كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس الإثنين، أن مصر أطلعت «إسرائيل» مسبقا على نيتها تحويل جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر إلى السيادة السعودية.
وأوضحت أنه خلال الاتصالات مع مصر لم تعارض «إسرائيل» هذه الخطوة طالما أن حرية الملاحة الإسرائيلية في المنطقة تبقى مضمونة، إضافة إلى احترام الالتزامات المصرية تجاه «إسرائيل» في إطار اتفاقية السلام.
وأضافت الصحيفة أن مصر والسعودية أوضحتا لـ«إسرائيل» والولايات المتحدة أنه سيتم ضمان حرية الملاحة الإسرائيلية إضافة إلى احترام الالتزامات المصرية بموجب اتفاقية السلام.
ولفتت إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية «بنيامين نتنياهو»، كان قد طرح هذه القضية في إحدى جلسات المجلس الوزاري المصغر السياسي الأمني (الكابينت)، قبل أسبوعين، وأطلع الوزراء على عملية نقل السيادة التي خطط لها.
كما بينت الصحيفة أن الولايات المتحدة وقوة المراقبة المتعددة الجنسيات في سيناء، والتي تشكلت كجزء من اتفاقية السلام بين «إسرائيل» ومصر، والتي ينتشر جنودها في الجزيرتين، كانوا في صورة الاتصالات، ولم يعبروا عن أي اعتراض على عملية نقل السيادة.
وأشارت «هآرتس» إلى أن وجهة النظر الأولية الإسرائيلية، سواء لوزارة الخارجية أم للأجهزة الأمنية، تقول إن نقل السيادة على الجزيرتين من مصر إلى السعودية لن تؤثر للأسوأ على اتفاقية السلام بين «إسرائيل» ومصر، ومع ذلك، فإن «نتنياهو» ووزير الأمن «موشي يعالون»، ينتظران وجهة نظر شاملة يعمل على إعدادها عدد من القانونيين من عدة وزارات حكومية.
وكانت صحيفة «الأهرام» المصرية، قد ذكرت أمس الاثنين، أن اتصالات مصرية-إسرائيلية جرت مؤخرا أطلع خلالها الجانب المصري الجانب الإسرائيلي على التطورات بشأن توقيع مصر والسعودية اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، وما يترتب على ذلك من انعكاسات على معاهدة السلام الموقعة بين مصر و«إسرائيل» عام 1979.
وأوضحت الصحيفة أن الجانب المصري أطلع الجانب الإسرائيلي عل خطاب ولي ولي عهد السعودية الأمير «محمد بن سلمان» لرئيس الحكومة المصرية «شريف إسماعيل»، الذي جاء فيه أن السعودية ستحترم تنفيذ الالتزامات التي كانت على مصر وفقا للمعاهدة، وذلك في حالة سريان الاتفاقية بعد تصديق مجلس النواب عليها وفقا للدستور، مشيرة إلى أن هذه الالتزامات هي استمرار وجود القوات متعددة الجنسيات لحفظ السلام لضمان عدم استخدام جزيرتي صنافير وتيران للأغراض العسكرية وحرية الملاحة في خليج العقبة.
يذكر أن الباحث في الشأن الإسرائيلي «صالح النعامي» والحاصل على الدكتوراة في العلوم السياسية، قال في نهاية فبراير/شباط الماضي إن الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» هو الأكثر حديثا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» من بين الزعماء العرب.
وجاء في تغريدات «النعامي» على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» والتي نقلها عن القناة العاشرة الإسرائيلية أن «السيسي» يتحدث مع «نتنياهو» مرة كل أسبوعين.
وقد أعلن مجلس الوزراء المصري، السبت الماضي، أن جزيرتي تيران وصنافير الموجودتين في البحر الأحمر تقعان داخل المياه الإقليمية السعودية، وذلك بعد يوم من توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية والإعلان عن إنشاء جسر بين البلدين، خلال زيارة العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» الأولى لمصر.
وأثار القرار جدلا واسع النطاق بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرهم من السياسيين والقانونيين الذين رأوا أن الجزر مصرية 100% ولا يجوز ترسيم الحدود إلا باستفتاء شعبي.
وكان وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير»، قد أكد أن المملكة ستلتزم بكل الاتفاقيات الدولية التي قطعتها مصر بشأن جزيرتي تيران وصنافير بدءا من «كامب ديفيد» إلى بقية الاتفاقيات الأخرى.