أعلن الاتحاد الأوروبي وتركيا، اتفاقهما على «مبادئ عريضة»، لخطة تستهدف تخفيف حدة أزمة الهجرة.
ونقل موقع تليفزيون «بي بي سي» الإنجليزي، أن الطرفين لم يتوصلا خلال قمتهما الطارئة في بروكسل إلى قرار نهائي بشأن هذه الخطة، التي اقترحها رئيس الوزراء التركي «أحمد داوود أوغلو».
وقال «دونالد توسك» رئيس المجلس الأوروبي إن «المهاجرين غير النظاميين المتدفقين على اليونان، ستتم إعادتهم إلى تركيا».
ومقابل كل مهاجر يُعاد، تريد تركيا من الاتحاد الأوروبي أن يقبل لاجئا سوريا تنفيذا لمبدأ «شخص مقابل شخص»، وأن يقدم مزيدا من التمويل، ويسرع مباحثات انضمام تركيا للاتحاد.
ومن المقرر أن تستأنف المحادثات بين الجانبين التركي والأوروبي قبل القمة الأوروبية المرتقبة خلال الشهر الجاري.
وتواجه أوروبا أزمة لاجئين تعد الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، كما أن أغلبية هؤلاء المهاجرين يصلون إليها عبر تركيا.
وتستضيف تركيا حاليا 2.7 ملايين لاجئ هربوا من الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، ويريد الاتحاد الأوروبي من تركيا استعادة المهاجرين الذين لا يحق لهم الحصول على صفة لاجئ، إضافة إلى إجراء مزيد من الدوريات في مياهها الإقليمية.
وتطالب الحكومة التركية في المقابل بمضاعفة المساعدات الأوروبية الخاصة للتخفيف من وطأة المهاجرين في بلادها.
وقال رئيس وزراء لوكسمبورغ «كزافييه بيتل»، في تغريده له على «توتير» إن «رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك سيبحث تفاصيل الاقتراح مع الجانب التركي قبل قمة الاتحاد الأوروبي المقرر عقدها في 17-18 مارس/ آذار الحالي».
وصرح مدير مكتب المفوضية الأوروبية «مارتن سيلماير»، في تغريده له: «إنجاز مع تركيا، والتزام واضح بالعودة إلى اتفاقية شنغن بحلول نهاية العام الحالي».
وقال رئيس الوزراء البريطاني «ديفيد كاميرون» إن «القادة الأوروبيين يمتلكون إمكانيات التوصل إلى إنجاز»، مضيفا أن ذلك يعني أن «جميع المهاجرين الذين يصلون إلى اليونان قد تتم أعادتهم إلى تركيا».
وأضاف «كاميرون»، أن «بريطانيا لن تشارك في برنامج إعادة التوطين»، مشددا على أنه لديهم «موقف حازم من هذه القضايا».
وشهد العام الماضي، توجه أكثر من مليون مهاجر، بينهم الكثير من اللاجئين، إلى أوروبا عبر طرق غير نظامية.
وقالت إحدى المهاجرات السوريات «نرجس الشلبي»، التي تقطن في مخيم للاجئين في اليونان إن «ما نقوم به هنا، هو النوم، فنحن ننام ثم نصحو لننام مجدداً».
وأضافت: «عندما نجوع، نذهب لنقف في طابور لمدة ساعتين لنحصل على ساندويش، ثم نعود لننام مجدداً».
وخلفت الحرب التي يشنها نظام «بشار الأسد»، ضد الثورة التي قامت ضد حكمه قبل 5 سنوات، قرابة 5 ملايين لاجئ فروا من جحيم الحرب، إلى مختلف دول العالم، تحتضن منه تركيا أكثر من نصفهم، بحسب ما نشره موقع الحكومة السورية المؤقتة بالخارج في يناير/ كانون الثاني الماضي.
ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عاما من حكم عائلة «الأسد»، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ودفع سوريا إلى دوامة من العنف، ما أسفر عن مقتل أكثر من 250 ألف، بحسب إحصائيات أممية.