بعد المنحة السعودية للجيش اللبناني، إيران تعرض هبه إيرانية لتسليحه ومصادر تؤكد مخالفة ذلك لقرارات مجلس الأمن، ما يعرض لبنان للعقوبات حال قبولها الهبة الإيرانية.
أعلن السفير الإيراني لدى لبنان «محمد فتحعلي» أن «الهبة العسكرية الإيرانية للجيش اللبناني غير مشروطة، ومن دون مقابل، وهي من دولة إلى دولة من دون وسيط، وتشمل أسلحة وذخائر» مؤكدا «ونحن جاهزون لإرسالها».
وقال بعد لقائه وزير الخارجية اللبناني «جبران باسيل»: «إن العلاقات الطيبة ما بين البلدين الشقيقين تجعلنا نرى أن لدينا أهدافاً ومصالح مشتركة، وأيضاً مواقف سياسة ورؤية مشتركة تجاه العديد من الملفات، واتفقنا على متابعة الكثير من الأمور المتصلة بترسيخ وتوطيد العلاقات بين البلدين في مجالات عدة».
وكشفت مصادر مطلعة لـصحيفة «النهار» اللبنانية أن «اللقاء مع السفير جاء بعدما كان الممثل الشخصي لأمين عام الأمم المتحدة في لبنان «ديريك بلامبلي» قد اعترض أمس خلال لقائه أيضاً وزير الخارجية على قبول لبنان للهبة الإيرانية، لأنها تخالف قرار مجلس الأمن رقم 1740، المادة 5 منه تحديداً، التي تحظر على إيران توريد السلاح براً وبحرا وجواً"، مما يعرض لبنان للعقوبات».
كان الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني «علي شمخاني» قد قال إن بلاده ستزود الجيش اللبناني بمعدات لمساعدته في ما وصفها بـ«المعركة البطولية التي يخوضها ضد الإرهاب" على حدوده مع سوريا، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي خط أحمر يحول دون ترسيخ العلاقات بين البلدين على حد قوله».
وففقا للمصادر الصحفية فإن إيران مستعدة لتقديم عدد من صواريخ «تاو» مع القواذف المخصصة لها، ومناظير ليلية ومدافع هاون من طراز 120 و60 ملم مع ذخائر ودبابات«ت 55" و"ت 62» وذخائر مدافع 15 ملم، ورشاشات دوشكا مع ذخائرها.
وعما اذا كانت الحكومة اللبنانية ستقبل الهبة الإيرانية، قال السفير الإيراني لدى لبنان: «أُبلغنا أنها ستُطرح على بساط البحث داخل مجلس الوزراء في لبنان، وينبغي أن تعبر الطرق القانونية وبإذن الله بعد ذلك فإننا في طهران على أتم الاستعداد لإرسال هذه الهبة العسكرية فوراً ومن دون أي إبطاء».
ولفت إلى أن بلاده «تتمتع بخبرة عريقة وكبيرة في مجال مكافحة الإرهاب وعلى أتم الاستعداد لان نضع هذه التجربة والإمكانات المتطورة على «طبق من ذهب» كما يقال، وأن نقدم هذه الخبرة إلى الجيش اللبناني الباسل على حد وصفه.
رأى السفير الإيراني في لبنان، أن من يعترض على منح بلاده مساعدات للجيش اللبناني «لا يخدم مصلحة لبنان في مكافحة الإرهاب». وأكّد، في حديث إلى «الأخبار»، استعداد إيران لتقديم هبة غير مشروطة للجيش اللبناني كـ«مرحلة أولى» من التعاون بينهما.
من جانبها أبدت الإدارة الأميركية رفضها لتقديم طهران هبة عسكرية للجيش اللبناني ، ووفقا لصحيفة «الأخبار» المقربة من حزب الله فإن الأميركيين بعثوا برسائل عبر قنوات رسمية وغير رسمية إلى لبنان تتضمن »تهديدا بوقف دعم الجيش ووقف تسليم أي هبة في حال قبول معدات عسكرية من إيران».
وحذّر الأميركيون -حسب معلومات الصحيفة- من أن «خرق لبنان للعقوبات المفروضة على إيران سيعرّض الهبات والتعاون الأمني للخطر«، وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت عن تقديمها «مليار دولار» كهبة لتسليح الجيش اللبناني إضافة إلى« 3 مليارات» أخرى أعلنت السعودية عن تقديمها للبنان فى صورة سلاح من فرنسا تحت ذريعة محاربة الجماعات التكفيرية، تم تسليم الدفعة الأولى منها فى أغسطس /آب الماضى وفقا للمصادر الصحفية.
ويرى مراقبون أن عرض المساعدات الإيرانى للبنان يأتي فى إطار مكافأة الجيش اللبنانى على دخوله فى مواجهات ضد المعارضة السورية فى بلدة «عرسال» الحدودية مع سوريا، ومحاولة من إيران لزيادة نفوذها فى القطاعات العسكرية اللبنانية، يذكر أن الجيش اللبناني قد قام -بالتعاون مع حزب الله- فى أغسطس/ آب الماضي بمهاجمة مخيمات اللاجئين في «عرسال» مخلفا وراءه العشرات من السوريين واللبنانيين بين قتيل وجريح.