استنكر المرشد الأعلى الإيراني آية الله «علي خامنئي» الخميس التدخل العسكري السعودي في اليمن، واصفا إياه بـ«الإبادة الجماعية»، في تصعيد حاد للهجة ضد الضربات الجوية المستمرة منذ أسبوعين.
وقال «خامنئي» إن «السعودية لن تخرج منتصرة من الحرب في اليمن»، حيث يحاول المقاتلون الحوثيون المتحالفون مع إيران، والذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، الاستيلاء على مدينة عدن التي يدافع عنها مقاتلون محليون.
ودعت إيران أكثر من مرة لوقف الضربات الجوية، وبدء حوار في اليمن، لكن تصريحات خامنئي هي الأشد انتقادا من جانب طهران للحملة التي تقودها السعودية وتشارك فيها دول عربية حليفة.
وقال «خامنئي» في كلمة بثها التلفزيون: «عدوان السعودية على اليمن وشعبه البريء خطأ. وقد أرسى سابقة سيئة في المنطقة.. هذه جريمة وإبادة جماعية يمكن أن تنظرها المحاكم الدولية».
وأضاف أن السعودية ستتلقى الضربة في ما يحدث في اليمن، ويمرغ أنفها في التراب، مضيفا أن أمريكا ستتلقى هي الأخرى ضربة وتهزم في اليمن.
وأشار «خامنئي»، حسب وكالة فارس الإيرانية، خلال استقباله في طهران الخميس حشدا من الإيرانيين، إلى أن «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية ضد الحوثيين، أمر أخطأت فيه السعودية وأسست لـ«بدعة جديدة في المنطقة».
وشبه المرشد الإيراني «عاصفة الحزم» بما قام به الكيان الصهيوني في غزة، واصفا إياها بالجريمة والإبادة الجماعية.
كما اتهم «خامنئي» السياسية السعودية بتغليب «التوحش على الاتزان»، مقللا من شأن السعودية بقوله: «شبان قليلو الخبرة هم من يتولون زمام الأمور في البلاد».
وكان جنرال في الحرس الثوري الإيراني، قبل أيام، قد حذر السعودية من تبعات ثقيلة جراء قيادتها عاصفة الحزم ضد الحوثيون في اليمن.
وأضاف الجنرال يد الله «جواني»، أن السعودية ينتظرها مستقبل صعب بسبب قيادتها لحملة عسكرية ضد جماعة الحوثي الشيعية وأتباع الرئيس المخلوع «علي عبد الله صالح».
يشار إلى أن إيران قامت بمساع دبلوماسية من أجل وقف «عاصفة الحزم» وإنقاذ حلفائها، من جماعة الحوثي، من قصف طائرات التحالف العربي، إذ زار وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» باكستان، يومي الأربعاء والخميس.
وكانت إيران قد حركت أمس سفنا بالمياه الدولية بباب المندب، وهو ما حذر منه التحالف الدولي، إذ قال المتحدث باسم التحالف العميد ركن «أحمد عسيري» ضمن لقاء صحفي: «سنرد على أى محاولة خارجية للاعتداء على اليمنيين، والإيرانيون المتعاونون مع الملشيات فى اليمن سيلقون نفس مصير المتمردين».
وانتقد الرئيس الإيراني «حسن روحاني» التحالف الذي تقوده السعودية، قائلا إنه يكرر أخطاء ارتكبت في مناطق أخرى من العالم العربي، حيث أيدت السعودية وإيران أطرافا متنافسة.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الخميس أن إيران استدعت القائم بالأعمال السعودي في طهران، بسبب «اتهامات لا أساس لها من الصحة» ذكرها العميد «أحمد عسيري» خلال إفادة صحفية الليلة الماضية.
ولم توقف الضربات الجوية المتواصلة تقدم الحوثيين المدعومين بقوات موالية للرئيس المخلوع «علي عبد الله صالح» إلى وسط عدن.
وتقول السعودية إن الحملة العسكرية تهدف لوقف تقدم الحوثيين، وإعادة الرئيس «عبد ربه منصور هادي»، الذي فر من عدن قبل نحو أسبوعين، حتى يتسنى استئناف المفاوضات السياسي التي تتوسط فيها الأمم المتحدة.