التقى الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» في العاصمة القاهرة، بالقيادي المفصول من حركة «فتح» الفلسطينية «محمد دحلان»، في لقاء تبادل الطرفان النقاش فيه حول قضية معبر رفح ومعاناة سكان قطاع غزة بسبب إغلاقه.
ومع أنه لم يعلن عنه في أى وسيلة إعلامية مصرية، غير أن «سفيان أبو زايدة»، أحد القيادات الموالية لـ«دحلان» في حركة فتح، أعلن أن الأخير أبلغه أن اللقاء كان مثمرا جدا، وبحث التطورات الفلسطينية وخاصة قضية معبر رفح.
وكتب «أبو زايدة» عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن بعض المواقع ووكالات الأخبار تناقلت نبأ لقاء «دحلان» مع «السيسي»، مؤكدًا «تحدثت شخصيا مع الأخ أبو فادي (دحلان) الذي أكد لي صحة خبر اللقاء»، وأوضح أن أهم القضايا التي ناقشها «دحلان» مع «السيسي» هي قضية معبر رفح «وما يعانيه أهلنا في القطاع الحبيب نتيجة إغلاقه شبه الدائم».
ويأتي لقاء «السيسي» و«دحلان» فى توقيت حساس يشهد توترا شديدا بين حماس ومصر بسبب استمرار غلق معبر رفح وحصار آلاف الفلسطينيين داخله، وانتقادات لمصر من قيادات حماس لأول مرة لغلقها المعبر وخنقها سكان القطاع، كما يأتي في إطار تنسيق مصري إماراتي ضد حماس.
وتربط «دحلان» بالنظام المصري الجديد وبقائد الانقلاب العسكري «عبد الفتاح السيسي» مباشرة علاقات وثيقة، خاصة وأن العديد من أتباع الأول الفارين من غزة ما زالوا يقيمون في مدينة العريش المصرية منذ أحداث الحسم في قطاع غزة عام 2007.
وكان الرئيس «محمد مرسي» قد اتهم «دحلان» في آخر خطاباته قبل الانقلاب العسكري بأيام، بالمشاركة في أحداث الفوضى في سيناء عبر أتباعه الموجودين فيها.
و«محمد دحلان» هو القائد السابق لحركة «فتح» في قطاع غزة، وفصل من الحركة منتصف عام 2011، ويقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة ويعمل مستشارا لولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد».
واشتدت حدة الخلافات بين «دحلان» وبين «عباس» في مارس/آذار الماضي، حيث اتهم «عباس»، «دحلان» في اجتماع للمجلس الثوري لحركة «فتح»، بـ«التخابر مع إسرائيل»، والوقوف وراء اغتيال قيادات فلسطينية والمشاركة في اغتيال الراحل «ياسر عرفات»، وهو الأمر الذي نفاه «دحلان»، متهما «عباس» بـ«تحقيق أجندة أجنبية وإسرائيلية».
وتجدد التوتر بين الرجلين، عقب إعلان «رفيق النتشة»، رئيس هيئة مكافحة الفساد الفلسطينية، في السابع من الشهر الماضي، إحالة ملف «دحلان» إلى محكمة جرائم الفساد، بتهمة «الفساد وتهمة الكسب غير المشروع»، وهو ما اعتبره «دحلان» محاكمة سياسية يدبرها له الرئيس «عباس».