«ميدل إيست آي»: إعدام «نمر النمر» رسالة داخلية تتعلق باستقرار النظام السعودي

الأحد 3 يناير 2016 08:01 ص

في رسالة إلى طهران في أقل الأحوال، وربما تحد للرأي العام الغربي، قررت المملكة العربية السعودية تنفيذ مجموعة من أحكام الإعدام الجماعية يوم السبت، بما في ذلك قتل رجل دين شيعي بارز. وهي خطوة تهدف إلى البقاء على قيد الحياة من قبل المملكة التي ما زالت تهزها الثورات العربية لعام 2011 إضافة إلى الصراع على السلطة، وفقا لبعض المحللين.

سوف يكون لهذا الفعل عواقب بعيدة المدى. قد تخسر السعودية دعم بعض دول التحالف التي تقاتل معها في اليمن، وأي انفراج بين إيران والمملكة كان يأمل الكثيرون في حدوثه من أجل إنهاء الحرب الأهلية السورية قد صار أمرا أقل احتمالا. ويقول خبراء إن هذا التحرك قد يفاقم أيضا من التوترات السنية الشيعية.

وفي حين يبدو أن العواقب صارت لا مفر منها، فإن الإعدامات تظهر أن القادة السعوديين الذين دعموا عملية القتل يعتقدون أن التهديد الذي تشكله الاحتجاجات في المنطقة الشرقية للبلاد، إضافة إلى التداعيات المرتبطة بقتل النشطاء المرتبطين بالقاعدة، تفوق العواقب الإقليمية السلبية لهذا الأمر وفق ما يقول محللون.

منذ عام 2011، كانت هناك احتجاجات متفرقة مستوحاة من الربيع العربي في المنطقة الشرقية السعودية، موطن الأقلية الشيعية في البلاد، الذين يشكلون ما بين 10 إلى 15% من إجمالي 29 مليون نسمة هم عدد سكان المملكة.

ويقول السكان المحليون أن الحكومة تميز ضدهم في فرص العمل والتعليم ضمن مجالات أخرى، وهي المطالب التي قاموا باحتجاجاتهم بسببها، وهي الاحتجاجات التي تم قمعها بوحشية من قبل قوات الأمن مما أدى قتل عشرات من الناس.

ونفت السلطات مرارا اتهامات التمييز، وقالت إنها تكافح في وجه انتفاضة مسلحة ضد الحكومة.

الشيخ «نمر النمر» (56 عاما) كان القوة الدافعة وراء بدء الاحتجاجات، وجاء إعدامه كرسالة واضحة أن المعارضة لن يكون مسموحا بها في هذه المنطقة.

«هناك احتجاجات من قبل الناس في المنطقة الشرقية، وهم لا يريدون التسامح مع أي احتجاجات»، وفقا لما قاله «أندرو هاموند» من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في حواره مع «ميدل إيست آي».

العديد من المتظاهرين في المنطقة الشرقية هم من الشيعة، وفقا لـ«هاموند». وتستخدم القيادة السنية المسألة الطائفية لأغراض مختلفة. «ولكن هل هم مدفوعون بكراهية الشيعة أنفسهم؟، ربما يكون هناك بعض من ذلك، ولكنهم في النهاية قد رأوا تهديدا من قبل جماعة معينة وهم يتحركون ضدها».

»إنها رسالة واضحة إلى أي شخص يريد إسقاط الحكومة«، وفقا لما قاله «جمال خاشقجي»، وهو كاتب سعودي والمدير العام لقنوات العرب الفضائية. ويضيف: «دعا النمر علنا لإسقاط النظام والولاية للفقيه والمرشد الأعلى الإيراني».

ووفقا لـ«خاشقجي» فإن: «هذا الأمر يرقى إلى الخيانة من قبل أي نظام ديموقراطي». مضيفا: «هو لم يتم إعدامه لأنه شيعي ولكن بسبب دعوته لقلب نظام الحكم ومبايعة زعيم أجنبي».

وبينما حصل «نمر النمر» على القدر الأكبر من اهتمام وسائل الإعلام، فقد أشار «خاشقجي» إلى أن غالبية الذين أعدموا يوم السبت أدينوا بالضلوع في هجمات تنظيم القاعدة الذي قتل السعوديين والأجانب في المملكة بين عامي 2003 و2006.

وأضاف: «كان السعوديون يتساءلون لبعض الوقت لما استغرق الحكم على إرهابيي القاعدة وقتا طويلا».

«هؤلاء المجرمون قد ارتكبوا أعمالا وحشية ضد المدنيين الأبرياء وكان لابد أن تتم معاقبتهم بشأنها هذا ما حدث. أنا متأكد من أن الأمر يلقى ترحيبا من قبل معظم السعوديين».

ومع ذلك، يتساءل «هاموند» عما إذا كان المدانون بصلاتهم بتنظيم القاعدة، الذين قالت المملكة سلفا أنها تبذل مجهودا في إعادة تأهيلهم، قد أعدموا في نفس اليوم للتأكد من أن الأمر لا يبدو ذو صبغة طائفية.

ويضيف بالقول: «على الأرجح فإنها محاولة من قبل البعض في القيادة السعودية لاسترضاء المؤسسة الدينية في البلاد»، التي تلعب على ما يبدو دورا حيويا لبقائهم على قيد الحياة والاستقرار على المدى القصير في هذا الظرف الصعب من الانتفاضات والاضطرابات الإقليمية.

عندما حكم على «نمر النمر» بالموت في أكتوبر/تشرين الأول 2014، رأى بعض الخبراء أن القيادة السعودية شعرت أنها فقدت بعض الدعم من قبل المؤسسة الدينية وكذا السنة داخل البلاد، في ضوء انضمام السعوديية إلى قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد «الدولة الإسلامية»، ما بدا على أنه دلالة على حدوث تقارب مع إيران في ذلك التوقيت.

«العديد من السنة صارت لديهم شكوك في نوايا النظام السعودي في ظل هذه التطورات الإقليمية»، وفق ما قالته «مضاوي الرشيد»، أستاذ زائر في كلية لندن للاقتصاد، لـ«ميدل إيست آي» في ذلك التوقيت.

عمليات الإعدام تأتي أيضا بعد أيام من قيام المسؤولين السعوديين بالإعلان عن عجز قياسي في الميزانية، مع رفع سعر البنزين في السوق المحلي بنسبة 50%، إضافة إلى الزيادات المتوقعة قريبا على الكهرباء والماء والديزل والكيروسين. كما ألمحت وزارة المالية أيضا إلى أنه ربما يتم فرض ضرائب على المواطنين لأول مرة. كل هذه الأمور تزيد من الضغط على القيادة التي تعاني خلافات داخلية على قدم وساق.

«حسن حسن»، زميل مشارك في «تشاتام هاوس»، وأحد المشاركين في تأليف كتاب «الدولة الإسلامية: نظرة في داخل بيت الرعب»، قد أشار في صحيفة «الغارديان» إلى أن تنفيذ حكم الإعدام في «النمر» هو رسالة من قبل المملكة العربية السعودية للأجانب والمحليين على حد سواء، أنه بغض النظر عما يقوله العالم، فإن السلطات سوف تواصل إدانة وإعدام أولئك الذين يعبرون الخطوط الحمراء.

السؤال الذي يطرحه «هاموند» يتعلق بإذا ما كانت محاولات القيادة لتثبيت أركانها بهذه الطريقة سوف تجعل موقفها أكثر أمنا على المدى الطويل أو حتى على المدى القصير، أم أنها سوف تخلق المزيد من حالة عدم الاستقرار في الأوضاع القائمة.

  كلمات مفتاحية

السعودية إعدام نمر النمر تنظيم القاعدة الدولة الإسلامية نمر النمر المملكة الملك سلمان اليمن

«خامنئي»: الانتقام الإلهي في انتظار السعودية بعد إعدام «النمر»

«العفو» الدولية: إعدام «النمر» تصفية حسابات سياسية تحت غطاء مكافحة الإرهاب

أخو «النمر»: السلطات السعودية أبلغتنا بدفنه في مقابر المسلمين

حرب تهديدات خليجية إيرانية بعد إعدام «النمر» وإعلام «السيسي» يصفه بـ«العمامة الثائرة»

إيران: السعودية ستدفع ثمنا باهظا لإعدام الشيخ «النمر»

«دولة القانون» بالعراق و«الشيعي الأعلى» في لبنان والحوثيون يدينون إعدام «نمر النمر»

«العوامية تنتفض» و«قصاص نمر النمر» يتصدران «تويتر» في السعودية

«المؤتمر القومي الإسلامي» يدين إعدام «النمر» ويحذر من العواقب

الأحوازيون يستهدفون منشأة نفط إيرانية تضامنا مع السعودية

إيران تطلق اسم «نمر النمر» على شارع مجاور للقنصلية السعودية

«الهلباوي» يزعم: «النمر» شخصية عظيمة.. وإعدامه سيترك أثرا سلبيا على آل سعود

أندية سعودية تطالب بنقل مبارياتها مع فرق إيران لأراض محايدة

استطلاع لـ«الخليج الجديد»: 74% يعتبرون الإعدامات الأخيرة في السعودية «تردع المتربصين»

السعودية تعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وتطرد بعثتها الدبلوماسية

مصدر في الرئاسة التركية: إعدام «النمر» لم يطرح خلال زيارة «أردوغان» للسعودية

«نيويورك تايمز»: إعدام «النمر» رسالة للمعارضة الشيعية السعودية

مواجهات في البحرين بين الشرطة ومحتجين على إعدام «النمر»

«رويترز»: الإعدامات الجماعية في السعودية مبعثها الخوف من «التشدد السني»

إيران: قرار السعودية قطع العلاقات «متسرع وغير منطقي» .. وأمريكا تدعو للحوار

الأزهر يدين الاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران

عائلة «النمر» تطالب السلطات السعودية بتسليم جثمانه لدفنه في القطيف

«القدس العربي»: معارضة إعدام «النمر» اتخذت طابعا طائفيا وتجاهلت الظاهرة نفسها

إيران: السعودية تعمل على «تصعيد التوتر والمواجهات» في المنطقة

التداعيات المحتملة للقطيعة الدبلوماسية بين السعودية وإيران

«واشنطن بوست»: سعي إيران للهيمنة جعل السعودية أكثر جرأة وتهورا

فصل جديد من التأزيم

«ستراتفور»: إعدام «نمر النمر» حلقة جديدة في مسلسل الصراع السعودي الإيراني

«واشنطن بوست»: القلق يدفع السعودية نحو ارتكاب أخطاء مكلفة

زعيم «عصائب أهل الحق» يطالب بإعدام المدانين السعوديين في العراق «فورا»

«ستراتفور»: كيف يخطط السعوديون لمواجهة إيران؟

ردا على احتجاجات حقوقية.. الحكومة الكندية تدافع عن صفقة سلاح مع السعودية

خبراء: مصر تلتزم موقفا حذرا في مواجهة الأزمة بين السعودية وإيران

شارع «نمر النمر» المواجه لسفارة المملكة صورة للعلاقات الإيرانية السعودية المتعثرة

إيران تطلق اسم رجل الدين الشيعي «نمر النمر» على شارع قريب من السفارة السعودية

«و.س.جورنال»: التنافس السعودي الإيراني يشعل المواجهة مع الأقلية الشيعية في السعودية