قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، اليوم الخميس، إن روسيا ملزمة بإثبات اتهامها لأنقرة بشراء النفط من «الدولة الإسلامية» بالوثائق، وإلا فإن هذا سيعد افتراء.
وأضاف أن «جورج حسواني» الذي يحمل الجنسية الروسية يقوم بتجارة النفط المهرب (نفط الدولة الإسلامية)، وهذا مثبت لدى وزارة الخزانة الأمريكية.
وأشار «أردوغان» إلى أن بلاده ليست لديها خصومات مع الدول التي لا تتفق معها في وجهات النظر حيال القضية السورية.
وقال: «إن الزج بأسرتي في هذا موضوع شراء النفط من الدولة الإسلامية يتنافى مع القيم الأخلاقية، لا سيما أن القنوات الإيرانية فعلت نفش الشيء من قبل، وكنت قد تباحثت مع الرئيس الإيراني بهذا الشأن، وقلت له إنكم تقعون في خطأ كبير، وإذا استمر الأمر على هذا المنوال، فإن عواقب ذلك ستكون وخيمة، وستدفعون ثمنا باهظا، وبعد عشرة أيام، مسحوا هذه الادعاءات من مواقعهم».
وأكد الرئيس التركي أنه مستعد للتنحي من منصبه في حال أثبتت موسكو مزاعمها بشأن شراء أنقرة للنفط من «الدولة الإسلامية، متسائلا: «هل بمقدور بوتين أن يستقيل من منصبه هو الآخر إذا فشل في إثبات ادعائه؟».
واستنكر «أردوغان» التدخل الروسي في سوريا التي تقول موسكو إنه يستند إلى الشرعية الدولية، لأن النظام السوري طلب منها التدخل، مضيفا: «إنكم لستم مجبرين في مساعدة نظام فقد شرعيته، وقتل 380 ألفا من أبناء شعبه، وعلى روسيا أن تعي هذا الأمر جيدا، وقد أعلمت السيد بوتين بذلك مرارا».
وقد استهجن المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي، «جوش إيرنست»، الادعاءات الروسية بـقيام تركيا بشراء نفط من «الدولة الإسلامية»، معتبرا أن جميع الدلائل تشير إلى أن النظام السوري هو المستهلك الأكبر لنفط «الدولة الإسلامية».
وأضاف «إيرنست»، في الموجز الصحفي اليومي للبيت الأبيض أمس الأربعاء، أنه من الغريب أن يثير الروس مخاوفهم من هذا الأمر، في حين أن هنالك أدلة كثيرة تشير إلى «بشار الأسد» ونظامه كأكبر مستهلك لنفط «الدولة الإسلامية»، وهو نظام يعود سبب بقائه بسبب دعم الروس له فقط.
وتابع: «إذا كان الروس قلقين فعلا بخصوص هذا، وأعني جهود الدولة الإسلامية غير المشروعة للتمويل، فعليهم أن يتحدثوا مع بشار الأسد، وهو الشخص الذي يعتمد على الروس في استمرار بقائه في السلطة».
وأضاف أن الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، قد تحدث مع نظيره التركي «رجب طيب أردوغان» أول أمس الثلاثاء، على هامش مؤتمر المناخ بباريس حول تأمين حدود تركيا مع سوريا، بطريقة تؤمن مصالح الأمن القومي التركي.
وأوضح «إيرنست»، أن المناطق الحدودية التي استطاع الأتراك تأمينها قد أوقفت تدفق المقاتلين الأجانب، وتوقف النشاطات المالية غير المشروعة التي تعلم واشنطن أن «الدولة الإسلامية» شارك بها لتأمين عملياته الجارية.
وأكد «إيرنست» أن «أوباما» بحث مع «أردوغان» وجود ثغرة على الشريط الحدودي التركي مع سوريا لم يتم تأمينها بطريقة ترضي التحالف الدولي، مضيفا «نحن قلقون من استغلال الدولة الإسلامية لهذه الثغرة، لنقل المقاتلين الأجانب، ونقل مواد السوق السوداء، التي يمكن للدولة الإسلامية استخدامها لتمويل عملياته».
وسبق أن رفض الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، أثناء كلمته في جامعة قطر، بالعاصمة القطرية الدوحة، أمس الأربعاء، اتهامات روسية لتركيا بشرائها نفط من «الدولة الإسلامية»، قائلا، «لا يحق لأحد توجيه اتهامات إلى تركيا بهذا الخصوص، فتركيا لم تفقد قيمها الأخلاقية حتى تشتري النفط من تنظيم إرهابي».