أكد «محمد دحلان»، القيادي المفصول من حركة «فتح» الفلسطينية والمقيم في دولة الإمارات، أن مصر الآن تنهض فى عهد الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، معتبرا أنه «هبة من الله لإنقاذ الشعب المصرى ومصر ولإنقاذ فلسطين وأهلها، وإنقاذ الوطن العربى من التفكك والدمار الذى حل بنا وما يسمى فوضى أمريكا الخلاقة التى تحولت لفتاكة».

وفي حوار صحفي أجرته معه صحيفة «اليوم السابع» المصرية الموالية للنظام، انتقد «دحلان»، المتهم باختلاس نحو 120 مليون دولار من أموال الميزانية الفلسطينية، انتقد حركة حماس واتهمها بجلب النكبة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، كما شن هجوما على الرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، متهما إياه بـ«تدمير حركة فتح»، وأكد أن الأخير لن يوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل.

ونفى القيادي المفصول من حركة فتح أن يكون قد عمل مستشارا لولي عهد أبوظبي، مؤكدا أن علاقته بالشعب الإماراتي وقياداته تمتد منذ عهد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والذي يعد «دحلان» أحد المتهمين الرئيسين في اغتياله.

وأضاف: «أنا ضيف فى دولة الإمارات العربية وتربطني علاقة بالشعب الإماراتي وقياداته منذ عهد الرئيس ياسر عرفات الذي كان صديقا لهذا الشعب وقيادة دولة الإمارات، لكن لا أعمل فى أي منصب، فأنا فلسطينى أقوم بواجبي كعضو مجلس تشريعى وكوطني فلسطينى وليس كمسؤول، فنحن فى مرحلة تحرر وطني، وفي أصعب نقاط تلك المرحلة».

وردا علي سؤال حول تورطه في تفجيرات سيناء التي شهدتها مصر خلال الآونة الأخير، أجاب: «هذه الاتهامات ترددت فى زمن الإخوان، وهم من كانوا ينفذون هذه العمليات ويلصقونها بى ليل نهار، والإخوان ليس لهم حليف سوى قطر وتركيا التى تريد إعادة مجد العثمانيين وإعادة احتلال بلادنا العربية من جديد، وينسى الأتراك أنهم احتلونا 400 عاما، ونشروا فينا الفقر والمرض، وقطر لها أسبابها، لكن أنا لست عدوا لـ«الإخوان»، فهم أعداء لأنفسهم أولا وأعداء لكل وطنى غيور على وطنه ثانيا»، مضيفًا: «تذكر معى حين قال المرشد «طز في مصر»، ومصر الآن تنهض فى زمن الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى أعتبره هبة من الله لإنقاذ الشعب المصرى ومصر ولإنقاذ فلسطين وأهلها، وإنقاذ الوطن العربى من التفكك والدمار الذى حل بنا وما يسمى فوضى أمريكا الخلاقة التى تحولت لفتاكة».

وحول اتهامه بشكل متكرر، بالتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، نفي «دحلان» ما يتواتر حول ذلك قائلا: «أنا تركت العمل السياسى الفلسطينى منذ 5 سنوات، وحين تعاملنا مع "إسرائيل" فى إطار اتفاقية السلام كان ذلك واجبي وجزء من مهامي ومهام كل المؤسسة الأمنية، بأن نتعامل مع "إسرائيل" فى القضايا الأمنية، وفى لجنة أخرى فى القضايا الاقتصادية وأخرى فى القضايا السياسية، وكنت أشارك فى لجان القضايا الأمنية والسياسية والمفاوضات» وأضاف: «من لا يجد قدرة على الإنجاز كان يقوم باتهام الآخرين، وأنا قلت وأكرر أننى حينما لا أكون فى منصب، فليس لي علاقة رسمية أو غير رسمية بـ"إسرائيل" أو أمريكا، وبالمناسبة أنا لم أزر أمريكا منذ 11 عاما».

وتابع «دحلان»: «هذه الاتهامات لم تعد ذات قيمة، فاليوم حماس مازالت تبحث عن علاقات مع إسرائيل، والسلطة الفلسطينية للأسف الشديد تنسق مع إسرائيل فى ظل احتلال "إسرائيلي" للضفة الغربية، وعلى الأقل حينما كنا في المؤسسة الأمنية في زمن عرفات- رحمه الله- كنا نعمل فى مصالح مشتركة مقابل دفع إسرائيل لأن تتراجع وتتنازل وتنسحب من مناطق الضفة الغربية».

وتعليقا علي تصنيف مصر لحركة حماس كـ«منظمة إرهابية»، قال «دحلان»: «أنا لست فى موقع مسؤول مصري لأرد على هذه الاتهامات.. وكلنا نحترم القضاء المصرى ولكن في نهاية الأمر مصر لديها مسؤولية سياسية وأخلاقية تجاه غزة، وثانيا: الشعب الفلسطيني فى غزة والضفة الغربية يكن كل الود والاحترام لمصر، لذلك كنت دوما ألوم الإعلاميين الشرفاء فى مصر، وكنت أطالبهم بعدم تعميم الأحكام على الشعب الفلسطيني، وإذا ثبت تورط أحد فهو مجرم، لكن الشعب الفلسطينى بريء من هذه الجريمة».

واختتم «دحلان» حواره قائلا: «إذا أقدمت حماس على ارتكاب خطأ أو جريمة فلا يجب أن يؤخذ الشعب الفلسطيني بجريرتها».