انطلقت اليوم الجمعة تظاهرات حاشدة هي الأوسع منذ تولي «عبد الفتاح السيسي» رئاسة مصر، في القاهرة ومحافظات مصرية عدة عقب صلاة الجمعة، للمطالبة برحيله وإسقاط نظامه، عقب بيعه لجزيرتي تيران وصنافير المصريتين للسعودية.
ورفع المتظاهرون أعلام مصر ورددوا هتافات ورفعوا لافتات «يسقط حكم العسكر» و«ارحل» و«الشعب يريد إسقاط النظام».
وتبرز 4 شعارات في مظاهرات الجمعة، هي:«الأرض هي العرض»، الذي رفعته قوى يسارية وليبرالية، و«على جثتي»، الذي رفعته حركة 6 إبريل المعارضة، و«مصر فوق الجميع»، الذي أعلن عنه اليوم «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب»، فضلًا عن «عواد باع أرضه» (شخصية هزلية معروفة في الفلكور المصري لمن يفرط في أرضه)، وهو شعار تبنته جماعة الإخوان المسلمين.
وتظاهر الآلاف أمام نقابة الصحفيين في القاهرة ومسجد الاستقامة وناهيا بالجيزة، والحسينية والعدوة وبلبيس بالشرقية، وقرى ومدن بمحافظة الفيوم، والمنوفية والغربية والقليوبية. فيما شهد ميداني التحرير وطلعت حرب، بوسط القاهرة، حشودا كبيرة.
وأعلنت الصفحة الرسمية لحركة شباب 6 أبريل/نيسان عن فض قوات الأمن مسيرتى ميدان «مصطفى محمود» ومسجد الاستقامة بالجيزة بقنابل الغاز وبدء حملة اعتقالات بمحيط المسجدين، وبين المعتقلين «زيزو عبده» أحد أعضاء الحركة الذي اعتقل من محيط مسجد «مصطفى محمود».
هذا وأفادت الأنباء الواردة من مصر بأن قوات الأمن اعتقلت 35 شخصا أثناء تفريق التظاهرات، وذكرت مصادر أمنية أن قوات الأمن اعتقلت 25 شخصا في الإسكندرية، في حين اُحتجز عشرة آخرون في القاهرة.
جمعة الأرض
وعبر صفحات التواصل الاجتماعي تصدر وسم «جمعة الأرض» محتلا المرتبة الأولى في مصر والثالثة على مستوى العالم.
الناشط الحقوقي «جمال عيد» مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان، علق عبر الوسم قائلا«المصريين في الشوارع أكتر من الرز السعودي»، مضيفا «هاشتاج #جمعة_الأرض بتاع الناس الحقيقية هزم هاش تاج الكتائب الالكيترونية ،،إحنا السنة واحنا الفرض، إحنا الناس بالطول والعرض».
أما الحقوقي «هيثم أبو خليل» مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان فقال «من يتظاهرون في شوارع وميادين مصر الآن لإستعادة مصر ممن أختطفها هم أفضل من فينا ويمسحون وجه مصر من نفايات المنافين والرقاصين!»، مضيفا «رغم كل المجازر والقتل والاعتقالات وإرهاب العسكر .. شوارع مصر تتعطر من جديد بولادها المخلصين»، مؤكدا أن «اليوم كان ناجحا بامتياز، يكفي أنه كسر حاجز الخوف وجمع الفرقاء علي مشترك واحد مش مستعجلين ونفسنا طويل».
البرلماني المصري السابق «محمد العمدة» قال «مش مهم نتائج جمعة الأرض، المهم إنها جمعت شركاء ثورة يناير علي مطلب رحيل النظام، وطالما اجتمعنا فقد أصبح النصر في مرمي البصر».
أما Dr Mahmoud Refaat فقال «بسبب قضية الإيطالي ريجيني يتابع العالم باهتمام تعامل النظام مع المواطنين في #جمعة_الأرض أي استخدام مفرط للقوة سؤدي لسقوط النظام دوليا».
وناشد الناشط «أحمد حسن الشرقاوي» المصريين بالنزول والحشد فقال «التجمع أمام نقابة الصحفيين بوسط القاهرة.. انزل وشارك ودافع عن بلدك وأرضك».
وكذلك حساب «الخطاري» قال «مسيرة من أمام دار القضاء العالي تستعد للانضمام لتجمع نقابة الصحفيين كرة الثلج تكبر وتكبر -- انزل وضم»، لافتا إلى أن «السيسي في البحر الأحمر يترقب من يخونه من الضباط، ويموت في كل دقيقة ألف مرة يومك جاي جاي بإذن الله ومن خان سيخان».
الأوقاف: التظاهرات تهدف لإثارة الفوضى
استنكر وزير الأوقاف المصري، «محمد مختار جمعة»، الدعوات للخروج في مظاهرات على خلفية إعلان تبعية جزيرتي تيران وصنافير لسعودية، قائلا إنه «لا مبرر لها وخصوصا بعد كلمة الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي حول هذا الملف».
ونقل موقع أخبار مصر تصريحات «جمعة» عن وكالة أنباء الشرق الأوسط حيث قال: «لا مبرر مطلقا لتلك الدعوة بعد أن شرح الرئيس عبدالفتاح السيسي وأكد أن مصر لا يمكن أن تفرط في حبة تراب واحدة من أرضها الغالية علينا جميعا، كما أننا لا يمكن أيضا أن نعتدي على الآخرين أو نأخذ شيئا من حقوقهم، وأن الأمر برمته ووثائقه سيكون تحت نظر مجلس النواب ليقرر ما يرى وفق الوثائق التي تحدثت عنها وزارة الخارجية وبعض القانونيين المتخصصين».
الدعوة السلفية تحرم التظاهرات
إلى ذلك وجه مشايخ الدعوة السلفية، وقياداتها خطبة الجمعة، اليوم، لتحريم الاعتصامات والتظاهرات ضد الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، التى دعا لها البعض تحت عنوان: «الأرض هى العرض»، وأعلن تنظيم الإخوان رسميا مشاركته فيها.
وأوضحت مصادر بلجنة الخطابة بالدعوة السلفية، أن الشيخ «سعيد محمود»، مسئول الخطباء، دعا لضرورة شمول الخطبة على التعاون على البر والتقوى وضرورة مساندة الدولة، والدعوة لنصرتها.
ونفى الدكتور «ياسر برهامى»، نائب رئيس الدعوة السلفية، ما تردد فى بعض وسائل الإعلام حول دعمه للمشاركة فى التظاهرات المتعلقة برفض اتفاقية جزيرتى تيران وصنافير، مؤكدا أن ما نشر على لسانه كذب رخيص.
وقال «برهامى» فى بيان له، إن الدعوة للتظاهر لها خلفية سياسية أكثر بكثير من كونها وطنية.
وقال الشيخ «أحمد الخطيب»، أحد مشايخ السلفية بطنطا لصحيفة «الوطن» المصرية: نرفض الخروج للتظاهر، فهو حرام شرعا، فالقاعدة الشرعية تقول إن منهج الإسلام تجاه التظاهر على الحكام أمر محرم بكافة أنواعه حتى لو أطلقوا عليه حرية تعبير عن الرأى، فكلها أمور محرمة فى الإسلام، فأجمع أئمة الإسلام على ذلك، ودونوه فى كتب العقيدة.
ويواجه «السيسي» انتقادات متزايدة في الأشهر الأخيرة بسبب مجموعة من القضايا من بينها إدارة الاقتصاد.
وأثار الإعلان المفاجئ عن الاتفاق خلال زيارة العاهل السعودي «سلمان بن عبد العزيز» إلى القاهرة الأسبوع الفائت موجة غضب مصرية في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ضد «السيسي».
وأطلق نشطاء دعوات للتظاهر ضد الاتفاق تنطلق من عدد من المساجد وعدد من المحافظات.
وحذرت الشرطة المصرية الخميس «من أى محاولات للخروج على الشرعية»، مؤكدة في بيان أنها «سوف تتخذ كافة الإجراءات القانونية الحاسمة حفاظا على حالة الأمن والإستقرار».
وعززت قوات الأمن من تواجدها منذ الصباح في عدد من ميادين العاصمة حيث تمركزت قوات للشرطة في محيط ميدان التحرير، بؤرة الثورة التي اسقطت الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك في العام 2011.
والتظاهرات في مصر ممنوعة بموجب قانون يسمح فقط بالتظاهرات التي تحصل على ترخيص من وزارة الداخلية.
ودعا نشطاء علمانيون وإسلاميون إلى التظاهر متهمين السيسي بـ«بيع الجزيرتين للسعودية مقابل حزمة الاستثمارات السعودية».