قالت وكالة «رويترز» أن الحملة العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية لمنع الحوثيين من حكم اليمن والسيطرة عليه قد تحدد دور المملكة في الشرق الأوسط لسنوات، كما ستحدد معالم الخصومة الإقليمية بينها وبين إيران حليفة الحوثيين.
وإذا نجحت الحملة فإنها ستعزز مكانة الرياض كزعيمة فعلية للدول السنية بالمنطقة التي استطاعت جمعها في تحالف للمشاركة في عملية مسلحة معقدة.
وبحسب الوكالة فإن عملية «عاصفة الحزم» تعكس اتباع نهج أكثر حزما وصرامة في مواجهة ما ترى السعودية أنه مطامح توسعية لإيران في العراق وسوريا ولبنان والبحرين.
وحذرت «رويترز» في تقرير لها، من أن الفشل فقد يضعف قدرة الرياض على إقناع الحلفاء والجيران بالانضمام إليها في مغامرات في المستقبل وقد يكون نكسة لعاهلها الجديد الملك «سلمان» وكذلك كبار الأمراء الآخرين في أوائل حكمه.
ويصدق الوضع نفسه على ابنه الأمير «محمد» الذي أصبح بوصفه وزيرا للدفاع وجه الحملة، ويظهر إلى جانب ابن عمه وزير الداخلية وولي ولي العهد الأمير «محمد بن نايف» وهو يوجه العمليات على شاشات التلفزيون.
وقال «عبد الخالق عبد الله»، أستاذ العلوم السياسية في الإمارات العربية المتحدة: «تؤكد هذه الحملة أن السعودية قوة ذات ثقل في المنطقة لكنهم خاطروا».
وأضاف «عبد الله»، المعروف بقربه من دوائر الحكم في أبوظبي، «إذا فشل هذا الأمر فإن إيران ستتجرأ كثيرا .. في هذه المنطقة المعتاد أن تكون لعبة ناتجها صفر أو التعادل بين طهران والرياض. وهذا اختبار للعاهل الجديد والسعودية».
وتريد الرياض أن تعيد بعض الاستقرار ونفوذها في اليمن بالعمل على أن يكتسب الرئيس «عبد ربه منصور هادي» من القوة ما يكفي لإجبار خصومه على التفاوض.
وتشرف الرياض على عمليات طائرات الحلفاء وتنسق دور عدة قطع لقوات بحرية وتقوم بإعداد قوات برية.
وحذر أحد المراقبين قائلا إن السعودية ربما تفرط في التركيز على الإستراتيجية العسكرية ولا تركز بدرجة كافية على الإستراتيجية والمفاوضات السياسية التي ستأتي بعد ذلك إذا نجحت خطتها العسكرية، بحسب الوكالة.
وقال «جون جنكنز» رئيس المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في البحرين وهو سفير بريطاني سابق في الرياض «يجب أن تكون هناك غاية سياسية. الهدف ... كان أن توجد حكومة شرعية يمكنها البقاء. ولا أدري هل هذا الهدف يمكن بلوغه في ضوء تقدم الحوثيين».