلى، علي خامنئي، بين البنادق والزبد (في إشارة للتخير بين برامج تنمية مدنية وأخرى عسكرية) أختار البنادق، بينما عندما خيرت إدارة أوباما بين الواقع والوهم، اختارت الوهم مع الأسف».
ويتعين على الكونغرس الأمريكي أن يصوت على الاتفاق النووي مع إيران قبل تاريخ 17 سبتمبر/ أيلول المقبل.