قالت «الأمم المتحدة» أمس الجمعة إن هناك حاجة الآن لمبلغ 1.6 مليار دولار لمواجهة «كارثة وشيكة» في اليمن حيث ينفذ تحالف تقوده السعودية ضربات جوية ضد ميليشيات «الحوثيين» في حملة تهدف إلى إعادة إرساء حكم الرئيس «عبدربه منصور هادي».
وقال المتحدث باسم «الأمم المتحدة»، «ينس لاركه» خلال مؤتمر صحافي «يقدر أن أكثر من 21 مليونا أو 80% من السكان يحتاجون الآن لشكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية».
وذكر أن «ستيفن أوبراين» وكيل الأمين العام لـ«الأمم المتحدة» للشؤون الإنسانية وجه النداء لتقديم التمويل المعدل وأبلغ المانحين بأن «كارثة وشيكة» تلوح في أفق اليمن في ظل معاناة الأسر في البحث عن الطعام.
اتهامات متبادلة بإفشال مؤتمر جنيف
على صعيد آخر، ألقى كل من وفد الحكومة اليمنية إلى مشاورات جنيف والوفد «الحوثي» وحلفاؤه التهمة على الآخر بإفشال المشاورات، التي أجريت تحت رعاية الأمم المتحدة دون تحقيق أي نجاح.
وقال مصدر في الحكومة اليمنية إن «الحوثيين» هم من يتحملون فشل المفاوضات في جولتها الأولى، مؤكدا أنهم جاءوا إلى جنيف بقصد التشويش ولم يتفقوا حتى على الوفد الذي سيفاوض.
وأكد المصدر الذي رفض الكشف عن هويته أن «الحوثيين» يبحثون عن هدنة مؤقتة لإعادة تموضعهم والتوسع على الأرض، ولا يريدون تطبيق القرار الأممي 2216.
وبالمقابل، حمل الوفد «الحوثي» أعضاء وفد الحكومة اليمنية مسؤولية فشل مشاورات جنيف وعدم توصلها إلى نتائج إيجابية، وأوضح رئيس الوفد «حمزة الحوثي» في مؤتمر صحافي عقب ختام اليوم الأخير من المشاورات أن الطرف المقابل، حاول فرض أجندات يجعل من خلالها الأطراف المتشاورة في المؤتمر طرفين فقط، الأمر الذي تم رفضه من قبل المكونات السياسية.
وأشار «الحوثي إلى أن المشاورات كانت أولية حسب «الأمم المتحدة»، على أن تتبعها خطوات لاحقة سيتم الإعلان عن موعدها، لاحقا حسب ما أعلنه المبعوث الأممي الخاص لليمن.
وأكد «الحوثي» على ضرورة أن تشمل مشاورات الأزمة اليمنية، كافة المكونات السياسية التي تقود المرحلة في البلاد، لافتا إلى أن هناك أعمال عرقلة من قبل بعض القوى والأطراف حتى لا يتم الخروج من مؤتمر جنيف بنتائج إيجابية.
يأتي ذلك بعد أن انتهت المشاورات بشأن الأزمة اليمنية التي عقدت في جنيف السويسرية تحت رعاية «الأمم المتحدة» دون تحقيق أي نجاح.
وقد حمل وزير الخارجية اليمني «رياض ياسين» المسؤولية في ذلك على «الحوثيين» وأنصارهم من حزب الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح».
وقال «ياسين» إن المشاورات انتهت ولم يتم الاتفاق على موعد جديد لجولة ثانية من المحادثات. واعتبر أن مشاورات جنيف بشأن اليمن لم تفشل لكنها لم تأت بالنجاح الذي كان متوقعا.
وكان مصدر في وفد الحكومة اليمنية قال إن قرار الوفد مغادرة جنيف يأتي التزاما بالجدول الزمني المقرر لهذه المشاورات التي تم تمديدها حتى مساء أمس الجمعة.
ونفى المصدر تحقيق أي تقدم بشأن العراقيل التي حالت دون تفعيل عمل هذه المشاورات.
وأفاد مصدر صحافي بأن المبعوث الدولي الخاص إلى اليمن «إسماعيل ولد الشيخ أحمد» قد اجتمع صباح اليوم السبت مع وفد «الحوثيين» وحلفائهم، كما اجتمع بعد ظهر اليوم بوفد الحكومة.
وقال المصدر إن المشاورات انتهت دون لقاء بين طرفي النزاع اليمني، مشيرا لعدم تحقيق أي تقدم في أي جانب من الجوانب المطروحة للنقاش.
وأضاف أن الخلاف حول تمثيل الجانبين بقي مستمرا كما هو حيث لم يحدد «الحوثيون» وأنصارهم من يمثلهم في المشاورات التي طالبت فيها «الأمم المتحدة» بتحديد أسماء سبعة أشخاص بالإضافة لثلاثة مستشارين لهم.
وسعت «الأمم المتحدة» إلى الاتفاق على خطة من عشر نقاط، بينها وقف إطلاق النار وانسحاب المسلحين من المدن دون إحداث فراغ أمني وتعيين فريق أمني أممي لمراقبة وقف إطلاق النار.
وكان الأمين العام لـ«الأمم المتحدة»، «بان كي مون» قد دعا الإثنين الماضي في افتتاح المشاورات إلى هدنة إنسانية على أن تكون خلال شهر رمضان.