دخلت امرأتان سعوديتان التاريخ الأسبوع الماضي عندما سجلتا أسمائهما كناخبات لأول مرة في البلاد، وفقا لوسائل الاعلام المحلية.
«إن مشاركة المرأة السعودية في الانتخابات البلدية كناخبة وكمرشحة ظل حلما بالنسبة لنا»، بحسب «جمال السعدي»، إحدى النساء اللواتي قمن بالتسجيل. وأضافت: «أنا انتظر هذا اليوم بفارغ الصبر».
وقامت مجموعة من النساء، بما في ذلك فتيات في سن الــ 18، بالتسجيل في المدينة المنورة ومكة المكرمة، حيث بدأت العملية في وقت مبكر. وتم فتح تسجيل الناخبين في بقية أنحاء البلاد يوم السبت. ويحق للرجال والنساء التصويت في مراكز اقتراع منفصلة.
وانتظرت «جمال» ورفيقاتها هذا الأمر طويلا. في عام 2011، أعلن الراحل الملك «عبد الله بن عبدالعزيز» أن النساء سوف يسمح لهن بالتصويت والانتخاب والترشيح ابتداء من عام 2015. الانتخابات البلدية، التي بدأت في عام 2005، هي فقط الاستحقاقات الانتخابية الوحيدة في المملكة، ومن يفوزون تكون لهم سلطة محدودة. حصة مقاعد المجالس البلدية للأفراد المنتخبين تقرب من الثلثين هذا العام. ويتم تعيين باقي المقاعد.
ورحب نشطاء بفتح صناديق الاقتراع للنساء، ولكن كثيرين قالوا أنه لم يحصلوا على تسوية الفوارق بين الجنسين في البلد المحافظ المتشدد الذي يتمسك بتفسير متشدد للشريعة الإسلامية.
ولا يحق للنساء في المملكة العربية السعودية أن يقدن سيارتهن قانونا، وتحتاج إلى إذن «ولي الأمر» للسفر أو العمل، وهي القيود التي تترك المرأة السعودية في حاجة ماسة إلى الرجال. المملكة العربية السعودية في المرتبة 130 من أصل 142 بلدا في تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يتناول الفجوة بين الجنسين على مستوى العالم خلال 2014. فقط حوالي 13% من النساء يعملن، على الرغم من أن أكثر من نصف الخريجين السعوديين من النساء، وفقا للإحصاءات الحكومية السعودية.
وفي عام 2011؛ وصفت منظمة العفو الدولية خطوة العاهل السعودي الأسبق بأنها «تأخرت كثيرا»، مضيفة إنها «لم تذهب بعيدا بما فيه الكفاية».
«يحتاج نظام تبعية المرأة للرجل المطبق في المملكة العربية السعودية إلى التفكيك التام»؛ بحسب «فيليب لوثر»، نائب مدير منظمة العفو الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. «وفي الوقت الذي يبدو فيه اتجاه في المسار الصحيح، فإن المملكة العربية السعودية تتحرك ببطء شديد. وفي نهاية المطاف؛ إنه ليس إنجاز كبير ليكون واحدا من آخر البلدان في العالم التي تمنح النساء حق التصويت».
ويبقى فتح باب التسجيل لمدة ثلاثة أسابيع قبل الانتخابات المرتقبة في في ديسمبر/كانون الأول. وقالت «سعدي» إنها تتطلع إلى الترشح كذلك بعد أن سجلت اسمها للتصويت كناخبة، مضيفة: «ربما يكون لدي الطموح لأخوض التجربة لنهايتها».