وصل وفد إيراني رفيع المستوى إلى العاصمة العراقية بغداد للتوسط من أجل حل الخلاف بين رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» وسلفه «نوري المالكي» الذي يتولى حالياً منصب نائب رئيس الجمهورية، على خلفية الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي تشهدها مدن عراقية.
وكشف مصدر حكومي عراقي لصحيفة «العربي الجديد» الأحد إن الوفد الإيراني يهدف إلى احتواء التظاهرات التي تشهدها بغداد والمحافظات الجنوبية، بعد توجيه الاتهام لـ«ائتلاف دولة القانون» الذي يترأسه «المالكي» بإثارتها في بعض المناطق.
وأضاف أنّ المسؤولين الإيرانيين التقوا الطرفين، وأكّدوا لهما خطورة التظاهرات التي اتخذت الطابع العلماني، دون أن يوضح موعد الزيارة أو هوية أعضاء الوفد.
وبحسب المصدر، فقد أبدى الوفد الإيراني استعداده لمساعدة الحكومة العراقية في احتواء الغضب المتزايد ضدها في الشارع العراقي والمساهمة في تلبية بعض مطالب المتظاهرين المتعلقة بالواقع الخدماتي.
وحذر الوفد من خطورة تمدّد الاحتجاجات التي رفعت شعارات معادية للأحزاب الإسلامية، والتي حظيت بتأييد شريحة واسعة من العراقيين، وفقا للمصدر ذاته.
واعتبر مراقبون أن توسط إيران يعبر عن قلقها على حلفائها (الشيعة) في العراق الذين يحكمون البلاد منذ 12 عاماً.
يذكر أن الاحتجاجات الشعبية بدأت قبل نحو أسبوعين في بغداد على خلفية تكرار الانقطاعات في شبكة الكهرباء والتي تصل إلى 12 ساعة يوميا، في جو صيفي حار تتجاوز الحرارة فيه خمسين درجة مئوية، قبل أن تمتد الاحتجاجات إلى مناطق متفرقة من البلاد، خاصة الجنوب للمطالبة بمكافحة الفساد وتحسين مستوى المعيشة.