غادر «تواضروس الثاني» بابا الكنيسة المصرية، صباح اليوم، مطار القاهرة الدولي، متوجها إلى القدس عبر (تل أبيب)، في زيارة هي الأولي من نوعها منذ أكثر من 35 عاما.
وفي بيان للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، قال إن «البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية يرأس وفدًا كنسيًا يسافر إلى القدس للصلاة على الأنبا إبرام مطران القدس والكرسى الأورشليمى الذى توفى أمس الأربعاء».
وبحسب مصادر كنسية فإن البابا «تواضروس»، والوفد المرافق له والذى يضم 8 من كبار القساوسة، أنهوا إجراءات سفرهم من صالة كبار الزوار على رحلة طيران إير سينا رقم 054 والمتجهة إلى (تل أبيب) فى أول زيارة لبابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية منذ عشرات السنين.
ويعتبر سفر البابا «تواضروس» إلى القدس مخالفا لقرار المجمع المقدس في جلسته بتاريخ 26 مارس/آذار 1980 التى منع فيها المجمع سفر المسيحيين للحج في الأراضى المقدسة التزامًا بمقاطعة قطاعات واسعة من الشعب المصرى زيارة فلسطين عقب اتفاقية كامب ديفيد، وفى أعقاب رفض البابا شنودة الراحل السفر إلى جوار الرئيس «السادات» فى نهاية السبعينيات، الأمر الذى كان بداية الخلاف بين البابا والرئيس والذى انتهى بإبعاد البابا إلى دير وادى النطرون فى سبتمبر 1971.
لكن الكنيسة أرجعت سبب الزيارة رغم موقفها الثابت من عدم الذهاب للقدس دون حل للقضية الفلسطينية، إلي أن مطران القدس المتوفى يأتى فى المركز الثانى بعد البابا فى ترتيب أساقفة المجمع المقدس (هيئة مسيحية عليا).
ولم يوضح بيان الكنيسة، تفاصيل أخرى بخصوص الزيارة، غير أنه يتوقع أن تثير تساؤلات حول طبيعة الموقف الكنسي وتغييره من عدمه بعد زيارة البابا.
وفي التاسع من شهر نوفمير/ تشرين الثاني الجاري جدد بابا الكنيسة المصرية «تواضروس الثاني» تمسك الكنيسة الأرثوذكسية في مصر بموقفها الرافض لزيارة القدس طالما لم تحل القضية الفلسطينية بشكل جذري، خلال لقاء جمعه بالرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، في مقر الكنيسة بحي العباسية شرقي القاهرة.
وفي بيان الكنيسة المصرية وقتها، قال «نأمل أن تقود الجهود الدبلوماسية القضية الفلسطينية نحو حل جذري في القريب العاجل، وأصطحب فضيلة الإمام (يقصد شيخ الأزهر أحمد الطيب)، ونزوركم بالقدس موجهًا كلامه للرئيس عباس».
ورد الرئيس الفلسطيني، بحسب بيان الكنيسة بأن «زيارة القدس في كل الأحوال هي بمثابة دفعة قوية للشعب الفلسطيني، فالزيارة للسجين وليس للسجان»، مضيفا أن «عدم زيارة القدس يؤدي إلى تجفيف الاقتصاد الفلسطيني، بينما الزيارة تمنحنا تعزيزًا على مستوى البقاء والصمود»، وفق بيان الكنيسة.
وكانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قد أعلنت أمس الأربعاء وفاة الأنبا «إبرام الأورشليمى» مطران القدس والشرق الأدنى عن عمر ناهز 73 عامًا، حيث قضى الأنبا «إبرام» فى منصبه مطرانًا للقدس 24 عاما، منذ أن تم تجليسه بالقدس فى يناير/كانون أول 1992.