بعد مقابلة بايدن.. هل ساهمت رشيدة طليب في إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة؟

الجمعة 21 مايو 2021 03:26 م

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على كفاح النائبة عن الحزب الديمقراطي "رشيدة طليب" داخل الكونجرس لتغيير موقف إدارة "جو بادين" ودفعها نحو الضغط على إسرائيل لإنهاء عدوانها على قطاع غزة. 

وتحت عنوان "8 دقائق مع الرئيس.. رشيدة طليب الفلسطينية الوحيدة في الكونجرس تكتسب أهمية في النقاش بشأن إسرائيل"، قالت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، إن "طليب" قدمت مرافعة حارة في مجلس النواب الأسبوع الماضي شجبت فيها ما وصفتها بـ"سياسات الفصل العنصري" الإسرائيلية، واستحضرت جدلا جعلها "منبوذة" بين أنصار إسرائيل، وقاد الجمهوريين لاتهامها بمعاداة السامية، ونفّر منها عدد من زملائها الديمقراطيين.

لكن ما حدث بعد 5 أيام كان مثيرا للدهشة عندما وقف الصوت الفلسطيني الوحيد، وجها لوجه أمام الرئيس "بايدن" على مدرج المطار، ولمدة 8 دقائق، ودخلت معه في نقاش عاطفي حول الرد الأمريكي على الجولة الأخيرة من الصراع.

وكان مهما بنفس الدرجة قرار الرئيس "بايدن" في ذلك اليوم للثناء على النائبة بقوله: "يعجبني تفكيرك وتعجبني عاطفتك ويعجبني اهتمامك لوضع الكثير من الناس".

وفيما يبدو، أرسلت كلمات "بايدن" والصورة المشتركة مع "طليب"، رسالة لا شك فيها أن النائبة المعروفة منذ عام 2018 بنقدها لإسرائيل اكتسبت أهمية سياسية في النقاش السياسي المتغير بسرعة في الولايات المتحدة حول الشرق الأوسط.

وظلت "طليب"، البالغة من العمر 44 عاما، صوتا نشازا في حزبها والكونجرس، ودعمت حركة المقاطعة لإسرائيل الداعية لمعاقبة دولة الاحتلال على انتهاكاتها بحق الفلسطينيين، ودعمت حل "الدولة الواحدة"، التي تجمع ما بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة في دولة ديمقراطية بإمكانية خلق دولة ذات غالبية فلسطينية وليس دولة يهودية.

وتخلت الجماعة اليهودية الليبرالية "جي ستريت" عن دعمها لـ"طليب" عام 2018؛ لأنها رفضت تقديم دعم قطعي ولا لبس فيه لحل الدولتين، وهو الموقف الذي يدعو إليه "بايدن" وعدد من المشرعين في الحزبين، ويعني دولة فلسطينية تتعايش بسلام مع إسرائيل.

لكن الحرب التي استمرت 11 يوما كشفت، وفق "واشنطن بوست"، عن استعداد عدد من الديمقراطيين لمواجهة الممارسات الإسرائيلية؛ حيث ضغطوا على "بايدن" لكي يتعامل بشدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو".

ولم تغير "طليب" موقف "بايدن" من حل الدولتين، لكن قرار الرئيس الذي يعتبر من أهم داعمي إسرائيل الأقوياء منحها فرصة للحديث معه يعطي فكرة عن نفوذ الديمقراطيين الراغبين بقلب الوضع الراهن للسياسة الأمريكية بالمنطقة. 

وقالت النائبة الديمقراطية عن ميتشجان "ديبي دينجل"، التي شهدت المقابلة: "كان بايدن عاطفيا ومستمعا وكادت رشيدة تجهش بالبكاء لأنها تأثرت بهذا".

وفي اليوم التالي أخبر "بايدن" المتردد في الضغط على "نتنياهو" أنه "يتوقع تخفيضا مهما للعنف على طريق وقف إطلاق النار".

وصادقت الحكومة الإسرائيلية على القرار، الخميس، وسرى مفعوله في الساعة الثانية من صباح الجمعة.

وقال المتحدث باسم "طليب"، "دينزل ماككامبل" إن مقابلة المطار هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس للنائبة الديمقراطية.

وأضاف: "كان حوارا مهما لها"، و"العالم كان يراقب هذا الوضع حيث تتحدث عن الحياة والموت".

وقال مساعد لـ"طليب" لم يذكر اسمه إنها أخبرت الرئيس أن "حقوق الإنسان الفلسطيني ليست ورقة للمقايضة"، وأن "النهج الحالي لا يعمل"، ويجب على البيت الأبيض تغيير رسالته.

وفي رد من نائب المتحدثة باسم البيت الأبيض "أندرو بيتس" حول أثر مقابلة "طليب"، قال: "نهج الرئيس يقوم على مصالح الأمن القومي والحقائق على الأرض ومعتقده الطويل وليس الاعتبارات المحلية".

وحاول مسؤول في البيت الأبيض رفض الكشف عن هويته إبعاد "بايدن" عن "طليب"، وأكد أن حديثها عن أمورها الشخصية نابع من قلقها على عائلتها في الضفة الغربية.

وقال "آري فليتشر"، المتحدث الإعلامي للبيت الأبيض أثناء إدارة "جورج دبليو بوش"، وعضو في تحالف الجمهوريين اليهود: "أنا مندهش من وصول السياسة لدرجة يقوم فيها الرئيس بمدح شخص راديكالي"، في إشارة إلى "طليب".

واتهم الجمهوريون "بايدن" بالتخلي عن إسرائيل، والاصطفاف مع رموز مثل "طليب"، الذين يمثلون التحول في الحزب الديمقراطي ضد إسرائيل.

ومع تصاعد العنف بالأراضي الفلسطينية الأسبوع الماضي، خاطبت "طليب" مجلس النواب، وذكرته بما تقوله خلال السنوات الماضية: "أذكر زملائي أن الفلسطينيين موجودون وأننا بشر ويسمح لنا بالحلم"، و"نحن أمهات وبنات وحفيدات. ونبحث عن العدالة ولا نعتذر عن القتال ضد الظلم بكل أشكاله. زملائي، لن يختفي الفلسطينيون مهما كان حجم المال الذي أرسلتموه لحكومة الفصل العنصري في إسرائيل".

وقالت "بيتي ماكولام"، النائبة الديمقراطية عن مينسيوتا، إن مسار "طليب" كان يتقدم نحو لحظة خطابها في الكونجرس ولقائها مع "بايدن"، و"هذه لحظتها"، وهي "تتحدث بمنظور لم يسمعه معظم أعضاء الكونجرس ولا الشعب الأمريكي من قبل".

وبعد يوم من مقابلتها لـ"بايدن" تقدمت "طليب" مع زملائها بمشروع قرار لحظر صفقة أسلحة أمريكية لإسرائيل بقيمة 735 مليون دولار، ومع أن المشروع لن يمرر في وقت قريب، لكنه كشف عن الخلافات داخل الحزب الديمقراطي بشأن تزويد أسلحة أمريكية لإسرائيل قد تستخدم ضد الفلسطينيين.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

أمريكا الكونجرس الأمريكي رشيدة طليب جو بادين

رشيدة طليب وإلهان عمر تنتقدان التعامل الأمريكي مع أحداث فلسطين

بيان رسمي.. مصر تأمل في عودة المفاوضات للوصول لحل شامل للقضية الفلسطينية

بايدن: حل الدولتين لا بد منه.. وطلبت من إسرائيل وقف العنف بالقدس وسنعيد بناء غزة

إسرائيل تخسر الدعم.. تحول مزلزل في الحزب الديموقراطي الأمريكي

بلينكن يزور إسرائيل والضفة الغربية الأربعاء والخميس

حرب الـ11 يوما.. كواليس التفاعلات داخل إدارة بايدن خلال معركة غزة

رشيدة طليب تتحدث عن صلاتها في المسجد الأقصى مع جدتها

أكسيوس: هذه تفاصيل مكالمات بايدن لوقف إطلاق النار في غزة

هل حان الوقت لتغيير السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل؟

رشيدة طليب تصف سياسة بايدن بشأن الهجرة بنهج "ابق هناك لتموت"

بعد حديثها عن الأشخاص خلف الستار.. اللوبي اليهودي يتهم رشيدة طليب بمعاداة السامية