أعلن العاهل السعودي، الملك «سلمان بن عبد العزير»، اليوم الجمعة، عن الاتفاق على مشروع لتشييد جسر يربط بين المملكة ومصر عبر البحر الأحمر .
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الملك «سلمان» و«السيسي» في أعقاب جلسة مباحثات بينها، وتابعه مراسل «الخليج الجديد».
وقال الملك إن الجسر البري المزمع إنشاؤه سيكون منفذا دوليا للمشاريع الواعدة بين مصر والسعودية.
بينما قال السيسي معقبا: «اسمح لي جلالة الملك أن نطلق على هذا الجسر جسر الملك سلمان بن عبد العزيز».
أيضا أكد العاهل السعودي في كلمته على أن مناورات «رعد الشمال»، التي شاركت فيها أكثر من 20 دولة على أراضي المملكة، الشهر الماضي، وبينها السعودية ومصر، « وجهت رسالة تؤكد على أن وحدتنا في قوتنا».
وأشار إلى أن زيارته إلى مصر، التي بدأت أمس الخميس، وتتواصل لمدة 5 أيام، تهدف إلى «تعزيز العلاقات» بين البلدين.
وفي كلمته التي سبقت كلمة العاهل السعودي اعتبر «السيسي» التنسيق المصري السعودي «نقطة انطلاق لعبور مرحلة دقيقة تمر بها المنطقة».
وأضاف في هذا الصدد أن التعاون بين البلدين «سيساهم في حل المشكلات في اليمن وفلسطين».
وعقب الكلمتين، بدأ الملك «سلمان» والسيسي في شهادة توقيع عددا من الاتفاقيات بين البلدين.
وشمل ذلك توقيع اتفاقية لإنشاء «جامعة الملك سلمان» في منطقة سيناء (شمال شرقي مصر)، وأخرى لإنشاء محطة لتوليد الكهرباء في القاهرة.
وكان السفير المصري لدى السعودية «ناصر حمدي»، قال إن مشروع الجسر البري بين البلدين لن ينفذ، موضحا في تصريحات لموقع «سبق» الإخباري السعودي، الإثنين الماضي، أن «مشكلات بيئية» (لم يوضحها) تمنع إقامة هذا الجسر.
ومشروع الجسر البري بين السعودية ومصر ليس جديدا؛ حيث أن أول من طرحه كان ملك السعودية الراحل، «فهد بن عبد العزيز»، غير أن المشروع لم يكتب له النجاح.
ثم تجدد الحديث عن المشروع في العامين 2006 و2007 بعد كارثة غرق «باخرة السلام»في البحر الأحمر في فبراير/شباط 2006، وكان على متنها 1415 مصريا، لكن الفكرة لاقت اعتراضا من الرئيس المصري المخلوع، «حسني مبارك».
وتجدد طرح المشروع في عام 2013 على يد الرئيس المصري «محمد مرسي»، الذي أطاح به الجيش في «انقلاب عسكري»منتصف العام ذاته.
وآنذاك، تردد أن «إسرائيل» ترفض إقامة هذا الجسر، وترى أن إقامته فوق جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين عند مدخل خليج إيلات يمثل «تهديدًا استراتيجيًا لها؛ لكونه يعرّض حرية الملاحة من وإلى منفذها البحري الجنوبي للخطر».
وكان العاهل السعودي وصل إلى مصر في وقت سابق من يوم أمس الخميس، وترافقت الزيارة مع وعود من جانب الرياض بتوقيع اتفاقيات هامة للاقتصاد المصري.
وهذه أول زيارة رسمية يقوم بها الملك «سلمان» إلى القاهرة منذ توليه الحكم خلفا لأخيه الملك «عبد الله» في يناير/كانون الثاني 2015، لكنه قام بزيارة وجيزة لمنتجع شرم الشيخ المصري في مارس/آذار العام الماضي للمشاركة في مؤتمر دولي لدعم وتنمية الاقتصاد المصري.
وأغدقت السعودية ودول الخليج المساعدات على مصر منذ الانقلاب العسكري في يوليو/تموز2013 على «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، لكن مراقبون يقولون إنها شعرت بالإحباط على نحو متزايد بسبب عجز حكومة «السيسي» عن معالجة الفساد، وضعف الاقتصاد، وتقلص الدور المصري على الصعيد الإقليمي، ومواقف سياسية للقاهرة تتعارض مع السياسات السعودية.