قال رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» إن بلاده لا تحتاج إلى قوات برية أجنبية، وذلك ردا على إعلان واشنطن عزمها إرسال قوات خاصة للمساعدة في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأوضح «العبادي» وفق بيان صادر عنه أن أي عملية عسكرية أو انتشار لأي قوة أجنبية خاصة أو غير خاصة في أي مكان بالبلاد لا يمكن أن يتم دون موافقة الحكومة والتنسيق معها والاحترام الكامل للسيادة العراقية.
وفي السياق ذاته، قال وزير الدفاع العراقي «خالد العبيدي» إن بغداد لن تسمح بأي ضغوط تفرض عليها من الولايات المتحدة أو روسيا.
وأضاف «العبيدي» خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر قيادة عمليات الفرات الأوسط بمحافظة كربلاء وسط العراق، أمس الثلاثاء «لن نسمح لأي دولة بما فيها أمريكا وروسيا بالضغط على العراق»، مشيرا إلى أن مصلحة بلاده فوق كل الاعتبارات.
من جهتها رفضت مليشيات شيعية عراقية نشر قوات أمريكية وتعهدت بمحاربتها، وقال المتحدث باسم كتائب «حزب الله»، «جعفر الحسيني» إن جماعته ستلاحق وتقاتل أي قوة أمريكية تنشر في العراق.
وشدد «الحسيني» على أن أي قوة أمريكية ستصير هدفا رئيسيا لجماعته، مشيرا إلى أن الجماعة قاتلت الأمريكيين من قبل ومستعدة لمواصلة قتالهم.
وكان وزير الدفاع الأمريكي «آشتون كارتر» أعلن أنه سيتم نشر قوات أمريكية خاصة في العراق للقيام بعمليات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، من بينها مداهمة مراكز للتنظيم في سوريا.
وقال أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب إن القوة الاستكشافية المتخصصة ستساعد القوات العراقية و«البشمركة» على قتال تنظيم «الدولة الإسلامية»، وذلك بالتنسيق التام مع الحكومة العراقية.
ولم يقدم الوزير الأمريكي تفاصيل عن حجم القوة الجديدة، لكنه قال إنها ستكون أكبر من المجموعة المكونة من نحو خمسين فردا من القوات الخاصة التي تنشر في سوريا.
وأضاف «كارتر» أنه سيكون بمقدور هذه القوات الخاصة بمرور الوقت تنفيذ غارات والإفراج عن رهائن وجمع معلومات استخباراتية وأسر زعماء تنظيم «الدولة».
ودعا المجتمع الدولي وحلفاء واشنطن إلى تكثيف جهودهم بعد هجمات باريس، مضيفا «كلما زادت المساهمات التي نتلقاها من دول أخرى تمكنا من زيادة قدراتنا القتالية أكثر باستخدام قواتنا».
وتعمل القوات العراقية ومليشيات موالية لها وقوات «البشمركة» الكردية على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» في البلاد، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي الذي يشن بقيادة الولايات المتحدة غارات جوية على مواقع التنظيم.
يشار إلى أنه يوجد في العراق قرابة 3500 عسكري أمريكي، من العاملين في 6 مواقع مختلفة لمساعدة قواته الأمنية.
وكانت القوات الأمريكية نفذت إلى جانب قوات «البيشمركة» الكردية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عملية مداهمة لسجن تابع لـ«الدولة الإسلامية» بقضاء الحويجة جنوبي محافظة كركوك (شمال العراق) قامت خلالها بتحرير 70 رهينة، بيد أنها خسرت أحد مقاتليها أثناء تنفيذ العملية.
وبعد هذه العملية وجه البيت الأبيض بإرسال 50 من قواته الخاصة إلى سوريا لمساعدة قوات المعارضة هناك.