المعارضة السورية: حل الأزمة سياسي بدون «الأسد»

الأربعاء 9 ديسمبر 2015 04:12 ص

اتفقت المعارضة السورية التي بدأت اليوم الأربعاء اجتماعاتها في الرياض، على مجموعة نقاط لتضمينها في البيان الختامي للاجتماع، في حين أعلنت «حركة أحرار الشام» الإسلامية رفضها أي نتائج تصدر عن المؤتمر لا تتضمن إخراج القوات الأجنبية وإسقاط نظام «بشار الأسد» بكامل أركانه ورموزه.

وركزت هذه النقاط على رفض وجود كافة المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية على الأراضي السورية، وضرورة التمسك بوحدة هذه الأراضي، ومدنية الدولة وسيادتها ووحدة الشعب السوري في إطار التعددية.

كما تم الاتفاق على الالتزام بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمساءلة والمحاسبة والشفافية، فضلا عن رفض الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه بما في ذلك إرهاب الدولة.

وشددت المعارضة السورية على أن تحتكر الدولة حق امتلاك السلاح من قبل حكومة شرعية ينتخبها الشعب السوري.

وبدأت صباح اليوم أعمال اجتماع المعارضة السورية في الرياض بمشاركة أكثر من 100 شخصية يمثلون مختلف أطياف المعارضة السياسية خارج وداخل سوريا، وممثلين عن 18 فصيلا عسكريا.

وقد استقبل وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» المشاركين قبيل بدء الاجتماع اليوم، وعبر عن الأمل في أن يكون اللقاء مثمرا، ثم غادر المكان وبدأ المشاركون مناقشاتهم التي يفترض أن تستمر الخميس أيضا.

وكان عدد من المعارضين -الذين وصلوا الرياض- قد عقدوا اجتماعات تمهيدية غير رسمية أمس الثلاثاء حضر جانبا منها دبلوماسيون غربيون وروس.

والى جانب السعودية فإن تركيا واحدة من الداعمين الخارجيين الرئيسيين للجماعات التي تسعى للإطاحة بـ«الأسد».

وقد عقدت جماعات كردية وعربية وتركمانية سورية معارضة اجتماعا لها في بلدة المالكية على الحدود السورية-العراقية أمس الثلاثاء.

وقال «هيثم مناع» الناشط السوري الذي يعيش بالخارج إنه لن يشارك في اجتماع الرياض لأنه يضم أشخاصا يؤيدون إقامة إمارة إسلامية.

وفي ظل شجب إيران للاجتماع باعتباره مضرا بآفاق تحقيق السلام وشعور الدول الغربية بالقلق للدور الذي سيلعبه إسلاميون متشددون ربما تجد السعودية صعوبة لتوحيد معارضي «الأسد».

وبالنسبة للسعودية تحتل سوريا مرتبة ثانوية بعد اليمن هذا العام باعتباره الميدان الرئيسي في الصراع على النفوذ الإقليمي مع إيران لكن أسرة «آل سعود» الحاكمة ما زالت ترى أن الحرب الأهلية السورية ساحة قتال محورية في هذه المنافسة بالمنطقة.

وتصاعد القتال في سوريا في الأسابيع الأخيرة وتدخلت الطائرات الحربية الروسية دعما لـ«الأسد، بينما كثف التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هجماته الجوية على أهداف تنظيم «الدولة الإسلامية من سماء سوريا المزدحمة.

إراقة دماء ولاجئون وهجمات

وستبدأ محادثات السلام بين المعارضة والحكومة السورية بحلول الأول من يناير/كانون الثاني المقبل بموجب اتفاق توصلت إليه القوى العالمية والإقليمية خلال اجتماع في فيينا قبل شهر.

ومن بين المدعوين للمشاركة في اجتماع المعارضة بالرياض فصائل إسلامية هي «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» وهي جماعة ارتبط مؤسسوها بصلات بتنظيم «القاعدة»، وتقاتل جماعة «أحرار الشام» مع «جبهة النصرة» جناح تنظيم «القاعدة» في سوريا لكنها تتبنى أجندة وطنية.

وقال «هادي البحرة» عضو «الائتلاف الوطني السوري» المعارض المقيم في تركيا إن هذا أول اجتماع تشارك فيه المعارضة بالكامل سواء الساسة أو الجماعات المسلحة.

وقال رئيس «الائتلاف الوطني السوري»، «خالد خوجة» إن الكثير ممن سيحضرون الاجتماع الذي يعقد على مدى يومين متفقون على الخطوط العريضة وهو يرى أن المخرج هو وضع وثيقة توافقية.

ويهدف اجتماع الرياض للتوصل إلى جدول أعمال وفريق تفاوض مشترك من أجل المحادثات مع الحكومة السورية.

وقالت «نغم الغادري» عضو الائتلاف إن المعارضة لن تتراجع عن مطالبتها برحيل «الأسد» بمجرد إنشاء كيان انتقالي حاكم وهو ما دعا له اجتماع دولي بشأن سوريا قبل ثلاث سنوات.

وأضافت أن في اللحظة التي تبدأ فيها الفترة الانتقالية يجب أن يرحل «الأسد»، مشيرة إلى أن المعارضة لا تقبل ببقائه خلال الفترة الانتقالية.

ورفضت الحكومة السورية أي حديث عن فرض إنشاء كيان انتقالي في سوريا، قائلة إن أي قرار لتغيير السلطة يجب أن يتخذه الشعب السوري.

وخفضت بعض الدول الغربية التي دعت لرحيل «الأسد» في 2011 من مطالبها، قائلة إنه يمكن أن يبقى خلال الفترة الانتقالية على الأقل.

وقالت «الغادري» إن العالم الخارجي يبعث برسائل مختلطة بشأن سوريا وهو ما يظهر أن الخلافات الدولية أعمق من أي انقسامات داخل المعارضة السورية، مضيفة أن الأمر لا يتعلق بالمعارضة وحسب فهي تعرف ما تريده لكن بعض الدول لا تعلم ماذا تريد من سوريا.

  كلمات مفتاحية

سوريا السعودية مؤتمر الرياض المعارضة السورية أحرار الشام بشار الأسد الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة

«الجبير» يغادر مؤتمر الرياض لإفساح المجال لحوار مغلق للمعارضة السورية

انطلاق جولة اجتماعات مغلقة لمؤتمر المعارضة السورية في الرياض

«أحرار الشام» تقرر حضور مؤتمر الرياض لتؤكد على ثوابتها

مؤتمر الرياض يجمع المعارضة السورية ويستبعد «حزب الاتحاد الديمقراطي»

خبراء: نجاح مؤتمر الرياض يتطلب توحيد رؤية جميع أطياف المعارضة السورية

السعودية تدعو 65 شخصية سورية معارضة لـ«مؤتمر الرياض»

خروج مقاتلي المعارضة السورية من آخر حي يسيطرون عليه في حمص

ألمانيا تعرب عن تقديرها لجهود السعودية في دعم الشعب السوري

«الجبير»: «الأسد» سيرحل بالمفاوضات أو بالقتال

مندوبة واشنطن بالأمم المتحدة: السلام في سوريا مرهون برحيل «الأسد»