استدعت وزارة الخارجية البحرينية، اليوم السبت، سفير بلادها لدى طهران للتشاور، احتجاجا على «استمرار التصريحات العدائية من قبل مسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه المملكة دون أدنى مراعاة لمبادئ حسن الجوار».
وتأتي تلك الخطوة بعد نحو أسبوع من استدعاء الوزارة ذاتها، مساء الأحد الماضي، القائم بأعمال السفارة الإيرانية بالإنابة لدى المنامة، «مرتضى صنوبري»، وسلمته مذكرة احتجاج على تصريحات المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية «علي خامنئي» الداعمة للمعارضة الشيعية.
وقالت وزارة الخارجية البحرينية في بيان، نشرته وكالة الأنباء البحرينية الرسمية، اليوم السبت، إن «مملكة البحرين تدين بشدة استمرار التصريحات العدائية من قبل مسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه المملكة دون أدنى مراعاة لمبادئ حسن الجوار أو التزام بالقوانين والأعراف الدولية وميثاق الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والتي تمنع وترفض كل صور التدخل في الشؤون الداخلية للدول».
وأضافت: «وتؤكد مملكة البحرين أن استمرار التصريحات الاستفزازية المتعمدة من جانب مسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلى اختلاف مستوياتهم وتدخلاتهم بدعم التخريب وإثارة الفتن، يعكس بجلاء موقفها العدائي ويكشف بكل وضوح استراتيجيتها الحقيقية القائمة على التدخل في شؤون مملكة البحرين وإثارة القلاقل وإشاعة التوتر في المنطقة وذلك بدل الانخراط بشكل إيجابي وبناء في البحث عن سبل تعزيز الأمن والاستقرار والتوصل لحلول ومعالجات جذرية للتحديات والتهديدات التي تواجه دول المنطقة أجمع وفي صدارتها الإرهاب بمختلف أشكاله وصوره».
وأوضح البيان: «وتشدد مملكة البحرين على أن تلك التصريحات المؤسفة والمتكررة لا تعكس مطلقا أية نوايا حقيقية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في إرساء علاقات ودية وحسن جوار مع مملكة البحرين وجميع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مؤكدة أن المملكة ستتخذ جميع الاجراءات والسبل الممكنة وستسلك كل الطرق الضامنة لتعزيز أمنها وسلامة شعبها».
وعليه، فقد استدعت وزارة الخارجية سفير مملكة البحرين لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وذلك للتشاور، معربة عن أملها في أن تسود علاقات طبيعية متطورة بين البلدين تقوم على مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتقيد بقواعد التعامل الدولي بين الدول المستقلة ذات السيادة، وفق البيان.
ومساء الأحد الماضي، استعدت وزارة الخارجية البحرينية، القائم بأعمال السفارة الإيرانية بالإنابة لدى المنامة، «مرتضى صنوبري»، وسلمته مذكرة احتجاج على تصريحات «علي خامنئي» الداعمة للمعارضة الشيعية، بحسب ما ذكرته الوكالة ذاتها آنذاك.
وكان «خامنئي» أكد في خطبة عيد الفطر بطهران السبت الماضي، أن إيران لن تتخلى عن دعم أصدقائها بالمنطقة، وعن الشعبين المضطهدين في فلسطين واليمن، والشعبين والحكومتين في سوريا والعراق، والشعب المضطهد في البحرين، والمقاتلين الأبرار في المقاومة في لبنان وفلسطين.
واعتبرت المنامة على لسان وكيل الخارجية السفير «عبدالله عبداللطيف» تصريحات «خامنئي» تدخلا فجا ومرفوضا في الشأن الداخلي وتعديا واضحا على سيادة واستقلال مملكة البحرين، وتمثل خرقا لمبادئ «الأمم المتحدة» و«منظمة التعاون الإسلامي»، فضلا عن أنها تحمل توصيفات خاطئة ومغلوطة عن الوضع في مملكة البحرين.
والخميس الماضي، أعلن وزير الداخلية البحريني الفريق الركن الشيخ «راشد بن عبدالله آل خليفة» رفض بلاده «التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي لمملكة البحرين شكلاً ومضمونا».
ونقلت وكالة الأنباء البحرينية عن الوزير، قوله إن «التدخلات الإيرانية أخذت أبعاداً متعددة خارج نطاق العلاقات الدولية التي تحترم حسن الجوار ومن بينها التصريحات السياسية المعادية مروراً بتهريب مواد متفجرة وأسلحة وذخائر إلى مملكة البحرين وإيواء الهاربين من العدالة وفتح المعسكرات الإيرانية لتدريب المجموعات الإرهابية التي تسعى إلى استهدف أرواح الأبرياء فضلاً عن الحملات الإعلامية المضللة والمستمرة تجاه مملكة البحرين».
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الداخلية البحرينية، إحباط عملية تهريب عن طريق البحر، لكمية من المواد المتفجرة شديدة الخطورة، بجانب عدد من الأسلحة الأتوماتيكية والذخائر، مصدرها إيران.
وتتهم سلطات المنامة طهران بدعم حركة احتجاجات تقودها جماعات شيعية معارضة ضد الحكومة وتطالب منذ عام 2011 بملكية دستورية كاملة بهذه الدولة الخليجية الحليفة لواشنطن.