اعتذر «تواضروس الثاني» بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، عن عدم قبول دعوة الرئيس الفلسطيني، «محمود عباس» (أبو مازن)، لزيارة رام الله بالضفة الغربية، بحسب بيان للكنيسة، السبت.
جاء ذلك الاعتذار بعد عاصفة الانتقادات التي تلقاها «تواضروس» على خلفية الزيارة التي قام بها قبل يومين إلى القدس المحتلة عبر تل أبيب، في أول زيارة لشخصية تعتلي كرسي البابوية المصرية، منذ 35 عاما، حيث اعتبرها نشطاء تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت الكنيسة، في بيانها، إن «تواضروس الثاني»، أكد في اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس «محمود عباس»، فور وصوله إلى القدس، أنه «لن يدخل رام الله، أو القدس زائرا، إلا بصحبة شيخ الأزهر».
وأشار البيان، إلى أن الرئيس الفلسطيني أعرب، خلال اتصاله، عن خالص تعازيه، وتعازي الشعب الفلسطيني في وفاة الأنبا «أبرام الأورشليمى»، مطران القدس والشرق الأدنى.
وأضاف البيان، أن الرئيس «أبو مازن أبلغ تواضروس اعتذاره عن عدم استطاعته المشاركة في جنازة المطران الراحل، نظرا لسفره إلى فرنسا لحضور مؤتمر قمة المناخ، فيما سيوفد صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، على رأس وفد رفيع المستوى لحضور الجنازة».
وتصاعدت لهجة الانتقادات مصريا وعربيا، لا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لسفر «تواضروس» الثاني للقدس، وأصدر حزب «مصر القوية» المعارض، و«تحالف دعم الشرعية» الداعم لـ«محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا والذي انقلب عليه الجيش في 3 يوليو/تموز 2013، بيانين منفصليين رفضا فيهما الزيارة التي اعتبراها تطبيعا مع الاحتلال.
وكان المتحدث باسم الكنيسة المصرية، «بولس حليم»، قال في تصريحات سابقة إن «قرار المجمع المقدس بعدم سفر المسيحيين للقدس لم يتغير، رغم سفر بابا الكنيسة، تواضروس الثاني، إليها في مهمة دينية».
في حين قال «تواضروس» في تصريحات متلفزة الخميس، إنه توجه إلى مدينة القدس كـ«واجب إنساني، ولتأدية واجب العزاء في رحيل مطرانها الأنبا إبرام، وليس للزيارة».
وكانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أعلنت الأربعاء الماضي، وفاة الأنبا «أبرام الأورشليمى»، مطران القدس والشرق الأدنى (73 عامًا)، بعد أن أمضى فى منصبه 24 عاما.
وغادر الخميس، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، متوجها على رأس وفد كنسي رفيع، إلى القدس عبر تل أبيب. كما غادر على نفس الرحلة، «حاييم كورين»، سفير (إسرائيل)، متوجها إلى تل أبيب لقضاء عطلته الأسبوعية.
ويعتبر سفر البابا «تواضروس» إلى القدس مخالفا لقرار المجمع المقدس في جلسته بتاريخ 26 مارس/آذار 1980 التى منع فيها المجمع سفر المسيحيين للحج في الأراضى المقدسة التزامًا بمقاطعة قطاعات واسعة من الشعب المصرى زيارة فلسطين عقب اتفاقية كامب ديفيد، وفى أعقاب رفض البابا «شنودة الراحل السفر إلى جوار الرئيس «السادات» فى نهاية السبعينيات، الأمر الذى كان بداية الخلاف بين البابا والرئيس والذى انتهى بإبعاد البابا إلى دير وادى النطرون فى سبتمبر 1971.