تضارب في الإحصاءات الحكومية السنوية حول «البطالة» و«السعودة»

الأربعاء 6 أبريل 2016 09:04 ص

كشفت تقارير إحصائية سنوية لعدة جهات حكومية سعودية، اختلافا في أرقام الإحصاءات الخاصة بالـ«سعودة» والـ«البطالة».

وظهر الاختلاف من خلال الإصدارات السنوية وبعض البرامج كبرنامج «حافز» وجهات المتابعة كـ«نزاهة»، وفقا لصحيفة «الوطن» السعودية.

من جانبه أوضح المتحدث الرسمي للهيئة العامة للإحصاء «تيسير المفرج»، أن «الاختلاف الإحصائي يعود إلى طبيعة طريقة جمع البيانات والمعلومات، حيث تعتمد كافة الجهات الحكومية على سجلاتها الإدارية، وتعتمد الهيئة العامة للإحصاء على عمليات المسوح الميدانية، وفق أسلوب الحصر الشامل أو اختيار العينات الإحصائية».

وأضاف: «بناء على المادة الأولى من تنظيم الهيئة المُعتمد من مجلس الوزراء، فإن السجلات الإدارية هي السجلات الورقية أو الإلكترونية، التي تدون فيها البيانات أو المعلومات في مختلف الجهات العامة، أو المنشآت الخاصة المتعلقة بالمجالات الإحصائية وغير ذلك فيما يتعلق بأحوال المجتمع ونشاطاته، بالإضافة إلى السجلات عن العمليات الإنتاجية لتلك الجهات والمنشآت، بينما تم تعريف المسوح بأنه عملية جمع البيانات من مصادرها سواء كانت وفق أسلوب الحصر الشامل أو وفق أساليب وطرق اختيار العينات الإحصائية».

وأكد الخبير الاقتصادي «برجس حمود البرجس»، أنه بمثل هذا الاختلال في العمليات الإحصائية، «لن نستطيع التخطيط للمستقبل الاقتصادي والتعليمي وعلى كل المستويات تقريبا، وهي نتيجة منطقية لحالات العمل الفردي للقطاعات كل على حدة، دون الأخذ بضرورة التنسيق المسبق فيما بينها».

وتابع «هذا يدل على أن هناك نقصاً على هذا الجانب في كل قطاع تقريباً، يتمثل في غياب معايير العمل الإحصائي الواضحة من جهة، واعتماده على معلومات مركزية ثابتة من جهة أخرى».

وأضاف «البرجس»، أن «الآلية التي تستخدمها الهيئة العامة للإحصاء مثلا وهي طريقة المسح الميداني، الذي يعمل على اختيار شرائح مختارة، طريقة عتيقة وعقيمة في نفس الوقت، ولا تعطي نتائج يمكن الاعتماد عليها بدقة».

وأوضح، «الملاحظ أن جميع التقارير الصادرة عن تلك الجهات لا تتطرق إلى ذكر السعودة الوهمية، وتحسبها لصالحها في عملية تجميل لأرقام البطالة، إذ إن الاعتراف بهم ضمن المشتغلين سيرفع من أرقام معدلات البطالة كثيرا».

من جهته قال رئيس مركز «سعيد العمري» للدراسات الستراتيجية والأمنية الدكتور «طراد بن سعيد العمري»، إن الإحصائيات التي تصدرها وتنشرها الهيئة العامة للإحصاءات «مضللة للقوى العاملة، لذا نكتشف أن نسبة البطالة وأرقامها لا تستقيم مع الواقع، وقد انتقدت متن الإستراتيجية الوطنية للتوظيف». 

وأضاف «يأتي التضليل أولا في من يتم إدراجهم في سوق العمل، فالمصلحة تضع معايير غير حقيقية مما يجعل من الرقم أقل بنسبة 30% وأكثر، كما أن هيئة الإحصاءات والمعلومات تتخذ أسلوبا نشازا عن العالم، بفصل بطالة الذكور عن بطالة الإناث لتحسين الرقم الناتج». 

ويعد حديث «السعودة»، التي تعني إحلال العمالة الوطنية محل الأجنبية، حديثا قديما في السعودية، لكن تطبيق هذا الأمر على أرض الواقع يواجه بمصاعب كبيرة، من بينها: عدم توافر الكوادر المهنية المؤهلة في بعض القطاعات، فضلا عن عزوف السعوديين عن العمل في بعض المهن.

وللتغلب على هذه المصاعب لجأت السلطات السعودية إلى تطبيق برنامج «السعودة» بشكل تدريجي، ويشمل ذلك منح حوافز للشركات التي تساهم في توظيف مواطنين، لكن هناك أساليب من الاحتيال تمارسها بعض الشركات المتضررة من السعودة.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، اتهمت وزارة «الخدمة المدنية» بعض الجهات الحكومية بعدم التعاون معها في «سعودة» بعض الوظائف المشغولة بغير سعوديين مثل الجامعات والمؤسسات والهيئات العامة التي لا تملك الوزارة صلاحيات التوظيف على وظائفها.

واشتكت الوزارة، في تقرير لها، من صعوبة الحصول على معلومات شاملة عن المتعاقدين غير السعوديين في بعض الجهات الحكومية؛ حيث تجاوز عددهم نحو 70 ألف موظف، واعترفت الوزارة بعجزها عن إحلال المواطنين محل الوافدين العاملين في أجهزة الدولة المختلفة، وفقا لما نشرته صحيفة «الرياض».

وطالبت بوضع آلية لإلزام الجهات الحكومية والمؤسسات والهيئات العامة بالتقيد بما يتم الاتفاق عليه بينها وبين الوزارة في خطط «السعودة».

وكشف عن ندرة الكفاءات السعودية في الكثير من التخصصات التقنية ومنها: إدارة المخاطر، وأمن المعلومات، وإدارة المشروعات، وتحليل الأعمال.

يشار إلى أن نسبة البطالة في المملكة عام 2015، سجلت 11.7%، بينما كانت تسجل في 2013 نسبة 11.5%، بحسب تقارير سابقة لوزارة العمل.

وكانت «وزارة الاقتصاد والتخطيط» كشفت أن قوة العمل السعودية بنهاية عام 2014 بلغت نحو 5.6 ملايين عامل، منهم 4.4 ملايين من الذكور بنسبة 79%، في حين يشكل الإناث 21% من قوة العمل في المملكة، حسب صحيفة «اليوم» السعودية.

وفي تقريرها السنوي لعام 2014، قالت الوزارة إن «معدل التشغيل للسعوديين بلغ 88.3 بالمئة بنهاية 2014، فيما بلغ معدل البطالة في سن العمل (دون 15 سنة) 11.7%، أي ما يعادل 651.3 ألف نسمة».

وأظهرت بيانات الوزارة أن ثلثي قوة العمل في السعودية تتركز في فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و39 سنة، يمثل الحاصلون منهم على شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها أعلى نسبة في القوة العاملة السعودية بواقع 36%، يليهم الحاصلون على التعليم الجامعي فما فوق بنسبة 34% من قوة العمل في المملكة.

وأشارت إلى أن عدد الموظفين في القطاع الحكومي زاد خلال عام 2014 بحوالي 103 آلاف موظف غالبيتهم من الإناث، حيث بلغ عددهم 60 ألفا والبقية من الذكور بعدد 43 ألف موظف.

وقالت الوزارة إنه رغم نمو التوظيف في القطاع الخاص إلا أنه لم يخفض من معدل البطالة لدى السعوديين، مشيرة إلى أن مجالات وفرص العمل في القطاع الخاص محدودة بالنسبة للإناث.

وأوضحت أن القطاع الخاص بوضعه الحالي غير قادر على حل مشكلة البطالة باعتبار أن النسبة الأكبر من المتعطلين من النساء.

وبينت أن عام 2014 سجل زيادة هائلة وغير مسبوقة في نمو السكان السعوديين غير الراغبين في العمل.

وقالت إن السبب يعود إلى عزوف الشباب السعوديين عن الوظائف غير الماهرة التي تعرض عليهم من قبل شركات القطاع الخاص والتي لا تتناسب مع مؤهلاتهم حيث أغلبهم حاصلون على التعليم الجامعي.

وسبق وأن انتقد أعضاء مجلس الشورى السعودي، الشهر الماضي، «مصلحة الإحصاءات العامة» بشأن القياسات التي تستخدمها في قياس معدلات البطالة، مشيرين إلى أنها لازالت تستخدم تقنيات علمية وآليات قديمة في جمعها للمعلومات.

وطالبت لجنة الاقتصاد والطاقة في توصياتها المصلحة بالإسراع في التحول إلى نظام الإحصاء الجيومكاني، لاستكمال البنية الأساسية لقواعد المعلومات المكانية الموحدة الوطنية، وإلزام جميع الأجهزة الحكومية بتوفير المعلومات والبيانات لمشروع الربط الآلي لنظام المعلومات، على الأسس الفنية والجدول الزمني، الذي يتطلبه المشروع.

كما طالبت بوضع ميزانيات لمشروعات المسوحات الإحصائية والتحول إلى نظام الإحصاء الجيومكاني، توفر مرونة كافية للإنفاق عليها لاستكمالها في الوقت المطلوب.

ونهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أظهر تحليل اقتصادي، إخفاق خطة التنمية التاسعة (2010–2014)، في تحقيق هدفها فيما يخص خفض معدل البطالة بين السعوديين من 10.5% إلى 5.5% بنهاية الخطة (2014).

ووفقا لتحليل «وحدة التقارير»، بصحيفة «الاقتصادية»، السعودية، بلغ معدل البطالة بين السعوديين في نهاية 2014، نحو 11.7%، وهو معدل أعلى بنسبة 6.2%، عما كانت استهدفته الخطة.

وتستهدف خطة التنمية العاشرة الممتدة من (2015 - 2019)، خفض معدل البطالة من 11.7% المسجلة في عام 2014، إلى 5.1% بنهاية الخطة عام 2019.

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

البطالة في السعودية السعودة حافز نزاهة

اتجاه حكومي لفرض 20 ألف ريال غرامة لمخالفي «السعودة»

وزارة العمل تتجه لـ«سعودة» 6 قطاعات في المرحلة المقبلة

توجه حكومي لـ«سعودة» قطاع التجزئة خلال 5 سنوات

وزير العمل السعودي: معدل البطالة في المملكة 11.5%

البطالة وتسريح العمالة في السعودية

«الشورى السعودي»: «الإحصاءات» تستخدم تقنيات قديمة في قياس البطالة

ارتفاع عدد المشتغلين السعوديين في القطاع الخاص 89.8 ألف خلال فبراير الماضي

«الشورى» السعودي يطالب «هيئة الاستثمار» بتسهيل الإجراءات لإيقاف «السعودة الوهمية»

السعودية.. «الوطنية لحقوق الإنسان» تنظر 185 قضية ضد جهات حكومية

‏برامج لتأهيل المهندسين السعوديين ونشطاء: «تقليص الأجانب هو الحل»

«الشورى» السعودي ينتقد «صندوق الموارد البشرية» ويحمله ارتفاع البطالة

قريبا .. إنشاء أول لجنة وطنية للاحصاء بالسعودية

حملة الدكتوراه يناشدون الملك «سلمان» توظيفهم

«الخدمة المدنية» تبدي استياءها من عدم تعاون جهات حكومية في «السعودة»

إحصاء السعودية: 39.7% نسبة البطالة بين الذكور و60.3% للإناث

صندوق الموارد يخطط لتوظيف مليون ونصف سعودي خلال 5 سنوات

حرق الشهادة وإحباط سوق العمل

«هدف» يسعى لتوظيف 200 ألف سعودي ضمن برنامج «العمل عن بعد»

تقرير: 1.3 مليون خليجي سيضافون إلى قائمة العاطلين عن العمل

السعودية.. مهندس بترول يروي معاناته من البطالة في أكبر بلد مصدر للنفط

«الإحصاء» السعودية: عدد العاطلين عن العمل من الجنسين بلغ 8.3 ملايين شخص

السعودية: قطار «التوطين» يصل الصحة ومبيعات السيارات والجوال والاتصالات قريبا

بحث سعودة الوظائف في الشركات الأمريكية بالمملكة

مهندسون سعوديون يطالبون بحقهم في التوظيف: «أبناء الوطن أولى»