كشفت تقارير قبل أيام عن سعي الإمارات مدعومة من الأردن ومصر إلى التخلص من «محمود عباس» الرئيس الحالي للسلطة الفلسطينية، واستبداله بإحدى الشخصيات الخاضعة لسيطرة «محمد دحلان»، الذي يمثل الذراع اليمين لولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، والعقل المدبر لكل السياسيات الخارجية والأمنية الإماراتية في الوقت الحالي.
وظهر مسعى أبوظبي للسيطرة على القضية الفلسطينية واضحًا من خلال ما ذكره مسؤول فلسطيني رفيع المستوى لموقع «الخليج أونلاين» عن القيادي السابق في حركة «فتح» ومستشار ولي عهد أبوظبي الهارب إلى الإمارات «محمد دحلان»، لتشكيل حزب فلسطيني جديد يدخل به الانتخابات الفلسطينية الداخلية المقبلة.
وقال المسؤول، «إن النائب دحلان بدأ فعلياً بإجراء تحركات وخطوات نحو تشكيل حزب فلسطيني جديد، يضم قادة كبار من حركة فتح والسلطة الفلسطينية، تربطهم علاقات سيئة ومتوترة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس».
وأوضح أن «من أبرز الأسماء التي يسعى دحلان، لوجودهم داخل حزبه الجديد، وتربطه بهم علاقات جيدة للغاية، رئيس الوزراء السابق سلام فياض، والأمين العام السابق للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه، إضافة إلى العضوين في اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي وسلطان أبو العنين».
وكشف المسؤول ذاته أن «دحلان يستغل العلاقة المتوترة بين فياض وعبد ربه والطيراوي، مع الرئيس عباس، الذي تسبب بتهميشهم من السلطة الفلسطينية وكذلك حركة فتح، وشهدت الفترة الأخيرة تبادلاً للاتهامات بين رجال دحلان الجدد والرئيس عباس وموالين له في فتح».
وذكر أن «دحلان أجرى اتصالات سرية مع عدة شخصيات فلسطينية، من أجل البحث في الخطوط العريضة الهامة لتشكيل حزبه، وكذلك الاتفاق على تشكيل البرنامج السياسي للحزب، الذي سيقدمه للجمهور في الانتخابات المقبلة».
المسؤول ألمح إلى أن «حزب دحلان الجديد، سينافس وبكل قوة على الانتخابات داخل حركة فتح، وكذلك الانتخابات التشريعية والرئاسية في حال تمت، داخل الأراضي الفلسطينية، وهناك خطة عمل واضحة جداً لدى النائب دحلان بهذا الصدد».
وكشف أن «دحلان» استقر على مسمى حزبه الجديد، وسيطلق عليه اسم «حزب المستقبل»، وسيدخل بكل قوة في معارك العملية الانتخابية المقبلة، لافتاً إلى أن «خطوات دحلان بتشكيل حزبه الجديد، وضم شخصيات فلسطينية ذات وزن وعلاقتها متوترة مع الرئيس الفلسطيني، جاءت ضد أبو مازن، بسبب كل الخطوات التي اتخذها الأخير بحق دحلان وأنصاره بالضفة الغربية وقطاع غزة، وعزلهم عن مواقع النفوذ والتأثير».
وأكد المسؤول الفلسطيني أن «النائب دحلان تلقى دعماً عربياً كبيراً، خاصة من مصر والأردن ودولة الإمارات، لفكرة تشكيل حزبه الجديد، وعودته على الساحة الفلسطينية، وإمكانية قيادة المرحلة المقبلة، خلافاً للرئيس محمود عباس، الذي هدد بتقديم استقالته أكثر من مرة، ووعد بعدم الترشح لأي انتخابات رئاسية مقبلة».
وذكر أن«دحلان تلقى تمويلاً مالياً كبيراً، ويمكن أن يتم الإعلان عن حزبه الجديد، خلال شهور قليلة فقط»، مشيراً إلى أن «الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصياً يدعم عودة دحلان إلى الساحة الفلسطينية من جديد، خاصة بعد توتر علاقته بالرئيس عباس».
ومن المتوقع أن يعلن دحلان حزبه الجديد قبل الإعلان رسمياً عن انعقاد المؤتمر السابع لحركة «فتح»، الذي تم تأجيله لأكثر من مرة بسبب خلافات داخلية كبيرة بين فتح وأنصار دحلان، وعدم جاهزية قطاع غزة، الذي يعتبره الكثير بأنه أرضية دحلان الخصبة، ويحظى بتأييد كبير خاصة من عناصر منتمية لفتح وأجهزة السلطة الأمنية.
يذكر أن حركة «فتح» شنت هجوماً عنيفاً على «سلام فياض»، خلال زيارته الأخيرة لقطاع غزة الأربعاء الماضي، ورفضت كذلك استقباله، بحجة أنه يملك مخططات، لتكوين تحالفات جديدة، وإفساد الساحة الفلسطينية عامة والفتحاوية بشكل خاص.
وفي مايو/ أيار 2011، صدر قرار من اللجنة المركزية لحركة فتح بفصل «دحلان» من عضوية الحركة، وتحويله إلى النائب العام بتهمة الفساد المالي وقضايا القتل، وعلى إثر ذلك تعمق الخلاف بين «دحلان» و«عباس»، الذي رافقه موجة من التراشق الإعلامي وتبادل الاتهامات بينهما، رغم سعي مصر ودول أخرى لوضع حد لهذا الخلاف.