استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

البطالة وتسريح العمالة في السعودية

الجمعة 11 ديسمبر 2015 11:12 ص

بحسب ما نشرته وسائل الإعلام، سرحت شركة ابن لادن الأسبوع قبل الماضي 15 ألف عامل، ولم يشر الخبر إلى جنسية العمالة المستغنى عنها إن كانت وطنية أو أجنبية، فيما ذكرت صحيفة «عكاظ» الإثنين الماضي فصل إحدى الشركات في منطقة مكة المكرمة لثلاثة آلاف عامل سعودي. ومن جهة ثالثة نقل الإعلام أيضاً صوراً لتجمعات عمالة وموظفي مستشفى «سعد» في المنطقة الشرقية وامتناعهم عن العمل بسبب عدم صرف رواتبهم ومستحقاتهم لما يزيد على ثلاثة أشهر.

ولم ينل تسريح عمالة ابن لادن أي تعليق، فيما وعد مدير مكتب العمل في مكة المكرمة بدرس وضع العمالة المسرحة في الثانية، واكتفت وزارة العمل بتعليق على موقعها في «تويتر» بأنها تواصلت مع المستشفى في القضية الثالثة، وتعهد لها بصرف مستحقات الموظفين خلال أسبوع.

بالطبع، تسريح العمالة وضع ليس جديداً ولا مستغرباً في العالم، بل إن شركة « أنجلوا أميركان» العملاقة في قطاع التعدين أعلنت هذا الأسبوع نيتها الاستغناء عن 85 ألفاً من عمالتها البالغ مجموعها 135 ألفاً، نتيجة انخفاض أسعار المعادن لأرقام لم تشهدها منذ بداية الألفية الجديدة، ولكن الوضع مختلف بين أميركا والسعودية.

ففي الأولى، وعلى رغم أنها أكبر مستقطب للعمالة المهاجرة في العالم إلا أن نسبتهم لا تزيد على 13 في المئة من إجمالي عدد العاملين، في حين يوجد في السعودية التي تصنف رابعاً عالمياً في استقطاب العمالة المهاجرة ما يزيد عن 10 ملايين أجنبي يشكلون ما يزيد على 32 في المئة من إجمالي السكان (يصلون إلى 40 في المئة بإضافة المخالفين لنظام الإقامة). وهذا العدد في السعودية يجعل سوق العمل فيها مشوهة حقيقة لا مجازاً، فإذا ما أضفنا ضعف مخرجات التعليم وعدم توجيهها لسوق العمل، وعدم رغبة السعوديين في بعض الأعمال الحرفية، وتوقف الشركات الكبيرة عن التوظيف بسبب اعتمادها على «العقود من الباطن» مع المؤسسات الصغيرة التي دمرت سوق العمل، فإننا سنعلم بأن وزارة العمل في وضع لا تحسد عليه.

وإن كانت فترة الطفرة التي شهدها الاقتصاد السعودي خلال الـ12 الماضية قد أخفت بعض هذه العيوب، إلا أن دخول منحنى الاقتصاد في الاتجاه الهابط وبدء بوادر الركود سيجعل ما نراه ونسمعه حالياً ليس إلا رأس جبل الجليد الذي يخفي تحته الكثير.

وبالتأكيد فإن مرحلة الركود سيصحبها توقف القطاع الخاص عن التوظيف وخلق فرص العمل، كما يتوقع أن تستمر الشركات والمؤسسات في تقليص عمالتها للحد من تناقص أرباحها، وربما شهد السوق تسريحاً متزايداً للعمالة بما فيها العمالة الوطنية خلال العامين أو الثلاثة المقبلة. والمؤسف أنه حتى لو اقتصر التسريح على العمالة الأجنبية إلا أن ذلك سيكون مؤثراً بالسالب لأنه يعني ببساطة انخفاض نسبة «السعودة» المطلوبة، في مقابل استقدام هذه العمالة الأجنبية، وبالتالي سيكون مبرراً لقطاع الأعمال لتسريح مزيد من السعوديين، سيما عقود «السعودة» الوهمية التي كانت تستخدم كوسيلة ترضية لاستقدام مزيد من العمالة الأجنبية، وهو أمر لا يعني إلا مزيداً من الضغط على أرقام البطالة.

وحتى لا تحمل وزارة العمل أو هيئة توليد الوظائف الجديدة (لم تبدأ عملها إلى اليوم) كل عيوب ومآسي سوق العمل وكبر حجم البطالة وتسريح العمالة وحدها، فإن وضع التوظيف في البلد يجب أن يكون تحت عين مجلس الاقتصاد والتنمية مباشرة، وأن يدار من خلال الجميع في المجلس وبالتنسيق بينهم.

كما أن العمل على إحلال بدل لموظفي الحكومة المتقاعدين في القطاع العام وملء الشواغر التي تحتفظ بها بعض الجهات لأغراض الترقية بات أمراً ملزماً لا يقبل التأخير. كما أن ما يقال عن تأخر وزارة المالية في صرف مستحقات شركات المقاولات وغيرها من مؤسسات القطاع الخاص التي تقدم خدماتها للحكومة أمراً ليس مقبولاً في هذا الوقت بالتحديد، فكل تأخير من المالية في صرف مستحقات الشركات والمؤسسات يعني مزيداً من التقشف في التوظيف، وربما أدى لمزيد من تسريح العمالة، وطنية كانت أو أجنبية.

والخلاصة، أن وضع سوق العمل السعودي لم يكن صحياً على الإطلاق خلال تاريخه الطويل، ولكن فترة الطفرة والانتعاش الكبير أخفت بعض أورامه وعيوبه، ومع بوادر نهاية الطفرة فالمتوقع أن تبدأ مشكلات هذا السوق في الخروج واحدة بعد الأخرى، ومع الأخذ في الاعتبار كبر حجم شريحة طالبي العمل من الشباب والخريجين الجدد فإن التدخل المبكر بات ضرورة حتمية لتلافي مشكلات البطالة وتسريح العمالة، وهما التحدي الأكبر المتوقع قريباً ظهوره على السطح ما لم يكن هناك حلول استباقية لمنعه ومحاصرته في الحدود الدنيا.

* د. عبد الله بن ربيعان أكاديمي متخصص في الاقتصاد والمالية.

  كلمات مفتاحية

السعودية البطالة في السعودية تسريح العمالة شركة بن لادن العمالة مكتب العمل وزارة العمل السعودية

5.6 ملايين قوة العمل السعودية.. والبطالة 11.7%

«التوطين الوهمي» يستنزف «السعودة» وعقوبات رادعة للمخالفين

«السعودة» ليست حلا: البطالة تتفاقم في المملكة و3 ملايين عاطل سعودي خلال سنوات

«الشورى السعودي» ينتقد فشل «العمل» و«الشئون الاجتماعية» في القضاء على البطالة والفقر

وزير العمل السعودي: توظيف المرأة يحتاج إلى «تدخل جراحي»

«هدف» يوظف أكثر من 772 ألف سعودي خلال 5 سنوات

لماذا ننهض بالسعودية لغير السعوديين؟

احتلال السوق السعودية

كيف نحرر سوق العمل السعودية؟

رويترز: الإصلاحات السعودية الطموحة قد تصطدم بتراجع اقتصادي يلوح في الأفق

شركات إماراتية تهون من قرار إندونيسيا منع توريد العمالة المنزلية

جامعة الملك سعود تحقق في مقطع فيديو لإلقاء ملفات متقدمين لوظائف بحاوية للنفايات

السعودية.. أكثر من 56% من العاطلين عن العمل يحملون مؤهلات عليا

السعودية تعتزم تحديد ساعات العمل في قطاع التجزئة لـ«سعودته»

السعوديون يرفضون عمل المرأة في الفنادق والشقق المفروشة ويطالبون بفرص مناسبة

6 سعوديات يطلقن تطبيقا على الأجهزة الذكية لـ«توظيف الشباب»

تضارب في الإحصاءات الحكومية السنوية حول «البطالة» و«السعودة»

ارتفاع عدد المشتغلين السعوديين في القطاع الخاص 89.8 ألف خلال فبراير الماضي

«أنا سعودي ضد توطين الأجانب» يشعل «تويتر» في المملكة

‏برامج لتأهيل المهندسين السعوديين ونشطاء: «تقليص الأجانب هو الحل»

«الشورى» السعودي ينتقد «صندوق الموارد البشرية» ويحمله ارتفاع البطالة

تقرير يوضح أسس تسريح العمالة الزائدة في دول الخليج

أبوظبي تسرح الآلاف من الأجانب مع تنامي إجراءات التقشف في الخليج

«الإحصاء» السعودية: عدد العاطلين عن العمل من الجنسين بلغ 8.3 ملايين شخص

‏السعودية: ضعف التعليم والتأهيل يقود الشباب إلى البطالة

تكليف وزير خارجية الفلبين بإجلاء 11 ألف عامل يرفضون مغادرة السعودية بالقوة