قتل 90 مدنيا معظمهم نساء وأطفال، منذ بداية شهر رمضان، جراء قصف القوات العراقية لمدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار غربي البلاد، فيما أفاد مصدر طبي من المدينة أن 21 مدنيا قتلوا اليوم فقط نتيجة القصف.
وفي مؤتمر صحفي، عقدة اليوم السبت في مبنى البرلمان، قال النائب «حامد المطلك»، الذي ينتمي لائتلاف الوطنية العراقي، (يضم نواب شيعة وسنة، ويتزعمه نائب رئيس الجمهورية غياد علاوي)، أضاف أن القصف تسبب أيضا في إصابة 100 من المدنيين، في الفلوجة (ذات الغالبية السنية) منذ بداية رمضان، بخلاف القتلى.
وأشار «المطلك»، خلال المؤتمر الذي نقلته وكالة الأناضول للأنباء، إلى أن «الإرهاب لا يعالج بالبراميل الحارقة التي لا ترحم ولا تميز، وحرق البيوت،وإنما بالتسامح والتعاون واعتماد المعلومات الدقيقة وفق خطط علمية وتفعيل الجانب الاستخباري».
وأضاف: «إننا نترقب من رئيس الوزراء (حيدر العبادي) تحقيق المصالحة الوطنية بإلغاء القوانين الجائرة ومعالجة مآسي النازحين».
من جانبه، أوضح أبو محمد الدليمي، أحد شيوخ ووجهاء مدينة الفلوجة، أن «مناطق الهيتاوين وقرى زوبع جنوب وجنوب شرق الفلوجة، تعرضت لقصف عنيف من قوات الجيش».
وأضاف الدليمي، في تصريحات للوكالة، أن «عشرات المدنيين سقطوا بين قتيل وجريح نتيجة قصف الجيش منازلهم بشكل عشوائي».
فيما قال مصدر طبي في مستشفى الفلوجة العام، لوكالة الأناضول: «مستشفى الفلوجة العام استقبل اليوم فقط، جثث 21 مدنيًا بينهم 7 أطفال و5 نساء و26 جريحا بينهم 11 امرأة و6 أطفال نتيجة القصف العنيف لقوات الجيش بالمدفعية وقذائف الهاون والصواريخ على منازلهم في مناطق الهيتاوين وقرى زوبع ومناطق متفرقة من الفلوجة، حسب شهادات الجرحى».
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الحكومة العراقية، التي غالبا ما تنفي استهداف المدنيين.
وكان مجلس محافظة الأنبار، طالب، القوات الأمنية العراقية، نهاية الشهر الماضي، بوقف عمليات قصف المدنيين بمدينة الفلوجة التابعة للمحافظة والخاضعة لسيطرة «الدولة الإسلامية»، والتركيز على قصف مواقع التنظيم فيها.
وفي بيان أصدره المجلس، آنذاك، أوضح أن «العديد من الأبرياء من المدنيين وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن لقوا مصرعهم في قصف القوات الأمنية على مدينة الفلوجة خلال الأشهر الماضية».
وأضاف المجلس أنه يوجد في الفلوجة «أسر يحاصرها داعش (الدولة الإسلامية) ويمنع خروجها، إلا بشروط ومقابل مبالغ مالية، وهذا ينطبق على جميع مناطق محافظة الأنبار الخاضعة لسيطرة المجموعات الإرهابية».
وتعرضت القوات العراقية مؤخرا لانتكاسات عديدة في محافظة الأنبار، كان آخرها سيطرة «الدولة الإسلامية»، منتصف شهر مايو/آيار الماضي، على مدينة الرمادي بالكامل، وهي مركز المحافظة، فيما انسحبت القوات الأمنية إلى قاعدة «الحبانية» الجوية شرق الرمادي، ونزحت آلاف العائلات عن المدينة باتجاه بغداد ومحافظات وسط وجنوب العراق.
وبالرغم من خسارة «الدولة الإسلامية» عددا كبيرا من المناطق، التي سيطر عليها العام الماضي، في محافظات ديالي، ونينوى وصلاح الدين، لكنه ما زال يسيطر على أغلب مدن ومناطق الأنبار منذ مطلع عام 2014 الماضي.