«رويترز»: دفة الحرب في اليمن تتحول لصالح دول الخليج

السبت 25 يوليو 2015 10:07 ص

اعتبرت وكالة «رويترز» للأنباء أن سيطرة قوات المقاومة الشعبية التابعة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بدعم من قوات التحالف الذي تقوده السعودية على مدينة عدن جنوبي اليمن أعطى دفعة معنوية وربما قوة دفع عسكرية حاسمة للقوات المدعومة من دول الخليج والتي تسعى لكسر شوكة الحوثيين الذين تراهم ألعوبة في يد إيران.

وقالت في تقرير لها السبت إن ضياع ميناء عدن الجنوبي الاستراتيجي من يد الحوثيين في غضون أيام قلائل شاهدا على هذا التحول.

قال «عبد الخالق عبد الله» خبير العلوم السياسية بالإمارات العربية المتحدة إن دول الخليج العربية ترى في اليمن أرضا تثبت فيها عزيمتها على مواجهة طهران، مشيرا إلى أن السيطرة على عدن الأسبوع الماضي يبرهن على قوة هذا العزم.

وأضاف «إذا كانت أمريكا وإيران على وفاق الآن... فهذا يصور ما هو آت - نحن مستعدون للدفاع عن حلبتنا»، في إشارة إلى الاتفاق النووي الذي توصلت إليها القوى العالمية الكبرى مع إيران والذي يمكن أن يمهد لتقارب بينها وبين الولايات المتحدة.

ومضى قائلا «في هذه اللعبة التي تكون محصلتها صفرا تحول ميزان القوى بالمنطقة لصالح دول الخليج بعد خسارة إيران في اليمن».

وتمكن آلاف من أفراد القوات المناهضة للحوثيين من انتزاع السيطرة على عدن لأسباب منها جهد عسكري أعدت له دول الخليج العربية على مدى أسابيع طويلة ودربت لأجله متطوعين يمنيين، وفقا لرويترز.

ونشرت دول الخليج بما فيها السعودية والإمارات بعضا من قواتها الخاصة وساندت المجهود الحربي بمئات من الضربات الجوية.

‭‭‭‭ ‬‬‬‬التحالف مع «صالح»

لكن ما تحقق من تقدم ربما يعود في جانب منه لجهود إضعاف دعامة رئيسية من دعائم قوة الحوثيين تتمثل في التحالف مع الرئيس السابق «علي عبد الله صالح» الذي تدين له بالولاء وحدات بالجيش ربما كانت أقوى قوة عسكرية في البلاد.

وتكمن جذور هذه العلاقة في التكتيك لا في التعاطف الأيديولوجي. فصالح والحوثيون كانا يوما خصمين عتيدين لكن جمعت بينهما العام الماضي قضية مشتركة ضد أعداء مشتركين.

وهذه الخطوة التي تتماشى مع التحولات المستمرة على الساحة السياسية باليمن أعطت الحوثيين تميزا واضحا على أرض المعركة.

ويقول دبلوماسيون وسياسيون يمنيون إن ممثلين عن «صالح» -الذي حاصر الموالون له عدن مع الحوثيين في مارس/ آذار وأبريل/ نيسان الماضيين يتفاوضون مع دبلوماسيين من الإمارات.

فإن كللت الخطوة بالنجاح فقد تعطي قوة دفع حاسمة للدول الخليجية المتحالفة مع الولايات المتحدة التي تدخلت عسكريا في مارس/ آذار الماضي لإعادة السلطة إلى الرئيس «عبد ربه منصور هادي واحتواء نفوذ إيران بالمنطقة.

وقال «فارع المسلمي» خبير الشؤون اليمنية في مركز «كارنيغي للشرق الأوسط» «تعمل دول الخليج على التدريب العسكري والتزويد بالسلاح الذي ساق الأحداث في اليمن لكنها تعمل في نفس الوقت من خلف الأبواب على فصل صالح عن الحوثيين».

وقال «عادل الشجاع» القيادي بالحزب الذي يتزعمه «صالح» إن المفاوضات بين ممثلي الرئيس السابق والولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات لإيجاد حل سياسي للأزمة... «حققت تقدما كبيرا حتى الآن».

وقلل دبلوماسي غربي من أهمية الاتصالات، قائلا إنها تأتي في إطار مناقشات معتادة مع المسؤولين اليمنيين.

فيما نفى حزب «صالح» عقد أي لقاءات في بيان رسمي وكتب مسؤول بالحزب تغريدة قال فيها إن «صالح» يعارض فكرة مغادرة البلاد.

وقال سياسي من الحكومة اليمنية إن المحادثات تركزت على رحيل «صالح» عن اليمن.

وكان الرئيس السابق خلال عقوده الثلاثة في السلطة قد نجح في الحفاظ على توازن حساس بين الجماعات المسلحة والجماعات القبلية المتنافسة.

السياسة رأسا على عقب

ورغم أنه أرغم على التنحي عام 2012 في إطار خطة انتقال سياسي توسط فيها الخليج عقب احتجاجات حاشدة على حكمه، ظل «صالح» لاعبا سياسيا مؤثرا يعمل من خلف الكواليس متمتعا بحصانة بموجب الاتفاق.

والآن.. بات مصير «صالح» محل تساؤل من جديد. وقال دبلوماسي إن «صالح يراهن كدأبه.. لكنه يراهن الآن على البقاء أكثر منه على السلطة».

أيد «صالح» الحوثيين عندما سيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر/ ايلول وزحفوا جنوبا باتجاه عدن مع قوات «صالح» مما دفع العرب للتدخل في 26 مارس آذار الماضي.

وقال سياسي يمني «يتحدثون إليه لإخراجه من البلد. هم يدركون أنه ليس بوسعه أن يحكم البلد مرة أخرى لكن بوسعه أن يدمره».

ومن المرجح أن تكون عدن قاعدة لأي توسع للحملة البرية التي تدعمها دول الخليج ويرى القادة أن تدريبهم للقوات اليمنية ضروري لنجاحها.

وقال المسؤول «أهم شيء هو إعادة تنظيم الجيش من البداية على نحو عصري ووطني وقيام التحالف (الخليجي) بتدريبه على القتال وتزويده بالعديد من المدرعات والمدفعية والأسلحة الآلية الحديثة».

وقال قائد كبير في القوات المناهضة للحوثيين إن «الموقف انقلب تماما رأسا على عقب بعد المعركة على عدن وسيحدث هذا في الجنوب كله قريبا جدا».

وأضاف أنه من المزمع القيام بهجوم آخر في الأيام القادمة في موقع ما بالشمال اليمني، حيث تستعر المعارك أيضا بين مقاتلين مدعومين من الخليج وعناصر من الحوثيين.

لكن قوة الدفع قد تتباطأ إن اقترب القتال من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون حيث أن مناطق وسط وشمال اليمن بمثابة قلعة تأييد لهم مليئة بمؤيدين مسلحين تسليحا كثيفا.

وأنهت القوات المدعومة من الخليج حصارا حوثيا مشددا على عدن قطع عنها إمدادات الغذاء والوقود التي تحتاجها بشدة.

وقال السياسي اليمني إن 4 وزراء وصلوا يوم الخميس في إطار المبادرة لإحياء الدولة وإصلاح البنية التحتية وتجديد المؤسسات التي خربتها الهجمات على المدينة.

لكن التحالف العربي وبخاصة الإمارات -التي يقول مقاتلون محليون إنها اضطلعت بدور قيادي في هجوم عدن- قدم تضحيات لدعم التقدم، حيث سقط ضابطان إماراتيان على الأقل في حين أن تقديم النصح للفصائل المحلية في عدن وإخراج نعش ملفوف بالعلم من طائرة عسكرية في البلاد أبرزا أن التزام التحالف بدأ الآن يؤتي ثماره ويحول مسار الحملة.

  كلمات مفتاحية

اليمن الخليج عدن عاصفة الحزم الحوثيين علي صالح

وصول أول طائرة إغاثة إماراتية إلى مطار عدن

ألف قتيل و9 آلاف جريح في عدن منذ بدء المواجهات

طائرة سعودية محملة بالسلاح تصل مطار عدن في أول رحلة منذ 4 أشهر

فريق فني إماراتي يصل اليمن لإعادة تشغيل مطار عدن خلال 24 ساعة

أنصار «هادي» يستعيدون مطار عدن .. والحوار «احتمال بعيد»

تحرير عدن.. ومستقبل اليمن

مقتل 100 مدني في قصف خاطئ للتحالف العربي علي مدينة سكنية غربي اليمن

مصادر: لقاء سري في الأردن برعاية «بن نايف» و«كارتر» لإنهاء القتال في اليمن

الحوثيون ينفون رفض زعيمهم الالتزام بالهدنة ويؤكدون: لا حسابات له عبر «تويتر»

ما بعد تحرير عدن: تحديات هادي في الجنوب

«الدفاع الوطني» برئاسة «هادي» يقر إدماج «المقاومة الشعبية» فى الجيش والأمن

اليـمن ما بعد معــركة عــدن

الحوثيون يتعرضون لانتكاسات جديدة قرب عدن

لماذا ينبغي على السعودية وقف حربها فورا؟

تركيا تجمد أموال «صالح» ونجله «أحمد» و3 من قادة «الحوثي»

حكاية «نصر إلهي»

خيارات صعبة: هل يمكن للولايات المتحدة إيقاف الحرب في اليمن؟

القوات الموالية للرئيس هادي تسيطر على مدينة تعز

الحوثيون وميليشيات «صالح» يدفعون بتعزيزات عسكرية إلى تعز

اليمن و«منصور النقيدان» و«الإصلاح»

اليمن بعد التحرير .. خطر التقسيم وعودة «الإخوان»

المبعوث الأممي يصل مسقط حاملًا 8 شروط لوقف الحرب في اليمن

«جيزان» مقابل «عدن» !

«هادي»: الشعب لن يقبل بنقل التجربة الإيرانية الفاشلة إلى اليمن

الأزمة اليمنية .. خيارات الأطراف في ظل التحولات العسكرية

قوات خليجية بأحدث تكنولوجيا في صحراء اليمن

«فورين أفيرز»: الحملة السعودية في اليمن تعمق الانقسامات داخل حركة الحوثي

عودة الحياة بشكل متخبط إلى عدن يمثل اختبارا للأمن الذي يدعمه الخليج

هل يؤدي النصر على الحوثيين لانفصال جنوب اليمن؟

«رويترز»: النصر يراوغ السعودية في حرب اليمن