مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس يهاجم الملالي ويحاسب «روحاني»

السبت 9 يوليو 2016 01:07 ص

انطلق في العاصمة الفرنسية، السبت، المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية الذي يعد أكبر تجمع للمعارضة بمشاركة 100 ألف شخص، بحسب ما أعلن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

ويستقطب المؤتمر الذي يستمر ليومين عشرات الآلاف من الإيرانيين المقيمين في دول أوروبية عدة، الذين يعارضون نظام الملالي في طهران، بحسب وكالات الأنباء ووسائل إعلام إيرانية معارضة.

ووفقا لبيان أصدره المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من مقره في باريس، أن المؤتمر يشارك به أكثر من 100 ألف من أبناء الجاليات الإيرانية المنتشرين في مختلف دول العالم، وهم يمثلون أوسع معارضة شعبية إيرانية للديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران.

ووفقا للبيان، فإن تجمع هذا العام يأتي بعد بروز نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران كأكبر تهديد وتحد لجميع شعوب وبلدان منطقة الشرق الأوسط بل جميع الدول العربية والإسلامية، كما أن المؤشرات خلال عام مضى أثبتت هشاشة هذا النظام وتراجعه أمام مواقف وإجراءات حاسمة، بحد تعبيره.

وأضاف البيان: «أن تجمع هذا العام يأتي بعد ثلاث سنوات من رئاسة الملا روحاني وثبوت زيف ادعاءاته للإصلاح وتحسين الظروف السياسية والاقتصادية في إيران، كما أن الوتيرة المتصاعدة لتدخل نظام ولاية الفقيه في مختلف البلدان كسوريا والعراق واليمن ولبنان والبحرين وغيرها لم يبق أي شك بأن نظام الملالي، كلما استمر في الحكم استمر الحروب والإرهاب والمجازر في مختلف دول المنطقة».

 وبحسب بيان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: «يأتي هذا الحدث الفريد من نوعه على مدار السنة في وقت مرت حوالي عام من الاتفاق النووي وتراجع نظام ولاية الفقيه من إحدى ركائزه الثلاث للحكم وآثار هذا التراجع في مفاصل الحياة السياسية وتفاقم الصراعات الداخلية داخل تركيبة الحكم الإيراني، وذلك على الرغم من الامتيازات الكبيرة والتنازلات التي أعطتها وقدمتها دول العالم لهذا النظام على حساب دول المنطقة وشعوبها واستقرارها وأمنها».

محاسبة روحاني

وتابع «ففي 4 أغسطس 2016 يكون مضى ثلاث سنوات على تقلد حسن روحاني رئاسة إيران ، وكان في حملته الانتخابية قد وعد الناخبين وعودا كبيرة بتحقيق الرفاهية للشعب الإيراني ، والقضاء على البطالة التي تزيد عن 30% ، ومكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين واسترجاع أموال الشعب من لصوص النظام ، وغيرها من وعود براقة ، لم يكن أمام الشعب الإيراني سوى تصديقها أمام آلة القمع الذائعة الصيت في إيران (أعواد المشانق) لكل من يعارض النظام ، وقد أعدم النظام الإيراني زهاء 2300 سجين من سجناء الرأي».

 وأفاد البيان «بعض الإيرانيين استبشر خيرا بالرئيس روحاني وهو يتحدث عن الإصلاح وتحديث الدولة لتصبح بمصاف الدول المتطورة . لكن العقبة كانت المفاعل النووي الإيراني وما ترتب عنه من عقوبات دولية جمدت أرصدة إيران في الخارج ، واعتبرته الولايات المتحدة الأمريكية خطرا على السلم العالمي، خوفا من وصول السلاح النووي إلى الجماعات الإرهابية ، حسب تصريحات جون كيري وزير الخارجية الأمريكية، فأذعنت إيران للمفاوضات مع دول 5+1 (الدول الدائمة في مجلس الأمن إلى جانب ألمانيا ) حول الملف النووي، وانتهى باتفاق وفق شروط أمريكية استلبت السيادة الإيرانية، عندما هددت إيران إذا أخلت بأحد الشروط أنه سيتم رفع عقوبات الأمم المتحدة بمجرد احترام إيران لكل النقاط الأساسية في الاتفاق».

وأضاف «يمكن إعادة العمل بها في حال عدم تطبيقه وأعلن الرئيس أوباما أن العقوبات المفروضة على ايران بشأن دعم الارهاب وانتهاك حقوق الانسان والنشاطات الصاروخية الايرانية تبقى على حالها ولا تشمل الاتفاق النووي" ، لكن النظام الإيراني روج بإعلامه أن الاتفاق انتصار معركة النووي ووعد الرئيس روحاني الإيرانيين برغد العيش بعد رفع الحظر عن الأرصدة الإيرانية، ورفع العقوبات، فسيرفع الرواتب ، وتنشط الاستثمارات، التي توفر فرص العمل للشباب العاطل عن العمل ، أمام هذه الوعود البراقة خرج الإيرانيون للشوارع فرحين بنتائج الاتفاق أن " غمّة انزاحت عن صدورهم برفع الحظر عن أموال إيران».

تطبيل للاتفاق النووي:

ومضى البيان قائلا «النظام الإيراني وهو يطُبل للاتفاق النووي تجاهل تماما تدخله في سوريا واليمن والعراق ولبنان والتكاليف التي يدفعها لقواته أو اتباعه في تلك الدول ، في سوريا وحدها كانت كلفة التدخل الإيراني شهريا ملياري دولار أمريكي حتى 2013 ، وارتفعت التكاليف عندما أعلن النظام الإيراني جهارا نهارا أن له قوات تقاتل مع بشار الأسد، وينتشر في سوريا ما لا يقل عن 60 ألف من قوات الحرس الثوري الإيراني، لأن النظام الإيراني يستميت في الدفاع عن بقاء الأسد بالسلطة، وحجته (إذا لم نقاتل في سوريا، فسوف نقاتل في طهران) لذا لم يعد قادرا على إخفاء تدخله في سوريا وجثامين الشباب الإيراني بالعشرات يوميا ، حتى أن ولاية اصفهان انتفضت ضد تدخل النظام الإيراني في سوريا، لتكاليفها البشرية الباهظة واستنزاف الموارد الإيرانية، خاصة مع تدهور أسعار النفط ، فشحت موارد إيران وتبخرت وعود روحاني للإيرانيين برغد العيش».

وأضاف «ليس فقط التدخل هو الذي هدر مقدرات الشعب الإيراني بل الفساد في أعلى أجهزة الدولة، والفساد ليس خافيا بل على المكشوف بمليارات الدولارات لكبار الضباط ومجلس الحكم بما فيها المرشد العام علي خامنئي لدرجة عشش الفساد في كل مفاصل الدولة، من الرشوة وسرقة المال العام بصفقات وهمية ومشاريع أضعاف تكاليفها الحقيقية ، والمواطن هو من يدفع ثمن الفساد بتدهور مستوى المعيشة أكثر فأكثر ، فارتفعت نسبة الفقر إبان حكم روحاني ضعف ما كانت عليه في عهد سلفه أحمدي نجاد».

وكانت زعيمة المعارضة، مريم رجوي»، قد استبقت المؤتمر بتوجيه رسالة بمناسبة عيد الفطر، تمنت فيها أن "تحقق بشائر الخلاص لهذا العید الکبیر، الحریة‌ والسلام للأمة الإسلامیة كافة ولاسیما شعوب الشرق الأوسط.

وأعربت «رجوي» التي يطلق عليها المعارضون لقب رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، عن أملها في أن «تتخلص المنطقة والعالم بأکمله من التطرف الدینی الذي يشوه صورة الإسلام»، مشيرة إلى أن مصدر ذلك التطرف هو «سلطة الملالي التي تحكم إيران بالديكتاتورية والتسلط والاستبداد».

وخصت «رجوي» الشعب السوري بأماني النصر بعد أن «انتفض ضد ديکتاتوریة بشار الأسد والاستبداد الدیني الحاکم في طهران"، على حد تعبيرها.

دور مدمر

وبدأت الفعاليات التحضيرية للمؤتمر الجمعة، بندوة تحت عنوان «أزمة الشرق الأوسط ، ما الحل؟»، شارك فيها دبلوماسيون وسياسيون غربيون، إضافة إلى شخصيات سياسية دولية. كما انعقدت ورشات عمل ونقاش مع المتحدثين الأمريكيين والأوروبيين.

وبدأت الجلسة الأولى من الندوة بمناقشة الأزمة في الشرق الأوسط وآفاقها والحلول المقترحة، وأدارها «اليجو فيدال كادراس»، النائب السابق لرئيس الاتحاد الأوروبي، وتحدث فيها «فيليب كروالي»، مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق، الذي قال في كلمته «يجب التعاون مع الأنظمة المجاورة لإيران للوقوف في وجه الخطر الذي تشكله طهران ، خصوصاً في ظل خطر التطرف المتمثل بتنظيم داعش الإرهابي».

وأكد «كراولي» ‏أنه «لا يمكن إنكار دور إيران في الشرق الأوسط، لكنه دور مدمر في المنطقة، خصوصاً في سوريا». وشدد في حديثه على أنه لا يمكن فصل سياسة إيران الداخلية عن سياستها الخارجية.

أما «فريدريك انكل»، الخبير في الجيوبوليتيك وأستاذ العلاقات العامة، ‏فقال في كلمته إن «النظام السوري وداعش أشبه بالطاعون والكوليرا، كلاهما يجب الوقوف بوجهه، مشددا على أن إيران تلعب دورا كارثيا في سوريا». ‏

وأضاف : «لا أرى جهودا حقيقية للوقوف بوجه السياسات الإيرانية في المنطقة، بل هي مجرد أقوال دون إثباتات»، مؤكدا أن الرئاسة الأمريكية لم تستطع السيطرة على إيران وأنشطتها الإرهابية في المنطقة.

وقال «انكل» إن إيران وعدت المجتمع الدولي بتحسين أوضاع حقوق الإنسان عقب الاتفاق النووي ولكنها لم تفعل ذلك.

وفي الجلسة الثانية، التي عقدت تحت عنوان «عام بعد الاتفاق النووي مع إيران»، تحدث «ميتشل ريس، رئيس مؤسسة كولونيال وليامبيرغ في فيرجينيا، وهو مدير سابق للتخطيط السياسي في الولايات المتحدة، وقال إن «إيران لطالما حاولت أن تفرض حضورها بالقوة عوضاً عن النشاط السلمي».

‏وأضاف: «كان الهدف من التسوية النووية هو تحويل إيران إلى بلد مسالم يقيم أسس الديمقراطية، لكن هذا لم يحصل».

‏ورأى «ريس» أنه «على الرئيس القادم للولايات المتحدة أن يؤكد لحلفائنا العمل على إيجاد استراتيجية لتغيير النظام في إيران».

‏من جهته، قال «روبرت توريسيلي»، وهو عضو سابق بمجلس الشيوخ الأمريكي إنه "خلال العام الماضي حاولت إيران الحصول على تكنولوجيا التطوير النووي أكثر من 100 مرة».

وأضاف: «علينا الضغط على النظام الإيراني ومنعه من الوصول للنظام المالي العالمي، كما علينا الوقوف بوجه الانتهاكات الإيرانية في سوريا».

وفي الجلسة الثالثة، تحدثت «ليندا تشافيز»، الكاتبة والمحللة السياسية ورئيسة مركز الفرص المتكافئة، حيث قالت إن «نظام إيران حصل على ما أراد، وهو رفع العقوبات، فيما الوضع الاقتصادي السيئ والقمع في البلاد ما زال مستمرا».

‏وأضافت: «طالما لا يحترم النظام الإيراني حقوق الأقليات لا يمكننا أن نتحدث عن حصول تقدم في إيران».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إيران باريس الملالي مسعود مولوي أمريكا الاتفاق النووي

«حسن روحاني» .. إنجاز الملف النووي ومنافسة «الحرس الثوري»!

المعارضة الإيرانية تكشف تفاصيل التشكيلات العسكرية لطهران في سوريا

معارضة إيرانية تطالب بإحالة ملف الانتهاكات الحقوقية في بلادها إلى مجلس الأمن

معارضون إيرانيون: زيارة «موغريني» لطهران تشجع النظام على مواصلة التعذيب والقتل

«النووي» ومصلحة روحاني

«تركي الفيصل»: مطلب المعارضة الإيرانية بإسقاط الحكومة سيتحقق

«تويتر» يدعم المعارضة: «الحرية لإيران»

7 نواب مصريون يشاركون في مؤتمر للمعارضة الإيرانية في باريس

زعيمة المعارضة الإيرانية: أموال النفط ذهبت في الحرب السورية

«عبداللهيان»: رعاية الإرهاب جزء من السياسة السعودية

«ظريف»: «تركي الفيصل» ربط مصيره بـ«الإرهابيين» عندما شارك في مؤتمر باريس

إيران تستدعى سفير فرنسا بطهران احتجاجا على عقد مؤتمر المعارضة بباريس

السفير الإيراني بالكويت: نتمنى ألا يكون للسعودية علاقة بمؤتمر باريس

إيران تستدعي المشرف على مكتب رعاية مصالح القاهرة بعد مشاركة نواب مصريين في مؤتمر باريس

هل تنفجر إيران؟

العرب ونقل المواجهة إلى الداخل الإيراني ... تكتيك أم استراتيجية؟!