قررت إيران تعليق رحلات العمرة بشكل تام، باستنثاء عمرة رمضان، وذلك احتجاجا على «غياب الأمن بالنسبة للحجيج والمعتمرين الإيرانيين»، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيطالية «ايه دي ان كرونوس»، وصحف إيطالية مختلفة.
ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، «محمد باقر نوبخت»، أن طهران «قررت تجميد رحلات العمرة، بسبب انعدام شروط الأمن والسلامة في سبتمبر(أيلول) الماضي، أثناء موسم الحج الماضي».
وقبل أيام، أعلن المتحدث باسم اللجنة القضائية والقانونية في البرلمان الإيراني النائب «محمد علي اسفنائي»، رسميا قرار حكومة بلاده بمنع الإيرانيين من أداء الحج خلال العام المقبل، بعد قطع العلاقات مع السعودية.
وقال «اسفنائي» في تصريح لوكالة أنباء «آنا» الإيرانية: «عندما تكون العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين البلدين والقنصليات مغلقة، فإنه لا يمكن للحجاج الإيرانيين الحصول على تأشيرة دخول لأداء الحج العام المقبل»، مضيفاً: «ربما تقوم دولة بوساطة لمنح الإيرانيين تأشيرات دخول لأداء الحج ودخول السعودية».
ورأى المسؤول الإيراني أن «بلاده لا تحبذ أي وساطة مع السعودية من أجل أداء الإيرانيين لفريضة الحج لعدم توفر شروط أدائه بسبب قطع العلاقات مع الرياض».
ولوح المتحدث باسم اللجنة القضائية والقانونية في البرلمان الإيراني، بتقديم بلاده شكوى في المحافل الدولية ومحكمة العدل الدولية في لاهاي ضد السعودية، نتيجة حادثة منى، التي راح ضحيتها المئات من الإيرانيين، في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وأعلن وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير»، مساء الأحد الماضي، قطع علاقات بلاده مع إيران بعد الاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد من قبل محتجين على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي «نمر باقر النمر».
كما أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني السعودي توقف جميع الرحلات الجوية من وإلى إيران، فيما أعلن «الجبير» أن الحجاج الإيرانيين ما يزالون محل ترحيب في السعودية، مضيفا في الوقت نفسه أن السعودية ستمنع مواطنيها من السفر إلى إيران.
وسيضطر الكثير من المعتمرين والحجاج الإيرانيين إلى البحث عن رحلات غير مباشرة للوصول إلى الأراضي السعودية لأداء العمرة، وربما ستنخفض أعدادهم.
في المقابل، لن يتمكن السعوديون، لاسيما من الطائفة الشيعية، من زيارة إيران بعد إعلان السعودية منع المواطنين من السفر إلى إيران.
وبحسب إحصاءات رسمية نشرتها صحيفة هافينغتون بوست عربي، يتوافد أكثر من 300 ألف إيراني سنويا لأداء العمرة في مكة، وأكثر من 72 ألف حاج إيراني يتوافدون سنويا لأداء مناسك الحج، إلا أن توقف الرحلات المباشرة بين البلدين سيلقي بظلاله على تلك الأعداد.