«هيومن رايتس ووتش» تطالب بعفو فوري عن «رائف بدوي» ونشطاء يستنكرون موقف المملكة

الخميس 15 يناير 2015 06:01 ص

قالت منظمة «هيومن رايتش ووتش» إنه يتوجب على خادم الحرمين الشريفين الملك «عبدالله بن عبدالعزيز»؛ إسقاط أحكام الجلد والحبس بحق المُدون «رائف بدوي» المسجون على خلفية آرائه، مطالبة أن يمنحه الملك السعودي عفوا فوريا.

من جهته استنكر الحقوقي «فادي القاضي» في تدوينة له على حسابه على تويتر مشاركة السفير السعودي في فرنسا للتظاهرات التي خرجت في باريس لدعم حرية التعبير في أعقاب الهجوم الذي وقع على صحيفة «شارلي إيبدو»، في الوقت الذي قامت فيه السعودية بجلد المدون والناشط السعودي «رائف بدوي» 50 جلدة الجمعة الماضي. وقال «القاضي» في تغريديته«سفير السعودية في باريس بين الجموع التي تظاهرت مع حرية التعبير. لكن رائف بدوي سيُجلد غدا».

وبحسب «هيومن رايتس ووتش» فإن الاتهامات بحق «بدوي» تستند فقط إلى مُمارسته السلمية لحقه في التعبير، حيث أنشأ موقعه الإلكتروني في 2008 من أجل تشجيع الحوار حول أمور دينية وسياسية في المملكة العربية السعودية.

إلا أن السلطات السعودية قامت باحتجازه في سجن بريمان في جدة منذ إلقاء القبض عليه في 17 يونيو/حزيران 2012.

ومن جانبها قالت «سارة ليا ويتسن»، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: «العقاب البدني ليس جديدا على المملكة العربية السعودية، إلا أن جلد ناشط سلمي علنا لمجرد قيامه بالتعبير عن أفكاره، يبعث برسالة قبيحة مفادها أن لا تسامح، وتبدي السعودية استعدادها لتطبيق عقوبات وحشية وقاسية بحق الكُتاب الذين ترفض آرائهم، مضيفة «أن ما يلقاه بدوي من مُعاملة قاسية وغير عادلة، هو للأسف مجرد جزء صغير من حملة أوسع نطاقاً ضد المُعارضة السلمية في المملكة العربية السعودية».

وقال أحد شهود عملية الجلد أمام مسجد الجفالي في وسط جدة، عقب صلاة الجمعة، قال لـ«هيومن رايتس ووتش»: «إن السلطات أخرجت رائف من سيارة السجن، وأوقفوه أمام الناس المُحتشدين على شكل دائرة حوله، ثم قام الضابط بجلده 50 جلدة، وبعد انتهاء الجلد، هتف المُحتشدون في صوت واحد «الله أكبر»، ثم أخذوا رائف وأعادوه إلى السجن».

وأضاف الشاهد أن «بدوي» أُصيب بكدمات ظاهرة في جسده جراء عملية الجلد، إلا أنه تمكن من العودة إلى سيارة السجن سيرا على الأقدام دون عون من أحد. 

وكانت محكمة جدة الجزائية قد أدانت «بدوي» في البداية في يوليو/تموز 2013، وأصدرت بحقه حُكما بالحبس لمدة 7سنوات، و600 جلدة، إلا أن محكمة استئناف رفعت حد العقوبة في مايو/أيار الماضي إلى الحبس لمدة 10 سنوات، والجلد ألف جلدة. 

ويقضي حكم محكمة الاستئناف، الذي قامت «هيومن رايتس ووتش» بمراجعته، بحبس «بدوي» لمدة 5 سنوات، وغرامة مالية قدرها مليون ريال سعودي (266.000 دولارا أمريكيا) لقيامه بإنشاء موقع ليبرالي على شبكة الإنترنت، فضلا عن حكم بالحبس لمدة 5 سنوات أخرى والجلد ألف جلدة لقيامه بـ«نشر عبارات تكفيرية على صفحتة فيسبوك، وعقوق والده، إضافة إلى حظر قيامه بأي عمل إعلامي، أو السفر إلى الخارج لمدة 10 سنوات عقب إطلاق سراحه. 

وينص الحكم على تنفيذ عملية الجلد على مدى 20 مرة، بواقع 50 جلدة في كل مرة، أمام مسجد الجفالي، على أن يفصل أسبوع على الأقل بين كل مرة والتالية لها.

وأخبر نشطاء سعوديون «هيومن رايتس ووتش» أن الجلد يتم تنفيذه عادة بعصا خشبية خفيفة، ويتم توزيع الضربات على الظهر والساقين، مما يترك كدمات إلا أنه لا يؤدي إلى جرح الجلد عادة. 

ويحظر القانون الدولي لحقوق الإنسان الأحكام القضائية التي تقضي بعقوبات بدنية، من بينها الجلد، باعتبارها تشكل تعذيبا، بحسب «هيومن رايتس ووتش».

وقد صدقت المملكة العربية السعودية على اتفاقية مُناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المُهينة عام 1997.

وكانت لجنة «الأمم المتحدة» لمناهضة التعذيب قد انتقدت، في تعليقها على التقرير الأول والوحيد الذي تقدمت به السعودية إلى اللجنة، انتقدت إصدار أحكام قضائية وفرضها من جانب السلطات القضائية والإدارية ومن بينها وعلى وجه الخصوص، عقوبتا الجلد وبتر الأطراف؛ اللتان لا تتسقان مع الاتفاقية.

وتعد عملية الجلد بمثابة أحدث حلقات العقوبات القاسية التي يتم توقيعها على نشطاء حقوق الإنسان والمُعارضين السلميين السعوديين، بحسب «هيومن رايتس ووتش».

ومن بين من تعرضوا لمُلاحقة قضائية، «وليد أبو الخير»؛ محامي «بدوي»، الذي صدر بحقه حكم بالحبس لمدة 15 عاماً في يوليو/تموز 2014 فقط جراء انتقاده السلمي لانتهاكات حقوق الإنسان السعودية خلال مُقابلات إعلامية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، و«فاضل المناسف»، الذي يواجه حُكما بالحبس لمدة 14 عاماً جراء اتهامات تنبُع بشكل كبير من قيامه بمُساعدة صحفيين دوليين يقومون بتغطية احتجاجات المنطقة الشرقية ضد طريقة مُعاملة المسلمين الشيعة في دولة تهيمن عليها أغلبية من السنة، عامي 2011 و2012.

وتعرضت «سعاد الشمري»، وهي ناشطة ليبرالية أخرى، عملت مع «بدوي» على إنشاء موقعه الإلكتروني، تعرضت إلى القبض عليها في أكتوبر/تشرين الأول 2014 في مدينة جدة.

وكان ناشط سعودي على دراية بالقضية قد أخبر «هيومن رايتس ووتش» أنها تواجه اتهامات بـ«إهانة الرسول والأحاديث النبوية»؛ وهي اتهامات ذات صلة بتغريدات نشرتها على موقع تويتر عام2013، يُزعم أنها تنتقد السلطات الدينية، حيث يتم احتجاز «الشمري» أيضا في سجن بريمان بمدينة جدة.  

وفي 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، قامت محكمة الخُبر الجزائية بإدانة ناشط بارز آخر في مجال حقوق الإنسان؛ هو «مخلف الشمري»، وأصدرت بحقه حُكما بالحبس لمدة عامين و200 جلدة، وكان أحد أسباب الإدانة، قيامه بزيارة رموز شيعية بارزة في المنطقة الشرقية كبادرة حُسن نية. وكانت المحكمة الجزائية المتخصصة قد أدانته من قبل في 2013، في مُحاكمة مُنفصلة حول اتهامات بـ«بنشر الفتنة»، وانتقاد المسؤولين السعوديين في كتاباته على شبكة الإنترنت، وصدر بحقه حكم بالحبس لمدة 5 سنوات، ومنعه من السفر إلى الخارج لمدة 10 سنوات.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

هيومن رايتس ووتش السعودية الملك عبد الله عقوبة الجلد رائف بدوي وليد أبوالخير مخلف الشمري سعاد الشمري فاضل المناسف حقوق الإنسان

ازدواجية اخلاقية في الرياض .. يشجبون ويجلدون

«ذا ديلي بيست»: لماذا يجب أن نكون «كلنا رائف بدوي»؟

إدانات دولية جديدة بعد تنفيذ عقوبة الجلد علنا بحق «رائف بدوي»

الاتحاد الأوروبي يطالب السعودية بإلغاء عقوبة الجلد .. ويستنكر تطبيقها بحق «رائف بدوي»

السلطات السعودية تنفذ حكم الجلد بحق «رائف بدوي» وسط إدانات دولية

هجوم «تشارلي إيبدو» يعزز المخاطر الناتجة عن جلد السعودية لـ«رائف بدوي»

أعضاء بمجلس الشيوخ يحذرون من تضرر العلاقات السعودية الأمريكية بسبب قضية «رائف بدوي»

«إنصاف حيدر» لـ«الغارديان»: تم الضغط علي وعلى أهلي لتطليقي من «رائف بدوي»

السعودية ترجئ جلد الناشط «رائف بدوي» مجددا لأسباب صحية

بسبب عدم استقرار المنطقة .. ألمانيا توقف تصدير السلاح للسعودية

سبعة أمريكيين يتبرعون بتلقي الجلد بدلا من الناشط السعودي «رائف بدوي»

المحكمة العليا تقرر إعادة ملف قضية الناشط السعودي «رائف بدوي» إلى المحكمة الجزائية

حقيقة سجل العاهل السعودي الراحل الملك «عبدالله» في حقوق الإنسان

تنفيذا للأمر الملكي .. إطلاق سراح 2600 نزيل في سجون المملكة خلال أسبوع

عقوبة الجلد لم تنفذ في المدون رائف بدوي للاسبوع الخامس

زوجة «رائف بدوي» تطلب من ألمانيا التدخل للمساعدة في إطلاق سراحه

زوجة «رائف بدوي» تطلق حملة للتضامن معه: «زوجي قد يُعدم فساعدوني علي إنقاذه!»

السعودية تمنع وزيرة خارجية السويد من إلقاء كلمة أمام «الجامعة العربية»

السويد تُنهي تعاونها العسكري مع السعودية .. والمملكة ترد بسحب سفيرها

«رائف بدوي» يصف نجاته من 50 جلدة بـ«الأعجوبة» ويستعد لنشر كتاب في ألمانيا

إندبندنت: زوجة «رائف بدوي» تناشد ولي العهد الإفراج عنه

«الإندبندنت»: 18 فائزا بجائزة «نوبل» يدافعون عن السعودي «رائف بدوي»

«العفو الدولية»: الحكم بسجن ناشطين اثنين في السعودية «استهزاء» بالتزاماتها

انتقادات حقوقية لحكم إعدام شاعر فلسطيني بتهمة الردة في السعودية