صرح شهود عيان يمنيون بأن مسلحين تابعين لمليشيات الحوثيين، اعتدوا اليوم الأربعاء، على عدد من المشاركين في مسيرة احتجاجية بالعاصمة اليمنية صنعاء ـ التي انطلقت لتحيي الذكرى الرابعة لثورة 11 فبراير/شباط، ومؤكدًة ضمن فعالياتها على رفض الإعلان الدستوري الحوثي، وانقلابهم على السُلطة.

وقال متابعون للمشهد أن عناصر الحوثيين قاموا بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين فيما اعتدى آخرون بالضرب على عدد من المتظاهرين خلال مرور المسيرة بشارع بغداد وسط صنعاء.

وقام عناصر مليشيات الحوثيين، الذين كانوا يحملون أسلحة مكتوب عليها شعاراتهم، وفقًا للشهود، بمنع المصورين من التصوير فيما تم الاعتداء على أحدهم بعد محاولته تصوير المسيرة.

وشارك في مسيرة اليوم شخصيات يمنية بارزة من بينها «عبد الله نعمان» الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، ووزير الثقافة في الحكومة المستقيلة «أورى عثمان»، والناشطة الحقوقية اليمنية «بشرى المقطري».

من جانبها، أكدت الناشطة السياسية، وعضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل، «نادية عبدالله»، إن مسلحي الحوثي فضوا بالقوة جميع المسيرات التي خرجت اليوم، وأوضحت أن الحوثيين قمعوا بالقوة تجمعا للمتظاهرين المناوئين لهم في ساحة التغيير امام جامعة صنعاء، وكذلك مظاهرة تجمعت في «جولة كنتاكي».

وأضافت «عبدالله» أنه جرى قمع المتظاهرين الذين تجمعوا أمام وزارة الشباب والرياضية، حيث انطلقت من هنالك مسيرة باتجاه شارع بغداد وتم الاعتداء عليها وقمعها ثم جرى تغيير سير المسيرة إلى «هائل» وتم ملاحقتها والاعتداء عليها أيضا.

وأشارت إلى أن «تجمعا للشباب أمام مكتب الامم المتحدة بالعاصمة صنعاء جرى قمعهم وإشهار السلاح في وجوههم والتلفظ عليهم بألفاظ بذئية».

وكانت تيارات ثورية مختلفة بينها مجلس شباب الثورة الذي تترأسه الناشطة اليمنية «توكل كرمان»، قد دعت اليمنيين إلى الاحتشاد اليوم الأربعاء في ساحة التغيير بصنعاء وخصصت هذا المكان للرجال، بينما حددت شارع الستين الذي يقع فيه منزل الرئيس اليمني المستقيل «عبدربه منصور هادي» مكانًا للنساء.

على الجانب الآخر، دعت ما يسمى بـ«اللجنة الثورية» التابعة للحوثيين، أنصارها من الرجال إلى الاحتشاد صباحا بساحة التغيير وعصرا للنساء بشارع الستين.

جدير بالذكر أن ساحة التغيير في  العاصمة اليمنية، هي مركز الاحتجاج الدائم لثوار «11 فبراير»، وتقع قبالة جامعة صنعاء، بينما شارع الستين كان مخصصا لأداء صلاة الجمعة أسبوعيًا نظرا لكبر مساحته.

ويُشار أن ما يسمى بـ«اللجنة الثورية»، التابعة لمليشيات «أنصار الله» الحوثية،قد أطلقت في القصر الجمهوري بصنعاء يوم الجمعة الماضي، ما أسمته بـ«الإعلان الدستوري»، والذي يقضي بتشكيل مجلسين رئاسي ووطني، وحكومة انتقالية على مدى عامين.

وقد تم استقبال إعلان الحوثيين بالرفض والاحتجاج الواسع من معظم الأطراف السياسية في اليمن، الذي يعيش بالفعل فراغًا دستوريًا منذ استقالة الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» وحكومته في الـ22 من الشهر الماضي، على خلفية مواجهات عنيفة بين الحرس الرئاسي ومليشيات الحوثيين الشيعية، قد أسفرت منذ وقتئذ عن سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة اليمنية، ومحاصرة منزل الرئيس اليمني وعدد من وزراء حكومته.

وكانت ما تمسى بـ«اللجنة الثورية» التابعة للحوثيين قد أصدرت الجمعة الماضية، ما أسمته بـ«الإعلان الدستوري» بشأن شكل الدولة اليمنية الجديدة من القصر الجمهوري في العاصمة صنعاء، وتضمن هذا الإعلان تشكيل مجلس رئاسة من خمسة أعضاء ينتخبهم المجلس الوطني، وتصادق عليه «اللجنة الثورية»، إضافة إلى حل البرلمان وتشكيل المجلس الوطني الانتقالي من 551 عضوا، وذكر الإعلان وأضاف الإعلان أن «مجلس الرئاسة» سيكلف من يراه من أعضاء المجلس الوطني أو من خارجه لتشكيل «حكومة كفاءات وطنية».

ونص «الإعلان» أيضا على أن «اللجنة الثورية» تختص باتخاذ كافة الإجراءات لحماية سيادة الوطن وضمان أمنه واستقراره، كما حدد مدة عامين على الأكثر للفترة الانتقالية التي قال إنها ستخصص لإنجاز استحقاقات مؤتمر الحوار واتفاق السلم والشراكة.