أجرى وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير»، مباحثات مع قائد الجيش الباكستاني، الجنرال «رحيل شريف»، اليوم الخميس، تناولت قضايا الأمن الإقليمي، حسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
وقال بيان صادر عن الإدارة الإعلامية للجيش الباكستاني إن «الجانبين بحثا، خلال اللقاء الذي جرى في مقر القيادة العامة للجيش الباكستاني في مدينة راولبندي، العلاقات الثنائية بين المملكة وباكستان والوضع الأمني الإقليمي»، دون مزيد من التفاصيل.
وفي سياق زيارته الرسمية التي بدأها لباكستان اليوم، التقي «الجبير»، أيضا، رئيس الوزراء الباكستاني، «نواز شريف».
وقالت وكالة «واس» إن الجانبين «بحثا خلال اللقاء العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات، إلى جانب استعراض التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».
وفي وقت سابق، نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن دبلوماسي في وزارة الخارجية الباكستانية إن سبب زيارة «الجبير» إلى باكستان هو إطلاع إسلام آباد على معالم «التحالف الإسلامي العسكري» لمحاربة «الإرهاب»، الذي أعلنت السعودية عنه مؤخرا.
وكانت الرياض أعلنت في ديسمبر/كانون الأول الماضي عن تشكيل هذا التحالف، وقالت إنه يضم 34 دولة لمحاربة «الإرهاب» .
وقالت باكستان في بادئ الأمر إنها فوجئت بضمها إلى التحالف، لكنها أعلنت لاحقا أنها سوف تشارك في التحالف اعتمادا على معرفة تفاصيله.
يشار إلى أن حدة التوتر زادت مؤخرا بين دول الخليج ذات الأغلبية السنية وإيران ذات الأغلبية الشيعية، عقب إعدام السلطات السعودية لرجل الدين الشيعي «نمر باقر النمر»، السبت الماضي.
وقطعت عدة دول سنية متحالفة مع السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران بعد أن هاجم متظاهرون السفارة السعودية في طهران وقنصلية المملكة في مشهد.
وتسعى باكستان التي تعيش بها غالبية شيعية كبيرة لتحاشي مناصرة طرف دون الآخر في الخلاف، في وقت يسعى فيه رئيس وزرائها «نواز شريف» للقضاء على العنف الطائفي في الداخل وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع كل من السعودية وإيران.
من جهته، قال «سرتاج» عزيز مستشار «شريف» للشؤون الخارجية إن باكستان دولة صديقة لكل من السعودية وإيران وإنها ستسعى لرأب الصدع بينهما خلال زيارة «الجبير».
وأضاف أمام البرلمان أمس الأول الثلاثاء: «باكستان دعت لحل الخلافات بالسبل السلمية بما يخدم مصلحة الوحدة الإسلامية في هذه الأوقات المليئة بالتحديات».
وترتبط الرياض بعلاقات عسكرية وثيقة مع إسلام آباد، وصفها مدير مدير الاستخبارات السعودية السابق، «تركي الفيصل»، بأنها «ربما تكون أوثق علاقات في العالم بين دولتين من دون أن تكون بينهما معاهدة رسمية».
وتعود العلاقة بين البلدين إلى عام 1969 عندما قاد الطيارون الباكستانيون الطائرات السعودية لمنع توغل يمني إلى داخل الأراضي السعودية.
كما تعاونت كل من الرياض وإسلام أباد في تنسيق عمليات دعم المجاهدين الأفغان أثناء الغزو السوفييتي لأفغانستان.
وفي العقد الثامن من القرن المنصرم أرسلت باكستان أكثر من 15 ألف جندي باكستاني للمملكة، وعادوا مرة أخرى أثناء حرب الخليج للمشاركة في حماية الأراضي السعودية ضد الغزو العراقي.