حذرت «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) اليوم الأربعاء، من أن الوضع في قطاع غزة بمثابة «قنبلة زمنية» للمنطقة.
وقال المفوض العام للوكالة «بيير كرينبول»، في بيان صحافي بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لبدء الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، إن منزلا واحدا من أصل أكثر من 12 ألف منزل مدمرة كليا لم يشهد إعادة بناء رغم مرور 315 يوما على وقف إطلاق النار.
وذكر «كرينبول» أن استمرار تعثر إعمار غزة يترك حوالي 120 ألف شخص بلا مأوى في ظل المستويات العالية من البطالة وغياب الآفاق لدى الشباب في القطاع.
وشدد على أن المطلوب هو عمل سياسي حازم وعلى عدد من الجبهات للتوصل لإحداث التغيير اللازم للنموذج في قطاع غزة، بدءا برفع الحصار وضمان الحقوق والأمن للجميع والسماح بزيادة الصادرات من غزة لتحفيز الانتعاش الاقتصادي وحرية الحركة للمدنيين.
ونبه «كرينبول» إلى أن النزاع الأخير في غزة حصد أروح أكثر من 1500 مدني، يشملون 551 طفلا، فيما الأسباب الجذرية للنزاع ما تزال غير معالجة.
وذكر أن اليأس والعوز والحرمان من الكرامة الناتجة عن الحرب التي دارت في العام الماضي وعن الحصار قد أصبحت واقع الحياة بالنسبة للأشخاص العاديين في غزة”.
وشدد على وجوب المساءلة عن انتهاكات القانون الدولي في نزاع صيف العام الماضي في غزة وأن يتم إجراء تحقيقات استنادا إلى المعايير الدولية لتمكين ضحايا الانتهاكات من الحصول على تعويض فوري ومناسب.
وبشأن وتيرة إعمار غزة، ذكر «كرينبول» أن هذا الأسبوع سيتم صرف أول دفعة تعويضات لأصحاب المنازل المدمرة كليا في الهجوم الإسرائيلي لإعادة بناء منازلها، داعيا إلى مزيد من التمويل الدولي لهذا الغرض.
وختم «كرينبول» بيانه بتأكيد أنه «في شرق أوسط يعاني من عدم استقرار متزايد، فإن إهمال احتياجات وحقوق السكان في غزة يعد مخاطرة لا ينبغي على العالم أن يقوم بها».
وقالت «أونروا»، مطلع يوليو/تموز الجاري إنها قد تضطر إلى إغلاق 700 مدرسة، في مناطق عملياتها بسبب نقص التمويل.
وقال «عدنان أبو حسنة»، المتحدث باسم «أونروا» في قطاع غزة، إن العجز المالي للوكالة قد يضطرها إلى إغلاق 700 مدرسة، مطلع العام الدراسي المقبل، في مناطق عملياتها الخمس (قطاع غزة، والضفة الغربية، ولبنان، وسوريا، والأردن)، تضم نحو نصف مليون طفل.
وأضاف «أبو حسنة»: «حتى الآن لا يوجد قرار رسمي بشأن إغلاق أي مدرسة، لكن عجز الوكالة المالي والذي وصل إلى 101 مليون دولار في العام الحالي، قد يدفعنا إلى عدم فتح المدارس واستقبال الطلبة».
وأشار المتحدث باسم «أونروا» إلى أن 252 مدرسة في قطاع غزة، تقدم خدماتها لنحو 248 ألف طفل، مهددة بالإغلاق في حال لم يتم إيجاد حل للعجز المالي.
وتقول «أونروا» إنها تعاني من نقص في التمويل، يمنعها من تقديم المساعدات المالية للاجئين الفلسطينيين الذين تقول، إن عددهم أكثر من 5 ملايين.
وبحسب «الأمم المتحدة»، فإن قرابة 1.3 مليون لاجئ، يعيشون في قطاع غزة، و914 ألفا في الضفة الغربية، و447 ألفا في لبنان، و2.1 مليون في الأردن، و500 ألف في سوريا.
وفي وقت سابق، حذر المفوض العام لـ«أونروا» من أن الوكالة تواجه أخطر أزمة مالية لها على الإطلاق.
وأضاف أن عزلة واستبعاد وحرمان لاجئي فلسطين في سوريا وغزة والضفة الغربية والأردن ولبنان تمثل قنبلة موقوتة في منطقة الشرق الأوسط في ظل مخاوف قرابة خمسة ملايين لاجئ فلسطيني من انقطاع المساعدات.