أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، أنها نقلت 46.4 طنا من المساعدات العاجلة إلى محافظة عدن، جنوبي اليمن، لإنقاذ الأرواح، حيث أصبحت معظم المنشآت الصحية «غير عاملة»، بسبب القتال والنقص الحاد في الإمدادات.
وفي بيان، نشرته وكالة رويترز، أضافت المنظمة، أن تلك المساعدات، من بينها علاجات أولية للصدمة، وأدوية لعلاج الملاريا وأمراض الإسهال، وإمدادات المياه والصرف الصحي لأكثر من 84 ألف شخص.
وأوضحت المنظمة أنه تم نقل تلك المساعدات في 6 شاحنات في إطار قافلة تابعة للأمم المتحدة.
وتابعت: «الحصول على الرعاية الصحية في عدن محدود للغاية بسبب القتال المستمر ومعظم المنشآت الصحية في المحافظة وعددها 31 منشأة غير عاملة بسبب النقص الحاد في الإمدادات الطبية والوقود الذي تحتاج إليه المولدات».
وقتل أكثر من 3 آلاف شخص، وتشرد أكثر من مليون آخرين، جراء القتال بين الحوثيين والموالين لهم من جهة، والقوات الموالية للرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» من جهة أخرى، وفق إحصاءات من جهات مختلفة.
ونقلت الوكالة، عن «يوهانس فان دير كلاوف»، منسق الأمم المتحدة في اليمن، قوله إن «قافلة المنظمة الدولية وصلت إلى عدن مطلع الأسبوع لكن الحصص المقدمة من برنامج الأغذية العالمي في عشرات الشاحنات تأخرت».
وأضاف للصحفيين في جنيف: «استغرق تنظيم المرور الآمن عدة أيام، وصلت إلى عدن يوم السبت، وهذه هي أول مرة نتمكن فيها من إيصال قافلة إلى عدن منذ أسابيع».
وكانت وزارة الصحة التابعة لـ«الحوثيين» باليمن، أعلنت أمس، أن الخدمات الطبية والصحية توقفت بشكل كامل فى 11 محافظة بالبلاد، أي نصف المحافظات البالغ عددها 22، بسبب نقص الإمكانيات وغياب الكوادر الطبية والفنية.
وتسبب نقص الوقود باليمن جراء الحرب الدائرة منذ أشهر، في نشر الأمراض وتوقف بعض المستشفيات، واستمرار المعاناة في أرجاء البلد القاحل حيث يعتمد الحصول على المياه غالبا على مضخات تعمل بالوقود.
وتظهر تقييمات لجهات إغاثية وتجارية أن اليمن يحتاج لاستيراد أكثر من 500 ألف طن من الوقود شهريا.
ووفق الأمم المتحدة، فإن 80% من السكان –أي 21 مليون شخص– يحتاجون للمساعدة أو الحماية، وأكثر من 10 ملايين شخص لا يجدون الطعام ومياه الشرب بسبب النزاع الذي أوقع أكثر من 3200 قتيل نصفهم من المدنيين منذ أواخر مارس/آذار الماضي.
وأعلنت الأمم المتحدة الخميس الماضي، عن «هدنة إنسانية غير مشروطة» في اليمن تبدأ من يوم الجمعة (الماضي) وتستمر حتى نهاية شهر رمضان (سيكون على الأرجح في 17 يوليو/تموز الجاري)، وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة «ستيفان دوغريك» إن الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» «نقل موافقته على هذه الهدنة إلى قوات التحالف».
لكن الأطراف على الأرض لم تلتزم بهذه الهدنة؛ حيث شهد اليمن، صباح أمس السبت، معارك عنيفة وغارات جوية لتحالف «عاصفة الحزم»، على مواقع المتمردين الحوثيين، الذين قصفوا أحياء سكنية في تعز .