مصادر: بصمات إيرانية وراء تلكؤ الحوثيين إزاء مفاوضات الكويت

الأربعاء 20 أبريل 2016 09:04 ص

أكدت مصادر مطلعة أن وفد الحوثيين غادر صنعاء باتجاه الكويت مرورا بمسقط، في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء وذلك لحضور مشاورات السلام مع وفد الشرعية.

جاء هذا التطور بعد ضغوط أممية مارسها سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي على الحوثيين الذين ماطلوا في الانتقال للمشاركة في الموعد المحدد مسبقا.

في غضون ذلك، كشفت مصادر يمنية رفيعة لصحيفة «الشرق الأوسط» أن تلكؤ وفد المتمردين وامتناعهم عن حضور المشاورات في وقتها المحدد (أول من أمس)، تقف وراءه «بصمات إيرانية واضحة»، خاصة مع اقتراب القمة الأمريكية – الخليجية.

ومضت المصادر في القول إن «إيران تريد أن ترسل رسائل بأنها قادرة على التأجيل والتأخير، خاصة أن العرب تحركوا، مؤخرا بشكل مكثف، في إطار منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية».

وأضافت أن «تكتيكات إيران وبصماتها فيما يجري واضحة؛ لأن الحوثيين ليسوا على قدر من الذكاء أو الفطنة لابتكار هذه القصص والحجج السياسية».

وكشف ذات المصادر عن مخططات لدى الحوثيين وحليفهم المخلوع «علي عبد الله صالح»، فيما يتعلق بالمفاوضات المعلقة في الكويت، وقالت: إن الحوثيين «يسعون إلى عدم مناقشة بنود القرار 2216، إلا بعد أن يكونوا شركاء في حكومة يمنية»، مشيرة إلى أن «هذا ما كانوا يطرحونه إبان عمل المبعوث الأممي السابق جمال بنعمر، وهم بذلك يريدون أن يتجاوزوا الشرعية إلى شكل من أشكال السيطرة وهذا لن يحدث إطلاقا؛ لأن المجتمع الدولي موحد والحكومة اليمنية موحدة، وينبغي أولا إنجاز البنود الرئيسية من القرار 2216، بكثير من المرونة وهذا يعني العودة عن الانقلاب».

وتؤكد المعلومات التي أدلت بها المصادر الخاصة صحة التسريبات التي تتحدث عن مطالبة الحوثيين بإدراج ما كان يسمى «اتفاق السلم والشراكة» ضمن أجندة المفاوضات.

وعلق الدكتور «محمد عبد المجيد قباطي»، وزير الإعلام اليمني، قائلا إن «هذا أمر غير مقبول وحجة لا أساس لها»، مؤكدا أن «مشاورات الكويت هي لتنفيذ القرار 2216، الذي لا يوجد فيه أي ذكر لاتفاق تم إنجازه تحت التهديد والوعيد والإكراه، وهو خارج نطاق المناقشة خارج الهيكل المرسوم للمشاورات».

وأشار الوزير «قباطي» إلى أن «ما يجري من قبل هؤلاء الناس (الحوثيين) هو محاولة لخلق ذرائع، وهم يحاولون تحقيق نتائج على الأرض، خلال الهدنة، لم يستطيعوا تحقيقها خلال الحرب».

ودعا «قباطي» المجتمع الدولي إلى أن «يكون له موقف واضح تجاه المنزلق الخطير الذي تمر به قضية التسوية في اليمن، في الوقت الراهن»، مشيرا إلى أن المتمردين الحوثيين يحاولون لي ذراع المجتمع الدولي حول مسار واضح للمشاورات وهو تنفيذ القرار 2216، وفقا لبنود القرار التي تنص على وقف العنف (من جانب الانقلابيين) والدخول في ترتيبات واضحة لتسليم السلاح والانسحاب من المدن ومن مؤسسات الدولة.

وذكر أن الشارع اليمني يتساءل «حول كيفية طرح موضوع الانسحاب من المدن، فيما الحوثيون إلى هذه اللحظة، يحاولون التوسع في المحافظات وتحديدا تعز».

من جانبه، كشف «محمد عبد السلام»، رئيس وفد الحوثي - صالح إلى المفاوضات والمتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي، بأن مطالبهم تتركز في نقطتين رئيسيتين. وقال: «نحن الآن على تواصل مستمر مع سفراء المجتمع الدولي ومبعوث الأمم المتحدة، ومن المحتمل أن يحصل تحسن في تجاوز نقاط الخلاف فيما يخص تثبيت وقف إطلاق النار بشكل أكبر، كذلك موضوع الأجندة»، مشيرا إلى أنهم يطالبون أيضا بـ«أن يكون الحوار حزمة واحدة وليس نقاطا مبعثرة»، على حد قوله.

ونفى عبد السلام» وجود أي خلافات في إطار وفد الحوثي – صالح إلى المفاوضات، وقال: «ليس صحيحا، ولو كان ذلك صحيحا لوجدتم أن أحد الوفدين حاضر في المفاوضات، فهل يعد اختلافا أن كلينا لم يحضر»، مشددا على «أن موقفنا موحد»، ودون أن يورد المزيد من التفاصيل.

وكان مقررا أن تنطلق جولة المفاوضات بين وفدي الحكومة الشرعية، من جهة، ووفد المتمردين (الحوثي – صالح)، أول من أمس في دولة الكويت، برعاية الأمم المتحدة، غير أن تخلف وفد المتمردين عن الحضور، أرجأ انعقاد المشاورات إلى أجل غير مسمى حتى اللحظة، وقد دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ المتمردين، في بيان صادر عنه، إلى عدم تفويت الفرصة.

وفي هذا السياق، ذكرت مصادر عليمة أن المتمردين الحوثيين يستمرون في التلكؤ والمراوغة عن الحضور إلى الكويت، رغم أن طائرة عمانية تنتظرهم في صنعاء، فيما تنتظرهم طائرة كويتية أخرى في مسقط بسلطنة عمان.

وأشارت هذه المصادر إلى أن المتمردين أعدوا وفدا صحافيا يمنيا كبيرا في العاصمة اللبنانية بيروت، وأن هذا الوفد من المتوقع أن يتوجه إلى الكويت بمجرد مشاركة الحوثيين.

من جانبه، أعرب الشيخ «حمود المخلافي» قائد المقاومة الشعبية بمحافظة تعز(جنوب) عن قلقه على مصير المحادثات اليمنية بالكويت بعد تأجيل انطلاقها، معتبرا أن استمرار الدعم الإيراني للحوثيين ولحليفهم صالح هو العامل الرئيسي في عرقلة انعقاد المحادثات.

وأوضح «المخلافي» في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية أن الحوثيين «لا يزالون يتلقون دعما عسكريا من إيران، والأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي بأيديهم صناعة إيرانية أو عليها ختم إيراني… فضلا عن وجود مجموعات صغيرة من المدربين الإيرانيين على الأرض بتعز وعدد آخر من محاور القتال”.

وأضاف: «أنهم يدفعون رواتب عناصرهم من الإمدادت القادمة من إيران… فكيف إذن نصدق أن قرارهم مستقل عن قرار الإيرانيين؟».

واعتبر أن «تأخر وصول وفد الحوثيين ومراوغتهم يدلل مجددا على عدم مصداقيتهم ومصداقية حلفائهم الإيرانيين».

 

  كلمات مفتاحية

اليمن الحوثيين مفاوضات الكويت

مفاوضات الكويت اليمنية .. الفشل هدنة مؤقتة

لا مؤشرات على حضور الحوثيين لمفاوضات الكويت

الحوثيون يشترطون وقف القصف للمشاركة في مفاوضات الكويت

توقيع اتفاق لتثبيت الهدنة في مأرب اليمنية عشية مفاوضات الكويت

عضو من «حزب الله» مع وفد الحوثيين في مفاوضات جنيف

مفاوضات الكويت اليمنية .. الفشل هدنة مؤقتة

مصدر: الحوثيون ينضمون لمفاوضات الكويت الخميس

عن المفاوضات اليمنية في الكويت

وفد «الحوثي – صالح» يصل إلى الكويت ظهر اليوم لبدء المفاوضات

بدء المفاوضات اليمنية في الكويت برعاية «الأمم المتحدة»

مصادر: الخلافات تهيمن على أولى جلسات المفاوضات اليمنية في الكويت

مصادر تتوقع استمرار المفاوضات اليمنية في الكويت بين 4 إلى 6 أسابيع

‏خلافات ترفع جلسة ثانية من مفاوضات اليمن‬⁩ بالكويت‬⁩ ومساع أممية لحلها

«لا تعودوا إلا بالسلام لليمن».. وسم يمني يعقد الآمال على مباحثات الكويت

رفع جلسة المفاوضات اليمنية في الكويت دون اتفاق على جدول الأعمال

«ولد الشيخ»: مفاوضات السلام اليمنية في الكويت تمر بمرحلة حرجة

من جنيف إلى الكويت.. مفاوضات و«فيتو» إيراني

وفد الحكومة اليمنية بالمفاوضات يطالب بوقف مهاجمة المدنيين قبل الحديث عن مسارات أخرى

تحركات مكثفة لإقناع الحكومة اليمنية بالعودة لمفاوضات الكويت

«ولد الشيخ أحمد» يؤكد استمرار المفاوضات اليمنية بالكويت

«الجبير» يعتبر الحوثيين جيران المملكة.. وانقسام على «تويتر»: حنكة سياسية أم تنازل

تعثر اتفاق الإفراج عن المعتقلين والأسرى بين طرفي المشاورات اليمنية بالكويت

«الحوثي»: وفدنا بمفاوضات الكويت قدم كل الحلول لكن (قوى العدوان) زادت أطماعها