أكدت مصادر إعلامية تعرض مختطفين من أهالي الكرمة والصقلاوية في محيط الفلوجة إلى تعذيب وانتهاكات على يد الشرطة الاتحادية وميليشيات «الحشد الشعبي»، موضحة أن العشرات منهم في حالة صحية خطيرة.
وقالت المصادر إن نحو 600 مدني أطلق سراحهم من بين أكثر من ألف اختطفتهم الشرطة الاتحادية والميليشيات، بدت عليهم آثار تعذيب وانتهاكات خطيرة، كما أكد عدد منهم أن الميليشيات قطعت رؤوس أبنائهم أمامهم واغتصبت عددا من المختطفين.
إلى ذلك، أفادت مصادر طبية في مستشفى عامرية الفلوجة بوصول جثث لأربعة نازحين قضوا تحت التعذيب بعد اختطافهم من قبل ميليشيات «الحشد الشعبي» والشرطة قبل أيام.
وأوضح المجلس النرويجي للاجئين في بيان، أمس الأحد، أن التقارير التي وردت من عائلات في محيط الفلوجة تم التواصل معها، تشير إلى أن مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» استهدفوا مدنيين حاولوا الفرار عبر نهر الفرات.
وكانت مصادر طبية عراقية قالت إن 13 طفلا وخمس نساء قضوا غرقا بنهر الفرات أثناء محاولتهم عبور النهر من جهة قرى زوبع بالفلوجة التي تخضع لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» باتجاه عامرية الفلوجة (23 كلم جنوب الفلوجة) التي تسيطر عليها القوات الأمنية والحشد العشائري.
وقال المجلس النرويجي إن نحو 18 ألف مدني وصلوا إلى مخيمات النازحين منذ أن بدأت القوات العراقية قبل أسبوعين عملية لاستعادة السيطرة على الفلوجة.
وكان رئيس بعثة «الأمم المتحدة» في العراق «يان كوبيش» قد دعا إلى حماية المدنيين وتمكينهم من مغادرة المناطق المتضررة جراء العنف, والالتزام بالقانون الإنساني الدولي.
وأعرب «كوبيش» عن قلقه إزاء تقارير تحدثت عن خروقات لحقوق الإنسان ضد المدنيين، مطالبا الحكومة العراقية بإجراء تحقيق حول الانتهاكات وبذل قصارى جهدها لمنع وقوعها ومحاسبة المتورطين فيها.
من جهتها، قالت «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسيف)، الأسبوع الماضي، إن ما لا يقل عن 20 ألف طفل ما زالوا محاصرين داخل مدينة الفلوجة معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» قرب بغداد، وإنهم يواجهون خطر التجنيد القسري والانفصال عن أسرهم، وسط تحذيرات أممية من المخاطر على المدنيين المحاصرين في المدينة واستخدامهم دروعا بشرية.
وحذرت «الأمم المتحدة»، من تداعيات الوضع المأساوي والمثير لما يقرب من 50 ألفا من المدنيين المحاصرين في مدينة الفلوجة العراقية.
وقد بدأت القوات المسلحة العراقية في 23 مايو/أيار الماضي بدعم من «الحشد الشعبي» الذي يتكون من ميليشيات شيعية مسلحة وضربات جوية من «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة، عملية عسكرية لاستعادة الفلوجة التي تبعد 50 كيلومترا إلى الغرب من بغداد.
وتقوم قوات الأمن العراقية العاملة في الفلوجة بفصل الرجال والصبية الذين تزيد أعمارهم على 12 عاما عن أسرهم، من أجل التحقيق في صلاتهم المحتملة بتنظيم «الدولة الإسلامية».
وتقع الفلوجة على بعد نحو 50 كيلومترا غرب العاصمة بغداد، وتسكنها غالبية سنية، وتعد أحد أبرز معاقل «الدولة الإسلامية» في العراق، منذ أوائل عام 2014، وكانت أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم قبل اجتياح شمال وغرب البلاد صيف العام نفسه.
وتسعى الحكومة العراقية لاستعادة الفلوجة ومن ثم التوجه شمالا نحو الموصل لشن الحملة العسكرية الأوسع ضد «الدولة الإسلامية»، قبل نهاية العام الجاري.