انتقد الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، التصريحات التي صدرت عن نظيره الروسي، «فلاديمير بوتين»، والتي قال فيها إن القيادة التركية «تتبع سياسة متعمدة لدعم أسلمة بلادها».
وخلال لقاء مع مسؤولين محليين في المجمع الرئاسي في أنقرة، اليوم الخميس، تساءل «أردوغان» مستنكرا: «هل من حقهم أن يقولوا بأن الإدارة التركية تعمل على أسلمة تركيا؟».
وأجاب متعجبا: «هم يتهموننا بأننا نعمل على أسلمة الدولة رغم أن 99% من سكان تركيا مسلمون».
وعاود التساؤل مستنكرا: «هل يمكننا بالمثل أن نقول إن الإدارة الروسية تعمل على تنصير روسيا؟ (...) روسيا تضم 30 مليون مسلم فهل لنا الحق أن نقول إن الإدارة الروسية تعمل على تنصير روسيا؟».
وأضاف مؤكدا: «رجب طيب أردوغان مسلم، و99% من سكان تركيا مسلمون؛ فكيف نعمل على أسلمة تركيا؟، نحن فقط نعمل من أجل أن نعيش ديننا».
وواصل الرئيس التركي انتقاده للتصريحات التي صدرت عن الجانب الروسي عقب قيام القوات الجوية التركية بإسقاط قاتلة روسية انتهكت المجال الجوي لأنقرة.
وقال: «انظروا إلى هذه الأخطاء التي تمارسها الإدارة الروسية؛ لقد اعتدوا على سفارتنا في موسكو وكسروا نوافذها، وهذا اعتداء غير معقول، ونحن دائما نصف مثل هذا الأعمال بأنها أعمال عنصرية».
ولفت إلى أن الروس هدوا بقطع العلاقات وإلغاء الاتفاقيات مع أنقرة عقب واقعة إسقاط المقاتلة.
وعلق على ذلك متسائلا باستنكار: «هل مثل هذه التصريحات تليق بالعلاقات الاستراتيجية بين البلدين؟».
وحول شكل التصرفات التي يراها معتاده في مثل هذه الأحوال، قال «أردوغان»: «في البداية يجب على السياسيين وعلى جيشينا الجلوس معا، والحديث عن مكامن الخطأ ثم التركيز على تجاوز ذلك الخطأ من الطرفين. لكنك إذا أصدرت بيانات انفعالية كهذه.. لن يكون هذا بالأمر الصائب».
وأضاف: «قبل أيام كنت في اجتماع عام معهم (الجانب الروسي) في مدينة أنطاليا أثناء قمة العشرين، وتناقشا في الملف السوري أكثر من مرة، لكنهم يقفون في لحظة ما، ويصدرون مثل هذه التصريحات.. هذا أمر مخجل بالنسبة لروسيا».
وكانت وكالات أنباء روسية نقلت عن «بوتين» قوله بعد يوم من إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية: «المشكلة ليست المأساة التي شهدناها أمس، المشكلة أعمق بكثير. نلاحظ أن القيادة التركية الحالية على مدار عدد كبير من السنوات تتبع سياسة متعمدة لدعم أسلمة بلادها».
واليوم الخميس، أمر رئيس الوزراء الروسي، «ديمتري ميدفيديف»، حكومته باتخاذ خطوات تشمل تجميد بعض المشروعات الاستثمارية المشتركة، وتقييد الواردات الغذائية من تركيا.
ويمثل إسقاط المقاتلة الروسية من جانب سلاح الجو التركي، أمس الأول الثلاثاء،أحد أخطر المواجهات المعلنة بين بلد عضو في حلف شمال الأطلسي وروسيا منذ أكثر من نصف قرن.
وأكد «أردوغان» في خطابه أمام المسؤولين المحليين، اليوم، أن المقاتلة الروسية أُسقطت «كرد فعل تلقائي» لانتهاك المجال الجوي التركي بما يتوافق مع تعليمات سارية أعطيت للجيش.
وأضاف الرئيس التركي أن تلك التعليمات لا علاقة لها بالخلافات مع روسيا بشأن السياسة المتعلقة بسوريا، لافتا إلى أن أنقرة ستواصل دعم المعارضة المعتدلة في سوريا والمقاتلين التركمان الذين يناصبون رئيس النظام السوري، «بشار الأسد»، العداء.
وتصر روسيا على أن طائرتها لم تخترق المجال الجوي التركي.
وزعم «ميدفيديف»، أمس الأربعاء، أن مسؤولين أتراك يستفيدون من مبيعات نفط تنظيم «الدولة الإسلامية».
ورد «أردوغان» على هذه المزاعم، قائلا: «عار عليكم. معلوم تماما من أين تشتري تركيا النفط والغاز.. من يزعمون أننا نشتري النفط من داعش (الدولة الإسلامية) عليه إثبات زعمه. لا أحد يمكنه الاساءة لهذا البلد».
وأضاف: «إذا بحثتم عن مصدر الأسلحة والقوة المالية لداعش.. فإن أول مكان يمكن النظر اليه هو نظام الأسد والدول التي تعمل معه».