خبير اقتصادي: الودائع الخليجية لا تكفي لحل أزمة الدولار بمصر

الاثنين 25 أبريل 2016 06:04 ص

أكد خبير اقتصادي أن الدعم الأخير الذي تلقته مصر من الإمارات بقيمة 4 مليارات دولار، سيساعد في رفع الاحتياطي النقدي الأجنبي؛ لكنه غير كاف لحل أزمة الدولار.

وقال الخبير الاقتصادي المصري «عز الدين حسنين»، إن الدعم الإمارات بواقع ملياري دولار لدعم الاحتياطي النقدي الأجنبي وملياري دولار للاستثمار، من «شأنه أن يساعد نسبيا في رفع الاحتياطي النقدي الأجنبي، لكنه غير كاف لحل أزمة الدولار».

وأشار إلى أن «مصر بحاجة إلى 50 مليار دولار كرصيد للاحتياطي النقدي الأجنبي، لكي تؤمن الاحتياجات الأساسية»، وفقا لـ«الأناضول».

وأكد أن «الاعتماد على المنح والودائع الخليجية ما هو إلا مسكن مؤقت تزول آثاره سريعا، طالما موارد الدولار للدولة معطلة أو ضعيفة»، مضيفا «المساعدات الخليجية مجرد مناورة تكتيكية، فقط لكسب مزيد من الوقت لحين تحسن الأنشطة الاقتصادية».

وتابع «رصيد الاحتياطي بعد مساعدة الإمارات وربما السعودية لدعم المركزي والقروض المنتظرة من الجهات الأخرى، بمثابة أعباء على الدولة والتزامات كبيرة تحتاج لإيرادات مستدامة للدولار لتغطيتها وقت اللزوم أو في تاريخ استحقاقها».

وشدد على أن «تتم تنمية الاحتياطي بصفه مستمرة، تكون من موارد مستدامة للدولار مثل السياحة والتصدير وعوائد قناة السويس وتحويلات العاملين وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة».

واستبعد أن يلجأ «المركزي المصري» إلى تعويم الجنيه، معللا ذلك بـ«أنه سيهدر قيمة الجنيه، وستتأثر الدولة والمواطنون سلبا»، مضيفا «ليس من المعقول أن يترك المركزي المصري الدولار وفق العرض والطلب، بينما الدولة المصرية ما تزال مستوردة بامتياز ولديها عجز مرتفع في الميزان التجاري».

واقترح الخبير الاقتصادي، أن يتم ضبط نشاط شركات الصرافة أو غلقها لمدة عامين، وتجريم التعامل بالدولار خارج الجهاز المصرفي.

ووافق المركزي المصري الأربعاء الماضي، على شطب تراخيص 9 شركات صرافة نهائيا من السوق المصرية، بسبب ثبوت تلاعبها بسوق الصرف والمضاربة على الدولار بالسوق الموازية.

ويقول متعاملون إن سعر الدولار ارتفع بالسوق الموازية لنحو 11 جنيها، مقابل 8.78 جنيها في البنك المركزي.

وبلغ صافى الاحتياطي الأجنبي لدى مصر نحو 16.5 مليار دولار مع نهاية آذار/مارس الماضي.

وكان «محمد بن زايد آل نهيان» ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في ختام زيارته للقاهرة الأسبوع الماضي، بتقديم مبلغ 4 مليارات دولار دعما لمصر، ملياران منها توجه للاستثمار في عدد من المجالات التنموية وملياران وديعة في البنك المركزي لدعم الاحتياطي النقدي المصري.

وقال «طارق فايد»، نائب محافظ البنك المركزي المصري حينها، إن البنك لم يتسلم الوديعة الجديدة ويأمل في استلامها خلال الأسبوع الجاري، مؤكدا أنه سيتم الإعلان عن ذلك فور تلقيها من الجانب الإماراتي.

ولم تنجح مساعي البنك المركزي خلال الفترة الماضية سواء بخفض سعر العملة أو العطاءات الاستثنائية أو إغلاق شركات الصرافة في القضاء على السوق السوداء أو حتى تخفيف حدة هبوط الجنيه فيها.

وكان البنك المركزي قد خفض قيمة الجنيه إلى 8.85 جنيه للدولار من 7.73 جنيه في 14 مارس/آذار وأعلن أنه سيتبنى سعر صرف أكثر مرونة. 

ورفع المركزي لاحقا سعر الجنيه قليلا إلى 8.78 جنيه للدولار ولكن خبراء يقولون إن الجنيه مازال مبالغا في قيمته.

ويبلغ السعر الرسمي الجديد للجنيه في تعاملات ما بين البنوك 8.78 جنيه بينما يشتري الأفراد الدولار من البنوك بسعر 8.88 جنيه.

ويسمح البنك رسميا لمكاتب الصرافة ببيع الدولار بفارق 15 قرشا فوق أو دون سعر البيع الرسمي لكن من المعروف أن مكاتب الصرافة تطلب سعرا أعلى للدولار عندما يكون شحيحا.

وتعاني مصر كثيفة الاعتماد على الواردات من نقص في العملة الصعبة منذ ثورة يناير 2011 والقلاقل التي أعقبتها وأدت إلى عزوف السياح والمستثمرين الأجانب وتراجع إيرادات قناة السويس والعاملين في الخارج.

وقال «طارق عامر» محافظ المركزي المصري في مقابلة تلفزيونية الشهر الماضي «لا توجد أزمة عملة (في مصر) بل أزمة إدارة في سوق العملة، لدينا خطط بديلة خلال الثلاثة أشهر المقبلة لتنظيم السوق»، ولم يخض في تفاصيل عن هذه الخطط.

وتعرض الجنيه المصري لضغوط مع تناقص الاحتياطيات، لكن البنك المركزي متردد في خفض قيمته تخوفا من تأجيج التضخم الذي يقع بالفعل في خانة العشرات.
 
وبدلا من ذلك، فإن البنك يسعى إلى المحافظة على الاحتياطيات لتمويل واردات الغذاء والوقود والدواء ومكونات الصناعة، عن طريق فرض القيود على الودائع المصرفية والتحويلات المتعلقة بواردات السلع والخدمات غير الأساسية.
 
لكن القيود تعرقل حركة الصناعة والتجارة، وتزيد صعوبة تحويل إيرادات المستثمرين الأجانب إلى الخارج.
 
ويقول الاقتصاديون إن تلك المشاكل والقناعة الواسعة بعدم إمكانية تفادي خفض قيمة العملة، تثني المستثمرين الأجانب الذين تحتاجهم مصر عن إعادة بناء الاحتياطيات النقدية.

 

  كلمات مفتاحية

مصر أزمة الدولار الودائع الخليجية البنك المركزي المصري

الإمارات تخصص 4 مليارات دولار لدعم مصر

لأول مرة.. الدولار يتجاوز حاجز 10.50 جنيه في السوق السوداء بمصر

خبير اقتصادي يتوقع انخفاض العملة المصرية إلى 12 جنيه مقابل الدولار

الجنيه المصري يهبط 50 قرشا أمام الدولار بالسوق السوداء وسط طلب متزايد

مساعدات إماراتية جديدة لمصر في مجال النقل والمواصلات ومشروع قناة السويس

مصر.. كذبة خفض الأسعار ومهزلة الثلاثة جنيهات

مصر تسعى لاستلام الوديعة الإماراتية الشهر الجاري

مصر .. أين مليارات السعودية والإمارات؟

عجز الموازنة المصرية يسجل 25.1 مليار دولار في 8 أشهر

مسؤول مصري: الوديعة الإماراتية ستوجه مباشرة لسداد ديون بـ1.7 مليار دولار

«ستاندرد آند بورز» تخفض توقعاتها لتصنيف مصر إلى سلبية من مستقرة

تخفيض التصنيف السيادي لمصر.. الأوضاع الاقتصادية تتفاقم

لغز «نجيب ساويرس»

البرلمان المصري يهدد بفصل نوابه حال تحدثوا عن «أزمة الدولار»

تجار السوق السوداء بمصر يتحدون المركزي ويمارسون نشاطهم من الخارج

محافظ المركزي المصري يلمح لانخفاض جديد للجنية أمام الدولار

الدولار يزحف نحو 13 جنيهاً في «السوق المصرية السوداء»

جنيه مصر المتهاوي وحكومة "أهل الشر"

«الأزهر» في بيان إلكتروني: استغلال واحتكار «الدولار» عمل «مخالف» لشرع الله

شركات الصرافة المصرية في مرمى الإلغاء بسبب «السوق السوداء»

بنوك مصرية توقف بطاقات الخصم في الخارج مع تصاعد أزمة الدولار