قال السفير السعودي لدى العراق «ثامر السبهان»، اليوم الأحد، إن رئيس الحكومة العراقية أكد ما عبرت عنه الدبلوماسية السعودية من وجود انتهاكات بالفلوجة.
وأكد «السبهان» عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «رئيس الحكومة العراقية يقر بوجود انتهاكات في الفلوجة من قبل الميليشيات ويطالب بمحاسبتهم وهذا يؤكد ما نقول»، مضيفا: «أخوك من نصحك وصارحك».
يذكر أن «السبهان» قال الجمعة الماضية، إن وجود شخصيات إرهابية إيرانية قرب الفلوجة، غربي العراق، دليل واضح بأنهم يريدون حرق العراقيين العرب بنيران الطائفية المقيتة.
وأشار «السبهان» في تدوينة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إلى أن وجود تلك الشخصيات «تأكيد لتوجههم بتغيير ديموغرافي» للعراق.
وكتب في تدوينته يقول: «وجود شخصيات إرهابية إيرانية قرب الفلوجة، دليل واضح بأنهم يريدون حرق العراقيين العرب بنيران الطائفية المقيتة، وتأكيد لتوجههم بتغيير ديموغرافي (للعراق)».
وأمس السبت، أمر رئيس الوزراء العراقي، «حيدر العبادي»، بملاحقة مقاتلين من ميليشيات الحشد الشعبي متهمين بارتكاب «انتهاكات» بينها القتل، بحق مدنيين في الفلوجة.
وقال «العبادي»، في تصريحات بثها التلفزيون العراقي الرسمي، إن «هناك أخطاء، وأنا أعترف، ولدينا مقاتلون شاركوا في معارك الفلوجة ليسوا على نمط واحد».
وأضاف «إننا لا نقبل بأي تجاوز، وأكدنا على الجهات الأمنية أن تراعي حقوق الإنسان، وتحترم كرامتهم».
وتابع «التجاوزات ليست منهجية، لكننا لن نسكت عنها، ولن نتستر على أحد».
وأوضح في هذا الصدد، أنه أمر بملاحقة المتهمين بـ«قتل وارتكاب انتهاكات أخرى بحق المدنيين في الفلوجة، وتقديمهم للعدالة».
وكانت وزارة الخارجية العراقية، أعربت أمس السبت، عن استغرابها من تصريحات صادرة من بعض الدبلوماسيين والمتضمنة موقفا سلبيا من معركة استعادة السيطرة على مدينة الفلوجة، غربي البلاد، من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»، بينما دعت «كتلة بدر» الشيعية في البرلمان العراقي حكومة البلاد إلى طرد السفير السعودي، «ثامر السبهان».
يشار إلى أن قائد القوات البرية التابعة للحرس الثوري الإيراني العميد «محمد باكبور»، ظهر الخميس الماضي، في مدينة الفلوجة التابعة لمحافظة الأنبار غرب العراق.
ووفقا لوكالة «نادي المراسلين» التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، فإن «باكبور»، وصل إلى منطقة الكرمة التابعة لمدينة الفلوجة من أجل متابعة سير العمليات العسكرية التي تشنها القوات العراقية والمليشيات الشيعية في الفلوجة.
وفي وقت سابق، ظهر الجنرال «قاسم سليماني»، قائد فيلق القدس، في ميدان معركة مدينة الفلوجة، كبرى مدن محافظة الأنبار، غربي العراق، وقالت وكالة أنباء إيرانية إن الأخير يدير هذا المعركة.
والخميس الماضي، كشف رئيس البرلمان العراقي، «سليم الجبوري»، عن «انتهاكات» ارتكبها أفراد من قوات الشرطة الاتحادية ضد مدنيين في مدينة الفلوجة، غربي العراق، داعيا رئيس الوزراء، «حيدر العبادي»، إلى معالجتها بـ«حزم»، فيما نفت «قيادة العمليات المشتركة»، التابعة للجيش العراقي، حدوثها.
وقال «الجبوري»، في بيان، إنه «يجب الحفاظ على حياة المدنيين، ومسار الجانب الإنساني، وتهيئة الممرات الآمنة بالسرعة الممكنة، وتحييد المدنيين من نيران المعركة بالفلوجة».
وأضاف: «هناك معلومات تشير إلى بعض التجاوزات التي ارتكبها أفراد في جهاز الشرطة الاتحادية وبعض المتطوعين (لم يحدد هويتهم)، أدت إلى انتهاكات بحق مدنيين»، معتبرا أن «هذه الأفعال تسيء إلى التضحيات، التي يقدمها هذا الجهاز وجميع القوات المقاتلة» في معركة الفلوجة.
وحث «الجبوري»، «العبادي»، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، على «تعقب هذه الممارسات ومعالجتها بحزم وسرعة؛ تلافيا لتداعياتها، وحفاظا على الانتصارات المتحققة لقواتنا البطلة»، وفقا لتعبيره.
ولم يوضح رئيس البرلمان العراقي، طبيعة الانتهاكات التي تحدث عنها، لكن نازحين تمكنوا من مغادرة محيط الفلوجة، مؤخرا، قالوا إنهم تعرضوا «لانتهاكات لا حصر لها» على يد مليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية، المشاركة في عملية استعادة الفلوجة من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، منها التعذيب والإهانة والشتم.
وبدأت القوات العراقية، في 23 مايو/أيار الماضي، عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة الفلوجة من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية»، لكنها لا تزال تواجه مقاومة عنيفة من مسلحي التنظيم، حسب قادة عسكريين عراقيين.
وتقع الفلوجة على بعد نحو 50 كيلومترا غرب العاصمة بغداد، وتعد أحد أبرز معاقل تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق، ويقطنها أغلبية من السُنة، وهي من أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم مطلع عام 2014 قبل اجتياح شمال وغرب البلاد صيف العام نفسه.