كشفت مصادر مطلعة، أن عمليات ترحيل المواطنين اليمنيين الشماليين، من محافظة عدن وبعض المحافظات الجنوبية الأخرى الجنوبية، مؤخرا، هي جزء من مخطط لتسريع عملية انفصال شمال اليمن عن جنوبه، مؤكدة دعم دولة الإمارات لهذا المخطط.
وقالت مصادر يمنية مطلعة في شبوة (جنوب)، في تصريحات خاصة لـ«الخليج الجديد»، إن اليمنيين الشماليين المقيمين في المحافظة بدأت بالفعل إجراءات ترحيلهم، ومن يرتبط بأعمال أو سبب يستدعي الإقامة يشترط حصوله على كفالة أحد الجنوبيين.
وأضافت المصادر ذاتها، أن تلك الإجراءات «بدأت تعمم في عدة محافظات جنوبية أهمها عدن وشبوة وأبين».
فيما قالت مصادر خليجية، لـ«الخليج الجديد»، إن «إجراءات التقسيم المتسارعة لا يمكن أن تتم دون موافقة الإمارات التي تعاظم نفوذها في عدن ومحافظات جنوبية أخرى».
يشار إلى أن محافظ عدن «عيدروس الزبيدي»، هو من قيادات الحراك الجنوبي الانفصالي، وله تصريحات شهيرة عن ضرورة طرد الاحتلال الشمالي، كما ظهر فور تسلمه منصبه وبجواره علم الانفصال.
في السياق ذاته، أكد مصادر يمنية أن القيادة الجديدة لمحافظة عدن تعمل منذ شهور على إفراغ المدينة من شريحة واسعة من أبناء المناطق الشمالية، مشيرة إلى أنه تم ترحيل أعداد كبيرة من المحافظة قبل عملية الترحيل التي تمت أمس الأول، تحت ذريعة مكافحة الاختلالات الأمنية، ومكافحة الإرهاب.
وأضافت أن مدير أمن عدن ينفذ أجندة تشطيرية معلنة، وهو لا يخفي سعيه لفصل جنوب اليمن عن شماله.
الترحيل بعلم الإمارات
من جهتهم، حمل ناشطون يمنيون دولة الإمارات، التي تدير الوضع الأمني في مدينة عدن ترحيل عمال وباعة من أبناء محافظة تعز من المدينة.
وأجمع الكثير من الناشطون اليمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي على أن عملية الترحيل ما كنت لتتم لولا علم السلطات الإماراتية وربما إدارة منها لعملية الترحيل التي كان مرتب لها على شكل دقيق.
وقال الأستاذ الجامعي «هاني بجاش»: «أنا شاهد عيان حتى اللحظة، حملة شرسة منظمة مدعومة من الإمارات على أصحاب الشمال، بعيني شاهدت أكثر من 200 جندي باللباس العسكري وطقوماتهم فقط في نقطة الرباط مدخل عدن وما بالك بغيرها يتم القبض على أي شمالي كان داخلا أم خارجا من عدن، ليس الأمر بلطجة بقدر ما هناك ما يحركهم».
وفي ذات السياق، كتب الصحفي «مأرب الورد» أيضا: «عبث الإمارات أصبح معروفا ومكشوفا ويتعاظم على حساب مصلحة اليمنيين».
اجتماع قيادات انفصالية يمنية في الإمارات
ومنتصف الشهر الماضي، كشفت مواقع محلية يمنية أن لقاء، وصف بالمهم، عقد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، ضم عددا من القيادات الجنوبية بينهم الرئيس السابق لليمن الجنوبية «علي سالم البيض»، وأول رئيس وزراء يمني بعد الوحدة، «حيدر أبو بكر العطاس»، وناقش خطة لتحويل اليمن إلى دولتين فيدراليتين.
ووفقا للمواقع، فإن هذه اللقاءات تأتي في إطار اللقاءات المستمرة لتقريب وجهات النظر بين جميع القيادات الجنوبية للتوافق على رؤية واضحة تنطلق من مشروع «العطاس» لإقامة دولتين فيدراليتين في اليمن، وهو المشروع الذي قدمه إلى مؤتمر جامعة هارفرد الأمريكية في العاصمة العمانية مسقط مطلع الأسبوع الجاري، للاتفاق حول إطار سياسي شامل يشارك في لقاء الكويت.
وبحسب المواقع، فإن أعضاء ما يسمى لجنة الاتصال الجنوبية حضروا اللقاء، لجانب الرئيسين، وهم: «لطفي شطارة، والسفير قاسم عبدالرب، وعبد الله ناصر رشيد، وعلي جار الله، وسالم جبران».
وكان «العطاس» قد اقترح رؤية سياسية ضمن الاجتماع السنوي لجمعية الطلاب العرب بجامعة هارفرد، في مسقط في 2 أبريل/نيسان الجاري، اقترح فيها دولة اتحادية بين الشمال والجنوب، من إقليمين، لفترة انتقالية لمدة خمس سنوات، مع اعتماد النظام الفيدرالي في كل إقليم، ثم يتحول الإقليمان إلى دولتين فيدراليتين، ضمن وحدة كونفيدرالية، تنضم لاحقا إلى مجلس التعاون الخليجي. (طالع المزيد)
يذكر أن قيادات بارزة من جنوب اليمن اجتمعت في وقت سابق من العام الماضي في الإمارات، التي يتهمها نشطاء يمنيون بدعم انفصال جنوب اليمن عن شماله، حيث تأوي قيادات جنوبية كثيرة تدعو للانفصال، وتعيش في أبوظبي على نفقة ولي عهدها «محمد بن زايد»، كما أن قواتها هي التي تسيطر على محافظة عدن الجنوبية وتلعب دورا بارزا في العملية السياسية بعد تحرير عدن كمحاولة لجر الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» للقبول بهذا الموقف.
وكان نائب رئيس شرطة دبي الفريق «ضاحي خلفان» المقرب من دوائر الحكم في الإمارات اعترف في تغريدات سابقة له بما أسماه دولة اليمن الجنوبي، مطلقا على عاصمة اليمن صنعاء وصف «شنعاء».
وكان تقرير نشره موقع «ميدل إيست آي» البريطاني في مارس/آذار الماضي قال إن مصلحة دولة الإمارات تقضي بتقسيم اليمن إلى شمال وآخر جنوبي.
«محمد بن زايد» يتبنى الانفصاليين اليمنيين
في السياق ذاته، قال المغرد السعودي الشهير «مجتهد»، منتصف الشهر الماضي، إن الشيخ «محمد بن زايد» ولي عهد أبوظبي يتبني الانفصاليين في اليمن ويستضيفهم في الإمارات دون أي تنسيق مع السعودية.
وفي تغريدات له عبر «تويتر»، أضاف «مجتهد» أن «بن زايد» يستقبل الانفصاليين الجنوبيين في أبوظبي مع «السماح لهم بالتصوير مع مسؤولين إماراتيين دون أي تنسيق مع محمد بن سلمان».
من ناحية أخرى، أكد المغرد السعودي أن «الإمارات تصر على سحب الذخيرة والمعدات اللوجستية التي بحوزة قواتها وعدم تركها للمقاومة رغم إنها ملك التحالف كما تدعي القيادة السعودية».
واعتبر «مجتهد» أن السببين السابقين ضمن أهداف زيارة ولي ولي العهد السعودي الأخيرة إلى الإمارات. (طالع المزيد)
وقال في تغريدة أخرى: «رحلة بن سلمان لأبوظبي هدفها امتصاص مشكلة كبيرة بين البلدين وذلك بتفاهم مباشر مع بن زايد على نقطتين تكاد تدمر الخطة السعودية في اليمن»، في إشارة إلى نقطتي تبني الانفصاليين الجنوبيين ورفض تسليم الأسلحة للمقاومة الشعبية اليمنية.
يذكر أن الشيخ «محمد بن زايد» ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، استقبل الشهر الماضي، الأمير «محمد بن سلمان بن عبدالعزيز»، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية.