قال مسؤول يمني إن الرئيس «عبدربه منصور هادي» أصدر قرارا بإقالة «أحمد علي صالح» نجل الرئيس السابق «علي عبدالله صالح» من منصب سفير اليمن لدى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتأتي هذه الإقالة بعد ساعات من الكشف عن محاولة «علي صالح» عقد صفقة مع السعودية في الساعات الأخيرة قبل انطلاق عملية عاصفة الحزم، التي أطلعته الإمارات على تفاصيلها. حسث أرسل ابنه «أحمد» للقاء الأمير «محمد بن سلمان»، وعرض الانقلاب على الحوثيين مقابل اسقاط العقوبات الدولية عن صالح، وتأكيد حصانته وولده. لكن الرياض رفضت بصورة قاطعة وتمسكت بضرورة إعلانه الالتزام بشرعية هادي ومرجعية المبادرة الخليجية. (طالع المزيد)
وقال مصدر، تحدث لـ«الخليج الجديد»، إن القرار يعكس تصعييد المواجهة ضد «صالح» وولده، وليس ضد الحوثيين فقط، باعتبار المخلوع هو الطرف الرئيسي فيها بما له من نفوذ على وحدات بالجيش اليمني. كما انه يضع تساؤلات حول استمرار تلقيه دعما من أبوظبي التي تخشى أن ينتج عن عودة الحكومة الشرعية استعادة التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان في اليمن) دوره السياسي المتصاعد عقب الثورة.
وكان «هادي» عين الابن الأكبر للرئيس المخلوع «صالح» الذي كان رئيسا للحرس الجمهوري، سفيرا في الإمارات العربية المتحدة عام 2012، وهو ما يعني إبعاده عن العمل الدبلوماسي بعد أن تم عزله من أحد أهم مناصب النفوذ في البلاد.
ويتمتع «أحمد علي صالح» ووالده بنفوذ كبير على وحدات الجيش التي تقاتل إلى جانب ميليشيات «الحوثيين» وتستهدفها ضربات جوية ينفذها تحالف عسكري بقيادة السعودية منذ ثلاثة أيام.
وغادر «هادي» الخميس الماضي مدينة عدن التي لجأ إليها بعدما سيطر «الحوثيون» على صنعاء ثم حضر القمة العربية في شرم الشيخ قبل أن ينتقل إلى السعودية.
وكان الرئيس اليمني «هادي» قد ألمح في 14 سبتمبر/أيلول الماضي لتورط الإمارات في دعم «الحوثيين» للتخلص من «الإخوان»، مشيرا إلى تقارب وتعاون بين «الحوثيين» و«حزب المؤتمر الشعبي العام» الذي يتزعمه «صالح».
وتستضيف الإمارات - بحسب مصدر دبلوماسي يمني - ثمانين شخصا من عائلة الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح» على أراضيها بينهم نجله «أحمد»، كما استقبلت أعدادا أخرى من أقرباء وعائلة الرئيس السابق «علي عبدالله صالح» - بحسب موقع «مأرب برس» - قبيل «عاصفة الحزم» بيوم وبعضهم بيومين وفي مقدمتهم العميد «أحمد علي عبدالله صالح» وأخيه المقدم «خالد علي عبدالله صالح».
ووفقا لتقرير مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي، تلقى «الحوثيون» مساعدة صريحة من الحرس الجمهوري المنظم من قبل أفراد من عائلة «صالح»، وهو ما سهل غزوهم لصنعاء وسيطرتهم على مبان ووزارات حكومية متعددة، كما عزز «الحوثيون» سيطرتهم على شمال وغرب البلاد بدعم من وحدات النخبة في الجيش اليمني المرتبطة بعائلة «صالح».
وكشف الكاتب السعودي «جمال خاشقجي» عبر حسابه علي «تويتر» عن أن «أحمد علي صالح»، نجل الرئيس اليمني المخلوع؛ هو من يقود الميليشيات المسلحة المتقدمة في عدن، لافتا إلى أن مسؤولا سعوديا كبيرا حذره من أن قواته ستفنى، إذ لم تنسحب فورا، وترددت أنباء عن قصف رتل عسكري يقوده موالون لنجل صالح أمس الجمعة في طريقة لعدن بالفعل.
وأضاف «خاشقجي» أن عملية «عاصفة الحزم»، «قطعت الطرق أمام مشروع سياسي يتوج به أحمد علي صالح زعيما، بدخوله منتصرا لعدن، كما أنها قطعت الطرق على إيران للقيام بعملية إنزال بحري بميناء عدن، كضمانه لتولي ابن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح».