إخوان الأردن يواجهون تحديات جديدة .. وبني ارشيد اختار «السجن» عن «الإعتذار» للإمارات

الأحد 22 فبراير 2015 08:02 ص

لا يمكن الرهان كثيرا على تلك التحذيرات التي يطلقها قادة أساسيون أو سابقون في جماعة الإخوان المسلمين الأردنية تحت عنوان الإنقسام المحتمل ووصوله إلى مساحات خطيرة جدا أو غير مسبوقة بعد صدور قرار لافت ونادر بفصل المراقب العام الأسبق الشيخ عبد المجيد الذنيبات قطعيا من الجماعة.

تهمة الذنيبات التي يشكك بشرعيتها عمليا تمثلت في انه قاد محاولة لتوقيع عريضة تقدم لوزارة الداخلية لترخيص حزب جديد بإسم الأخوان المسلمين. 

محاولة الذنيبات الذي يناكف منذ عامين تقريبا المراقب العام الحالي الشيخ همام سعيد ستعبر عن تغيير كبير في قواعد اللعبة وتنطوي على «انشقاق» رسمي إذا ما إكتملت وسط شكوك بان المبادرة مدعومة بثورة خفية من السلطات أو من بعض الجهات التي يقول الشيخ مراد العضايلة، مسؤول ملف الإعلام في حزب جبهة العمل الإسلامي، بانها تقف وراء محاولات التأزيم والتوتير مع الحركة الإسلامية.

المكر السيء يحيق بأهله حسب ما فهمت «القدس العربي» مجددا من الشيخ العضايلة، وجماعة الأخوان يتم التحرش بها حتى تتنازل عن خطابها ومطالبها الإصلاحية، وذلك لن يحصل في كل الأحوال فالجماعة ستواصل مطالبتها بالإصلاح الجذري والحقيقي. 

على هذا الأساس قررت جماعة الأخوان، في مكتبها التنفيذي الذي يترأسه الشيخ همام سعيد، التقدم برسالة رد قوية على مسلسل تحرشات الشيخ الذنيبات الذي يناكف منذ عامين المكتب التنفيذي الحالي العامل بمثابة حكومة التنظيم الأخواني.

الرد كان قاصما ويتمثل في تسجيل سابقة نادرة وهي فصل المراقب العام الأسبق.

قبل ذلك كان الذنيبات قد ناكف قيادة الجماعة الأم بعدة وسائل، فعقد مؤتمرا بإسم الإصلاح الداخلي في مدينة إربد شمالي البلاد، وخطط لعقد آخر في مدينة الكرك جنوبا، وتقارب مع مجموعة زمزم التي إتهمت بالخروج عن الشرعية التنظيمية وأطلق تصريحات علنية تحدث فيها عن إختطاف الجماعة وعن وجود «تنظيم سري» داخلها يحكم المسارات.

قبل ذلك ايضا خالف الذنيبات قرار مؤسسات الجماعة وقبل عضوية مجلس الأعيان، الأمر الذي إنتهى بالرد عليه وفصله من الجماعة علما بأن المكتب التنفيذي الحالي لم يفصل سابقا اي عضو كما أبلغ «القدس العربي» الناطق بإسم الأخوان الشيخ سعود أبو محفوظ.

كثيرون توقعوا عمليا بأن يمتنع الشيخ سعيد الذي يقود القرار في المطبخ الأخواني عن التوقيع على توصية مجلس الشورى بخصوص فصل الذنيبات من عضوية الجماعة، لكن الأخير فعل ذلك وصدر القرار فعلا الأربعاء الماضي.

في رأي مراقبين كثر فإنّ توقيع الشيخ سعيد على قرار فصل سلفه الذنيبات، هو تحول لافت في الصدام الداخلي في جماعة الأخوان المسلمين، يمكن ان يؤثر سلبا على المؤسسات الأخوانية وينقل الخلافات لها ويهدد وحدة الجماعة، حسب رأي القيادي المؤسس والمخضرم في الجماعة الشيخ عبد اللطيف عربيات.

لم تصدر ردة فعل مباشرة على مثل هذا القرار من الشيخ الذنيبات، الذي يتهمه مجلس الشورى بتحدي المراقب العام والمؤسسات الشرعية عبر حملته الداعية لترخيص حزب جديد باسم الاخوان المسلمين. 

القرار أوصل الخلاف الى نقطة الصدام الفعلية بين القيادة الحالية لمؤسسة الاخوان ومجموعة التيار الاصلاحي بقيادة الذنيبات، الذي سارع لإتهام القيادة التي قررت فصله ـ ويقصد الشيخ سعيد والمقربين منه – بأنها «غير راشدة» وتتشبه بمحكمة أمن الدولة والأنظمة التعسفية.

الخطوة تصعيدية بامتياز وفقا للقيادي البارز الأسبق في الجماعة الدكتور بسام العموش الذي حذر من انفلات الصدام وطالب ناصحا بالاستدراك لمواجهة ما يصفه بأخطر انقسام في تاريخ جماعة الاخوان الأردنية.

العموش تقدم بمبادرة سريعة لإنهاء الخطر تشمل إلغاء جميع قرارات الفصل، وإلغاء العلاقة مع مكتب الارشاد الاخواني في مصر، وأردنة خطاب الجماعة، واستقالة القيادة الحالية، وتشكيل قيادة مؤقتة من خارج طرفي الصراع.

وكان ابو محفوظ قد أبلغ «القدس العربي» قبل عدة ايام بأن المكتب التنفيذي هو جهة الاختصاص في قرارات الفصل وتجميد العضوية، وبأنه لم يصدر عنه قرارات بالفصل خلافا لما اعلنته الجماعة في بيان لها وصل «القدس العربي» ظهر الاربعاء، بخصوص شطب عضوية الشيخ الذنيبات.

ويبدو أن مسالة فصل الذنيبات تعبر عن اختبار قوة ناتج عن الصدام المباشر مع الشيخ همام سعيد، خصوصا وأن مصادر إخوانية تتحدث عن فصل نحو 50 قياديا من شعبتين في فترة ولاية الشيخ الذنيبات في الماضي.

بعيداعن هذه الاعتبارات من المرجح الآن أن يزداد الصدام والانقسام حدة داخل جماعة الأخوان المسلمين مع صعود متجدد في شعار «أردنة» الحركة، وهي عبارة تعني اليوم بلغة مباشرة «إقصاء» القيادة الحالية للجماعة.

اللافت ان مشروع الذنيبات بخصوص ترخيص حزب جديد يبرز لواجهة الأحداث مباشرة بعدما قررت محكمة محلية عقوبة السجن لمدةعام ونصف ضد الرجل الثاني والقوي في التنظيم، الشيخ زكي بني إرشيد، الذي رفض كما أعلن عضايلة على صفحة الفيسبوك تقديم «الاعتذار» فيما سمي بقضية «الإساءة للإمارات»، وفضل البقاء في السجن وتحمل العقوبة التي يعتقد انها كانت قاسية. 

التزامن فيما يبدو ليس بريئا بين عقوبة الشيخ بني إرشيد ومبادرة الذنيبات لترخيص حزب سياسي جديد، وهو ما يشير له قادة التنظيم في مجالساتهم حاليا، وهم يتحدثون عن إحياء مخطط إستهداف الأخوان المسلمين بتعليمات «خارجية». 

 

  كلمات مفتاحية

الأردن الشيخ بني ارشيد «السجن» «الاعتذار» الإمارات أخوان الأردن تحديات جديدة «الصدام» النظام الأردني

السجن سنة ونصف لنائب مراقب إخوان الأردن لانتقاده الإمارات

نيويورك تايمز: هجوم «بني أرشيد» على الإمارات أفقد الأردن صبرها على الإخوان

النظام الأردني و«الإخوان»: هل هو طلاق ناعم؟

الأردن يواصل التصعيد ويوجه تهم «الإرهاب» لمعتقلين من الإخوان المسلمين

اعتقال «الإخواني» الأكثر نفوذًا في الأردن.. رسالة خشنة أم بداية «اللعب على المكشوف»؟

هل اقتصر طلب الإمارات على اعتقال «بني أرشيد»؟

الانقسامات الداخلية تضع مستقبل الإخوان في الأردن بيد وزارة الداخلية!

الأردن توافق على طلب تقدم به قياديون مفصولون لتوفيق أوضاع «الإخوان» قانونيا

القيادات التاريخية للإخوان ترفض جمعية «الذنيبات»

«إخوان» الأردن يخوضون «معركة وجود»

الأردن يعتزم منع احتفال الإخوان بذكرى تأسيسهم .. والجماعة: الاحتفال قائم في موعده

مراقب «إخوان» الأردن يشيد بالسياسة السعودية الجديدة ويدين الدور الإيراني في المنطقة

السلطات الأردنية تصادر ممتلكات تعود لجماعة «الإخوان المسلمين»

إخوان الأردن يعلنون استعدادهم للترخيص قانونيا

أنصـتوا إلى غُــرَف الإخــوان

الأمن الأردني يفرج عن كويتي بعد توقيفه لتشابه اسمه مع مطلوب سوري

«إخوان» الأردن تلغي تبعيتها للجماعة الأم في مصر

مسؤول بـ«إخوان مصر»: من حق الجماعة في الأردن تعديل لائحتها الداخلية

«فورين أفيرز» تحذر من عواقب ملاحقة وقمع الإخوان بالأردن

العاهل الأردني يلتقي «القبيسي» ويؤكد متانة العلاقات الأردنية الإماراتية

«بني أرشيد» في لقائه اليتيم بالملك: «آن الأوان لأن نستمع لبعضنا وليس عن بعضنا»

مشاركة الإخوان في الانتخابات الأردنية تحد للدولة واختبار للجماعة