اقتربت القوات الموالية للرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» والمدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية، من السيطرة على مدينة تعز بالكامل حيث ضيقت الخناق على الحوثيين وحلفائهم في ثالث أكبر مدينة في البلاد.
وتشكل محافظة تعز البوابة بين الشمال والجنوب، وتتبع لها ميناء المخا على الضفة الشرقية لباب المندب حيث ما زال ينتشر الحوثيون.
وأدت المعارك العنيفة التي تواصلت الاثنين بين قوات «هادي» والحوثيين في تعز إلى سقوط أكثر من 80 قتيلا خلال الساعات الـ24 الأخيرة، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية.
وأوضحت المصادر أنه تم العثور بين الأنقاض في مناطق المعارك في تعز على جثث 50 متمردا فيما سقط 31 قتيلا في صفوف قوات «هادي».
وكانت القوات الموالية لـ«هادي» وبدعم جوي وبري من قوات التحالف، نجحت في طرد الحوثيين من جميع المناطق التي كانوا يسيطرون عليها في جنوب اليمن.
وانسحب الحوثيون أولا من عدن ثاني أكبر مدن البلاد، وكذلك من محافظات لحج والضالع وابين وشبوة. ولم يدخل الحوثيون قط محافظتي حضرموت والمهرة في شرق البلاد، وهما أيضا جزء من اليمن الجنوبي السابق.
وفي تعز المدينة التي تقع جغرافيا في جنوب غرب البلاد لكنها كانت تشكل تاريخيا جزءا من اليمن الشمالي، سيطرت قوات هادي على مواقع استراتيجية عدة منها مبنى الأمن السياسي (المخابرات) وقلعة مطلة على المدينة كان يستخدمها الحوثيون للقصف.
واستمرت المواجهات العنيفة الاثنين واستخدمت فيها الاسلحة الثقيلة خصوصا في محيط القصر الجمهوري.
ويعد القصر الجمهوري الموقع الرئيسي للحوثيين في تعز، وإذا سقط هذا الموقع يكون المتمردون قد خسروا عمليا المدينة، بحسب مصادر محلية.
وكان الحوثيون المدعومون من إيران والمتحالفون عسكريا مع قوات الجيش الموالية للرئيس السابق «علي عبدالله صالح»، انطلقوا عام 2014 من معاقلهم في شمال البلاد في حملة توسعية جنوبا وسيطروا على صنعاء في سبتمبر/أيلول الماضي.
وتوجهوا بعد ذلك إلى عدن، ثاني أكبر مدن البلاد، واضطر الرئيس «هادي الى المغادرة الى السعودية بعدما جعل من عدن عاصمة موقتة لشهر واحد فقط.
وفي 26 اذار/ مارس الماضي، أطلق التحالف العربي الذي تقوده السعودية حملة عسكرية جوية ضد الحوثيين.
وفي 3 أغسطس/ آب الحالي، نشر مئات الجنود من دول الخليج الأعضاء في التحالف حول عدن لتأمين كبرى مدن جنوب اليمن.
وقتل أكثر من 4500 شخص في اليمن منذ بداية النزاع، نصفهم من المدنيين.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 4300 شخص قتلوا في اليمن منذ مارس/ آذار نصفهم من المدنيين، بينما يحتاج 80% من السكان البالغ عددهم 26 مليونا إلى المساعدات والحماية.